الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( لفت ) ( هـ ) في صفته - عليه الصلاة والسلام - " فإذا التفت التفت جميعا " أراد أنه لا يسارق النظر .

                                                          وقيل : أراد لا يلوي عنقه يمنة ويسرة إذا نظر إلى الشيء ، وإنما يفعل ذلك الطائش الخفيف ، ولكن كان يقبل جميعا ويدبر جميعا .

                                                          ( س ) ومنه الحديث " فكانت مني لفتة " هي المرة الواحدة من الالتفات .

                                                          ( س ) ومنه الحديث " لا تتزوجن لفوتا " هي التي لها ولد من زوج آخر . فهي لا تزال تلتفت إليه ، وتشتغل به عن الزوج .

                                                          * ومنه حديث الحجاج " أنه قال لامرأة : إنك كتون لفوت " أي : كثيرة التلفت إلى الأشياء .

                                                          [ ص: 259 ] [ هـ ] وفي حديث عمر " وأنهز اللفوت ، وأضم العنود " هي الناقة الضجور عند الحلب ، تلتفت إلى الحالب فتعضه فينهزها بيده فتدر لتفتدي باللبن من النهز . وهو الضرب ، فضربها مثلا للذي يستعصي ويخرج عن الطاعة .

                                                          * وفيه إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يلفت الكلام كما تلفت البقرة الخلا بلسانها يقال : لفته يلفته ، إذا لواه وفتله ، وكأنه مقلوب منه ، ولفته أيضا ، إذا صرفه .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث حذيفة " إن من أقرأ الناس للقرآن منافقا لا يدع منه واوا ولا ألفا ، يلفته بلسانه كما تلفت البقرة الخلا بلسانها " يقال : فلان يلفت الكلام لفتا : أي : يرسله ولا يبالي كيف جاء ، المعنى : أنه يقرؤه من غير روية ولا تبصر وتعمد للمأمور به ، غير مبال بمتلوه كيف جاء كما تفعل البقرة بالحشيش إذا أكلته .

                                                          وأصل اللفت : لي الشيء عن الطريقة المستقيمة .

                                                          ( س ) وفيه ذكر " ثنية لفت " وهي بين مكة والمدينة . واختلف في ضبط الفاء فسكنت وفتحت ، ومنهم من كسر اللام مع السكون .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عمر " وذكر أمره في الجاهلية ، وأن أمه اتخذت لهم لفيتة من الهبيد " هي العصيدة المغلظة .

                                                          وقيل : هو ضرب من الطبيخ ، يشبه الحساء ونحوه .

                                                          والهبيد : الحنظل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية