الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جرش ]

                                                          جرش : الجرش : حك الشيء الخشن بمثله ودلكه ، كما تجرش الأفعى أنيابها إذا احتكت أطواؤها تسمع لذلك صوتا وجرشا . وقيل : هو قشره ؛ جرشه يجرشه ويجرشه جرشا ، فهو مجروش وجريش . والجراشة : ما سقط من الشيء تجرشه . التهذيب : جراشة الشيء ما سقط منه جريشا إذا أخذ ما دق منه . والأفعى تجرش أنيابها : تحكها . وجرش الأفعى : صوت تخرجه من جلدها إذا حكت بعضها ببعض . والملح الجريش : المجروش كأنه قد حك بعضه بعضا فتفتت . والجريش : دقيق فيه غلظ يصلح للخبيص المرمل . والجراشة مثل المشاطة والنحاتة . وجرش رأسه بالمشط وجرشه إذا حكه حتى تستبين هبريته . وجراشة الرأس : ما سقط منه إذا جرش بمشط . وفي حديث أبي هريرة : لو رأيت الوعول تجرش ما بين لابتيها ما هجتها ، يعني المدينة ؛ الجرش : صوت يحصل من أكل الشيء الخشن ، أراد لو رأيتها ترعى ما تعرضت لها ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرم صيدها ، وقيل هو بالسين المهملة بمعناه ؛ ويروى بالخاء المعجمة والشين المعجمة ، وسيأتي ذكره . والتجريش : الجوع والهزال ؛ عن كراع . ورجل جريش : نافذ . والجرشى على مثال فعلى كالزمكى : النفس ؛ قال :


                                                          بكى جزعا من أن يموت وأجهشت إليه الجرشى وارمعن حنينها



                                                          الحنين : البكاء . ومضى جرش من الليل ، وحكي عن ثعلب : جرش ؛ قال ابن سيده : ولست منه على ثقة . وجوش وجؤشوش : وهو ما بين أوله إلى ثلثه ، وقيل : هو ساعة منه ؛ والجمع أجراش وجروش ، والسين المهملة في جرش لغة ؛ حكاه يعقوب في البدل . وأتاه بجرش من الليل أي : بآخر منه . ومضى جرش من الليل أي : هوي من الليل . والجرش : الإصابة ، وما جرش منه شيئا ، وما اجترش ، أي : ما أصاب . وجرش : موضع باليمن ، ومنه أديم جرشي . وفي الحديث ذكر جرش - بضم الجيم وفتح الراء - مخلاف من مخاليف اليمن ، وهو بفتحهما بلد بالشأم ، ولهما ذكر في الحديث . وجرشية : بئر معروفة ؛ قال بشر بن أبي خازم :


                                                          تحدر ماء البئر عن جرشية     على جربة تعلو الدبار غروبها



                                                          وقيل : هي هنا دلو منسوبة إلى جرش . الجوهري : يقول دموعي تحدر كتحدر ماء البئر عن دلو تستقي بها ناقة جرشية ؛ لأن أهل جرش يستقون على الإبل . وجرشت الشيء إذا لم تنعم دقه ، فهو جريش . وملح جريش : لم يتطيب . وناقة جرشية : حمراء . والجرشي : ضرب من العنب أبيض إلى الخضرة رقيق صغير الحبة ، وهو أسرع العنب إدراكا ؛ وزعم أبو حنيفة أن عناقيده طوال وحبه متفرق ، قال : وزعموا أن العنقود منه يكون ذراعا ، وفي العنوق حمراء جرشية ، ومن الأعناب عنب جرشي بالغ جيد ينسب إلى جرش . والجرش : الأكل . قال الأزهري : الصواب بالسين . والجرشية : ضرب من الشعير أو البر . ورجل مجرئش الجنب : منتفخه ؛ قال :


                                                          إنك يا جهضم ماهي القلب     جاف عريض مجرئش الجنب



                                                          والمجرئش أيضا : المجتمع الجنب ، وقيل : المجرئش الغليظ الجنب الجافي ، وقال الليث : هو المنتفخ الوسط من ظاهر وباطن . قال ابن السكيت : فرس مجفر الجنبين ، ومجرئش الجنبين وحوشب ، كل ذلك انتفاخ الجنبين . أبو الهذيل : اجرأش إذا ثاب جسمه بعد هزال ، وقال أبو الدقيش : هو الذي هزل وظهرت عظامه ؛ وقول لبيد :


                                                          بكرت به جرشية مقطورة



                                                          قال ابن بري في ترجمة حجر : أراد بقوله جرشية ناقة منسوبة إلى جرش . وجرش : إن جعلته اسم بقعة لم تصرفه للتأنيث والتعريف ، وإن جعلته اسم موضع فيحتمل أن يكون معدولا فيمتنع أيضا من الصرف للعدل والتعريف ، ويحتمل ألا يكون معدولا فينصرف لامتناع وجود العلتين . قال : وعلى كل حال ترك الصرف أسلم من الصرف ، وهو موضع باليمن . ومقطورة : مطلية بالقطران . وفي البيت علكوم ، وعلكوم ضخمة ، والهاء في به تعود على غرب تقدم ذكرها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية