الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جنز ]

                                                          جنز : جنز الشيء يجنزه جنزا : ستره . وذكروا أن النوار لما احتضرت أوصت أن يصلي عليها الحسن ، فقيل له في ذلك ، فقال : إذا جنزتموها فآذنوني . والجنازة والجنازة : الميت ; قال ابن دريد : زعم قوم أن اشتقاقه من ذلك ; قال ابن سيده : ولا أدري ما صحته ، وقد قيل : هو نبطي . والجنازة : واحدة الجنائز ، والعامة تقول الجنازة - بالفتح - والمعنى الميت على السرير ، فإذا لم يكن عليه الميت فهو سرير ونعش . وفي الحديث : أن رجلا كان له امرأتان فرميت إحداهما في جنازتها ؛ أي : ماتت . تقول العرب إذا أخبرت عن موت إنسان : رمي في جنازته ; لأن الجنازة تصير مرميا فيها ، والمراد بالرمي الحمل والوضع . والجنازة - بالكسر - : الميت بسريره ، وقيل ، بالكسر : السرير ، وبالفتح : الميت . ورمي في جنازته ؛ أي : مات ، وطعن في جنازته ؛ أي : مات . ابن سيده : الجنازة - بالفتح - الميت ، والجنازة - بالكسر - : السرير الذي يحمل عليه الميت ; قال الفارسي : لا يسمى جنازة حتى يكون عليه ميت ، وإلا فهو سرير أو نعش ; وأنشد الشماخ :


                                                          إذا أنبض الرامون فيها ترنمت ترنم ثكلى أوجعتها الجنائز

                                                          واستعار بعض مجان العرب الجنازة لزق الخمر ، فقال وهو عمرو بن قعاس :


                                                          وكنت إذا أرى زقا مريضا     يناح على جنازته بكيت

                                                          وإذا ثقل على القوم أمر أو اغتموا به ، فهو جنازة عليهم قال :


                                                          وما كنت أخشى أن أكون جنازة     عليك ومن يغتر بالحدثان ؟

                                                          الليث : الجنازة الإنسان الميت والشيء الذي قد ثقل على قوم فاغتموا به . قال الليث : وقد جرى في أفواه الناس جنازة - بالفتح - والنحارير ينكرونه ، ويقولون : جنز الرجل ، فهو مجنوز إذا جمع . الأصمعي : الجنازة - بالكسر - هو الميت نفسه ، والعوام يقولون : إنه السرير . تقول العرب : تركته جنازة ؛ أي : ميتا . النضر : الجنازة هو الرجل أو السرير مع الرجل . وقال عبد الله بن الحسن : سميت الجنازة ; لأن الثياب تجمع ، والرجل على السرير ، قال : وجنزوا ؛ أي : جمعوا . ابن شميل : ضرب الرجل حتى ترك جنازة ; قال الكميت يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - حيا وميتا :


                                                          كان ميتا جنازة خير ميت     غيبته حفائر الأقوام

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية