الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( لمم ) [ هـ ] في حديث بريدة أن امرأة شكت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمما بابنتها اللمم : طرف من الجنون يلم بالإنسان : أي : يقرب منه ويعتريه .

                                                          [ هـ ] ومنه حديث الدعاء أعوذ بكلمات الله التامة من شر كل سامة ، ومن كل عين لامة أي : ذات لمم ، ولذلك لم يقل " ملمة " وأصلها من ألممت بالشيء ، ليزاوج قوله " من شر كل سامة " .

                                                          [ هـ ] ومنه الحديث في صفة الجنة " فلولا أنه شيء قضاء الله لألم أن يذهب بصره ; لما يرى فيها " أي : يقرب .

                                                          * ومنه الحديث " ما يقتل حبطا أو يلم " أي : يقرب من القتل .

                                                          * وفي حديث الإفك وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله أي : قاربت .

                                                          وقيل : اللمم : مقاربة المعصية من غير إيقاع فعل .

                                                          وقيل : هو من اللمم : صغار الذنوب .

                                                          [ ص: 273 ] وقد تكرر " اللمم " في الحديث .

                                                          * ومنه حديث أبي العالية " إن اللمم ما بين الحدين : حد الدنيا وحد الآخرة " أي : صغار الذنوب التي ليس عليها حد في الدنيا ولا في الآخرة .

                                                          [ هـ ] وفي حديث ابن مسعود " لابن آدم لمتان : لمة من الملك ولمة من الشيطان " اللمة : الهمة ، الخطرة تقع في القلب ، أراد إلمام الملك أو الشيطان به والقرب منه ، فما كان من خطرات الخير ، فهو من الملك ، وما كان من خطرات الشر ، فهو من الشيطان .

                                                          [ هـ ] وفيه " اللهم المم شعثنا " .

                                                          * وفي حديث آخر " وتلم بها شعثي " هو من اللم : الجمع . يقال : لممت الشيء ألمه لما ، إذا جمعته : أي : اجمع ما تشتت من أمرنا .

                                                          * وفي حديث المغيرة " تأكل لما وتوسع ذما " أي : تأكل كثيرا مجتمعا .

                                                          ( س ) وفي حديث جميلة " أنها كانت تحت أوس بن الصامت ، وكان رجلا به لمم ، فإذا اشتد لممه ظاهر من امرأته ، فأنزل الله كفارة الظهار " اللمم هاهنا : الإلمام بالنساء وشدة الحرص عليهن . وليس من الجنون ، فإنه لو ظاهر في تلك الحال لم يلزمه شيء .

                                                          ( هـ ) وفيه ما رأيت ذا لمة أحسن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللمة من شعر الرأس : دون الجمة ، سميت بذلك ، لأنها ألمت بالمنكبين ، فإذا زادت فهي الجمة .

                                                          ( س ) ومنه حديث أبي رمثة " فإذا رجل له لمة " يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية