الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جفر ]

                                                          جفر : الجفر : من أولاد الشاء إذا عظم واستكرش ; قال أبو عبيد : إذا بلغ ولد المعزى أربعة أشهر وجفر جنباه وفصل عن أمه وأخذ في الرعي ، فهو جفر ، والجمع أجفار وجفار وجفرة ، والأنثى جفرة ; وقد جفر واستجفر ; قال ابن الأعرابي : إنما ذلك لأربعة أشهر أو خمسة من يوم ولد . وفي حديث عمر : أنه قضى في اليربوع إذا قتله المحرم بجفرة ، وفي رواية : قضى في الأرنب يصيبها المحرم جفرة . ابن الأعرابي : الجفر الجمل الصغير والجدي بعدما يفطم ابن ستة أشهر . قال : والغلام جفر . ابن شميل : الجفرة العناق التي شبعت من البقل والشجر واستغنت عن أمها ، وقد تجفرت واستجفرت . وفي حديث حليمة ظئر النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت : كان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر فبلغ ستا وهو جفر . قال ابن الأثير : استجفر الصبي إذا قوي على الأكل . وفي حديث أبي اليسر : فخرج إلي ابن له جفر . وفي حديث أم زرع : يكفيه ذراع الجفرة ، مدحته بقلة الأكل . والجفر : الصبي إذا انتفخ لحمه ، وأكل وصارت له كرش ، والأنثى جفرة ، وقد استجفر وتجفر . والمجفر : العظيم الجنبين من كل شيء . واستجفر إذا عظم ; حكاه شمر وقال : جفرة البطن باطن المجرئش . والجفرة : جوف الصدر ، وقيل : ما يجمع البطن والجنبين ، وقيل : هو منحنى الضلوع ، وكذلك هو من الفرس وغيره ، وقيل : جفرة الفرس وسطه ، والجمع جفر وجفار . وجفرة كل شيء : وسطه ومعظمه . وفرس مجفر وناقة مجفرة أي : عظيمة الجفرة ، وهي وسطه ; قال الجعدي :


                                                          فتآيا بطرير مرهف جفرة المحزم منه فسعل

                                                          والجفرة : الحفرة الواسعة المستديرة . والجفر : خروق الدعائم التي تحفر لها تحت الأرض . والجفر : البئر الواسعة التي لم تطو ، وقيل : هي التي طوي بعضها ولم يطو بعض ، والجمع جفار ; ومنه جفر الهباءة ، وهو مستنقع ببلاد غطفان . والجفرة - بالضم - : سعة في الأرض مستديرة ، والجمع جفار مثل برمة وبرام ، ومنه قيل للجوف : جفرة . وفي حديث طلحة : فوجدناه في بعض تلك الجفار ، وهو جمع جفرة - بالضم - . وفي الحديث ذكر جفرة - بضم الجيم وسكون الفاء - جفرة خالد من ناحية البصرة تنسب إلى خالد بن عبد الله بن أسيد ، لها ذكر في حديث عبد الملك بن مروان . والجفير : جعبة من جلود لا خشب فيها أو من خشب لا جلد فيها . والجفير أيضا : جعبة [ ص: 162 ] من جلود مشقوقة في جنبها ، يفعل ذلك بها ليدخلها الريح فلا يأتكل الريش . الأحمر : الجفير ، والجعبة الكنانة . الليث : الجفير شبه الكنانة إلا أنه واسع أوسع منها يجعل فيه نشاب كثير . وفي الحديث : من اتخذ قوسا عربية وجفيرها نفى الله عنه الفقر ; الجفير : الكنانة ، والجعبة التي تجعل فيها السهام ، وتخصيص القسي العربية كراهية زي العجم . وجفر الفحل يجفر - بالضم - جفورا : انقطع عن الضراب ، وقل ماؤه ، وذلك إذا أكثر الضراب حتى حسر وانقطع وعدل عنه . ويقال في الكبش : ربض ، ولا يقال جفر . ابن الأعرابي : أجفر الرجل وجفر وجفر واجتفر إذا انقطع عن الجماع ، وإذا ذل قيل : قد اجتفر . وأجفر الرجل عن المرأة : انقطع . وجفره الأمر عنه : قطعه ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          وتجفروا عن نساء قد تحل لكم     وفي الرديني والهندي تجفير

                                                          أي أن فيهما من ألم الجراح ما يجفر الرجل عن المرأة ، وقد يجوز أن يعني به إماتتهما إياهم ; لأنه إذا مات فقد جفر . وطعام مجفر ومجفرة ; عن اللحياني : يقطع عن الجماع . ومن كلام العرب : أكل البطيخ مجفرة . وفي الحديث أنه قال لعثمان بن مظعون : عليك بالصوم فإنه مجفرة أي : مقطعة للنكاح . وفي الحديث أيضا : صوموا ووفروا أشعاركم ; فإنها مجفرة . قال أبو عبيد : يعني مقطعة للنكاح ، ونقصا للماء . ويقال للبعير إذا أكثر الضراب حتى ينقطع : قد جفر يجفر جفورا ، فهو جافر ; وقال ذو الرمة في ذلك :


                                                          وقد عارض الشعرى سهيل كأنه     قريع هجان عارض الشول جافر

                                                          وفي حديث علي - كرم الله وجهه - : أنه رأى رجلا في الشمس فقال : قم عنها فإنها مجفرة أي : تذهب شهوة النكاح . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : إياكم ونومة الغداة فإنها مجفرة ; وجعله القتيبي من حديث علي - كرم الله وجهه - . والمجفر : المتغير ريح الجسد . وفي حديث المغيرة : إياكم وكل مجفرة أي : متغيرة ريح الجسد ، والفعل منه أجفر . قال : ويجوز أن يكون من قولهم : امرأة مجفرة الجنبين أي : عظيمتهما . وجفر جنباه إذا اتسعا ، كأنه كره السمن . وقال أبو حنيفة : الكنهبل صنف من الطلح جفر . قال ابن سيده : أراه عنى به قبيح الرائحة من النبات . الفراء : كنت آتيكم فقد أجفرتكم أي : تركت زيارتكم وقطعتها . ويقال : أجفرت ما كنت فيه أي : تركته . وأجفرت فلانا : قطعته وتركت زيارته . وأجفر الشيء : غاب عنك . ومن كلام العرب : أجفرنا هذا الذئب فما حسسناه منذ أيام . وفعلت ذلك من جفر كذا أي : من أجله . ويقال للرجل الذي لا عقل له : إنه لمنهدم الحال ، ومنهدم الجفر . والجفرى والكفرى : وعاء الطلع . وإبل جفار إذا كانت غزارا ، شبهت بجفار الركايا . والجفراء والجفراة : الكافور من النخل ; حكاهما أبو حنيفة . وجيفر ومجفر : اسمان . والجفر : موضع بنجد . والجفار : موضع ، وقيل : هو ماء لبني تميم ، قال : ومنه يوم الجفار ; قال الشاعر :


                                                          ويوم الجفار ويوم النسا     ر كانا عذابا وكانا غراما

                                                          أي هلاكا . والجفائر : رمال معروفة ; أنشد الفارسي :


                                                          ألما على وحش الجفائر فانظرا     إليها وإن لم تمكن الوحش راميا

                                                          والأجفر : موضع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية