الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جذر ]

                                                          جذر : جذر الشيء يجذره جذرا : قطعه واستأصله . وجذر كل شيء : أصله . والجذر : أصل اللسان ، وأصل الذكر ، وأصل كل شيء . وقال شمر : إنه لشديد جذر اللسان ، وشديد جذر الذكر أي : أصله قال الفرزدق :


                                                          رأت كمرا مثل الجلاميد أفتحت أحاليلها حتى اسمأدت جذورها



                                                          وفي حديث حذيفة بن اليمان : نزلت الأمانة في جذر قلوب الرجال أي : في أصلها ؛ الجذر : الأصل من كل شيء ؛ وقال زهير يصف بقرة وحشية :


                                                          وسامعتين تعرف العتق فيهما     إلى جذر مدلوك الكعوب محدد



                                                          يعني قرنها . وأصل كل شيء : جذره - بالفتح - عن الأصمعي ، [ ص: 103 ] وجذره - بالكسر - عن أبي عمرو . أبو عمرو : الجذر - بالكسر - والأصمعي - بالفتح - . وقال ابن جبلة : سألت ابن الأعرابي عنه ، فقال : هو جذر ، قال : ولا أقول جذر ، قال : والجذر أصل حساب ونسب . والجذر : أصل شجر ونحوه . ابن سيده : وجذر كل شيء أصله ، وجذر العنق : مغرزها ؛ عن الهجري ؛ وأنشد :


                                                          تمج ذفاريهن ماء كأنه     عصيم على جذر السوالف مغفر



                                                          والجمع جذور . والحساب الذي يقال له عشرة في عشرة وكذا في كذا تقول : ما جذره أي : ما يبلغ تمامه ؟ فتقول : عشرة في عشرة مائة ، وخمسة في خمسة خمسة وعشرون ، أي : فجذر مائة عشرة ، وجذر خمسة وعشرين خمسة . وعشرة في حساب الضرب : جذر مائة . ابن جنبة : الجذر جذر الكلام ، وهو أن يكون الرجل محكما لا يستعين بأحد ولا يرد عليه أحد ولا يعاب فيقال : قاتله الله ! كيف يجذر في المجادلة ؟ وفي حديث الزبير : احبس الماء حتى يبلغ الجذر ؛ يريد مبلغ تمام الشرب من جذر الحساب وهو - بالفتح والكسر - أصل كل شيء ، وقيل : أراد أصل الحائط ، والمحفوظ بالدال المهملة ، وقد تقدم . وفي حديث عائشة : سألته عن الجذر قال : هو الشاذروان الفارغ من البناء حول الكعبة . والمجذر : القصير الغليظ الشثن الأطراف ، وزاد التهذيب : من الرجال ، قال :


                                                          إن الخلافة لم تزل مجعولة     أبدا على جاذي اليدين مجذر



                                                          وأنشد أبو عمرو :


                                                          البحتر المجذر الزوال



                                                          يريد في مشيته ، والأنثى - بالهاء - والجيذر مثله ؛ قال ابن بري : هذا العجز أنشده الجوهري ، وزعم أن أبا عمرو أنشده ، قال : والبيت كله مغير ، والذي أنشده أبو عمرو لأبي السوداء العجلي ، وهو :


                                                          البهتر المجدر الزواك



                                                          وقبله :


                                                          تعرضت مريئة الحياك     لناشئ دمكمك نياك
                                                          البهتر المجدر الزواك     فأرها بقاسح بكاك
                                                          فأوزكت لطعنه الدراك     عند الخلاط أيما إيزاك
                                                          وبركت لشبق براك     منها على الكعثب والمناك
                                                          فداكها بمنعظ دواك     يدلكها في ذلك العراك
                                                          بالقنفريش أيما تدلاك



                                                          الحياك : الذي يحيك في مشيته فيقاربها . والبهتر : القصير . والمجدر : الغليظ ، وكذلك الجادر . والدمكمك : الشديد ، وأرها : نكحها . والقاسح : الصلب . والبكاك : من البك وهو الزحم . وداكها : من الدوك وهو السحق . يقال : دكت الطيب بالفهر على المداك . والقنفريش : الأير الغليظ ، ويقال : القنفرش أيضا بغير ياء ، قال الراجز :


                                                          قد قرنوني بعجوز جحمرش     تحب أن يغمز فيها القنفرش



                                                          وناقة مجذرة : قصيرة شديدة . أبو زيد : جذرت الشيء جذرا وأجذرته استأصلته . الأصمعي : جذرت الشيء أجذره : قطعته . وقال أبو أسيد : الجذر الانقطاع أيضا من الحبل والصاحب والرفقة من كل شيء ؛ وأنشد :


                                                          يا طيب حال قضاه الله دونكم     واستحصد الحبل منك اليوم فانجذرا



                                                          أي انقطع . والجؤذر والجوذر : ولد البقرة ؛ وفي الصحاح : البقرة الوحشية والجمع جآذر . وبقرة مجذر : ذات جؤذر ؛ قال ابن سيده : ولذلك حكمنا بزيادة همزة جؤذر ، ولأنها قد تزاد ثانية كثيرا . وحكى ابن جني جؤذرا وجؤذرا في هذا المعنى ، وكسره على جواذر . قال : فإن كان ذلك فجؤذر فؤعل ، وجؤذر فؤعل . ويكون جوذر وجوذر مخففا من ذلك تخفيفا بدليا أو لغة فيه . وحكى ابن جني أن جوذرا على مثال كوثر لغة في جوذر ، وهذا مما يشهد له أيضا بالزيادة ؛ لأن الواو ثانية لا تكون أصلا في بنات الأربعة . والجيذر : لغة في الجوذر . قال ابن سيده : وعندي أن الجيذر والجوذر عربيان ، والجؤذر والجؤذر فارسيان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية