قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=47وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه قال
nindex.php?page=showalam&ids=11943أبو بكر : فيه دلالة على أن
nindex.php?page=treesubj&link=22123_27262ما لم ينسخ من شرائع الأنبياء المتقدمين فهو ثابت ، على معنى أنه صار شريعة للنبي صلى الله عليه وسلم لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=47وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومعلوم أنه لم يرد أمرهم باتباع ما أنزل الله في الإنجيل إلا على أنهم يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم لأنه صار شريعة له ؛ لأنهم لو استعملوا ما في الإنجيل مخالفين للنبي صلى الله عليه وسلم غير متبعين له لكانوا
[ ص: 97 ] كفارا ، فثبت بذلك أنهم مأمورون باستعمال أحكام تلك الشريعة على معنى أنها قد صارت شريعة للنبي عليه السلام . قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة : " مهيمنا يعني أمينا " وقيل : شاهدا ، وقيل : حفيظا ، وقيل : مؤتمنا والمعنى فيه أنه أمين عليه ، ينقل إلينا ما في الكتب المتقدمة على حقيقته من غير تحريف ولا زيادة ولا نقصان ؛ لأن الأمين على الشيء مصدق عليه ، وكذلك الشاهد . وفي ذلك دليل على أن كل
nindex.php?page=treesubj&link=27262_22132من كان مؤتمنا على شيء فهو مقبول القول فيه ، من نحو الودائع والعواري والمضاربات ونحوها ؛ لأنه حين أنبأ عن وجوب التصديق بما أخبر به القرآن عن الكتب المتقدمة سماه أمينا عليها ، وقد بين الله تعالى في سورة البقرة أن الأمين مقبول القول فيما اؤتمن فيه ، وهو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=283فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فلما جعله أمينا فيه وعظه بترك البخس .
وقد اختلف في المراد بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48ومهيمنا فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : " هو الكتاب ، وفيه إخبار بأن القرآن مهيمن على الكتب المتقدمة شاهد عليها " . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : " أراد به النبي " صلى الله عليه وسلم . قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48فاحكم بينهم بما أنزل الله يدل على نسخ التخيير على ما تقدم من بيانه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=49ولا تتبع أهواءهم يدل على بطلان
nindex.php?page=treesubj&link=8745_26215قول من يردهم إلى الكنيسة أو البيعة للاستحلاف ، لما فيه من تعظيم الموضع وهم يهوون ذلك ؛ وقد نهى الله تعالى عن اتباع أهوائهم . ويدل على بطلان قول من يردهم إلى دينهم لما فيه من اتباع أهوائهم والاعتداد بأحكامهم ، ولأن ردهم إلى أهل دينهم إنما هو رد لهم ليحكموا فيهم بما هو كفر بالله عز وجل ؛ إذ كان حكمهم بما يحكمون به كفرا بالله وإن كان موافقا لما أنزل في التوراة والإنجيل ؛ لأنهم مأمورون بتركه واتباع شريعة النبي صلى الله عليه وسلم . قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا الشرعة والشريعة واحد ، ومعناها الطريق إلى الماء الذي فيه الحياة ، فسمى الأمور التي تعبد الله بها من جهة السمع شريعة وشرعة لإيصالها العاملين بها إلى الحياة الدائمة في النعيم الباقي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48ومنهاجا قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك : " سنة وسبيلا " .
ويقال طريق نهج إذا كان واضحا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : " وأراد بقوله : "شرعة" القرآن ؛ لأنه لجميع الناس " وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وغيره شريعة التوراة وشريعة الإنجيل وشريعة القرآن " . وهذا يحتج به من نفى لزوم شرائع من قبلنا إيانا وإن لم يثبت نسخها لإخباره بأنه
[ ص: 98 ] جعل لكل نبي من الأنبياء شرعة ومنهاجا . وليس فيه دليل على ما قالوا ؛ لأن ما كان شريعة
لموسى عليه السلام فلم ينسخ إلى أن بعث النبي صلى الله عليه وسلم فقد صارت شريعة للنبي صلى الله عليه وسلم وكان فيما سلف شريعة لغيره ؛ فلا دلالة في الآية على اختلاف أحكام الشرائع . وأيضا فلا يختلف أحد في تجويز أن يتعبد الله رسوله بشريعة موافقة لشرائع من كان قبله من الأنبياء ، فلم ينف قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا أن تكون شريعة النبي صلى الله عليه وسلم موافقة لكثير من شرائع الأنبياء المتقدمين .
وإذا كان كذلك ، فالمراد فيما نسخ من شرائع المتقدمين من الأنبياء وتعبد النبي صلى الله عليه وسلم بغيرها ، فكان لكل منكم شرعة غير شرعة الآخر . قوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : " لجعلكم على الحق " ، وهذه مشيئة القدرة على إجبارهم على القول بالحق ، ولكنه لو فعل لم يستحقوا ثوابا ، وهو كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها وقال قائلون : " معناه : ولو شاء الله لجمعهم على شريعة واحدة في دعوة جميع الأنبياء " .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=47وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11943أَبُو بَكْرٍ : فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=22123_27262مَا لَمْ يُنْسَخْ مِنْ شَرَائِعِ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ فَهُوَ ثَابِتٌ ، عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ صَارَ شَرِيعَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=47وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَمْ يَرِدْ أَمْرُهُمْ بِاتِّبَاعِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي الْإِنْجِيلِ إِلَّا عَلَى أَنَّهُمْ يَتَّبِعُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ صَارَ شَرِيعَةً لَهُ ؛ لِأَنَّهُمْ لَوِ اسْتَعْمَلُوا مَا فِي الْإِنْجِيلِ مُخَالِفِينَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ مُتَّبِعِينَ لَهُ لَكَانُوا
[ ص: 97 ] كُفَّارًا ، فَثَبَتَ بِذَلِكَ أَنَّهُمْ مَأْمُورُونَ بِاسْتِعْمَالِ أَحْكَامِ تِلْكَ الشَّرِيعَةِ عَلَى مَعْنَى أَنَّهَا قَدْ صَارَتْ شَرِيعَةً لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ . قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ : " مُهَيْمِنًا يَعْنِي أَمِينًا " وَقِيلَ : شَاهِدًا ، وَقِيلَ : حَفِيظًا ، وَقِيلَ : مُؤْتَمَنًا وَالْمَعْنَى فِيهِ أَنَّهُ أَمِينٌ عَلَيْهِ ، يَنْقُلُ إِلَيْنَا مَا فِي الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ عَلَى حَقِيقَتِهِ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا زِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَانٍ ؛ لِأَنَّ الْأَمِينَ عَلَى الشَّيْءِ مُصَدَّقٌ عَلَيْهِ ، وَكَذَلِكَ الشَّاهِدُ . وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ كُلَّ
nindex.php?page=treesubj&link=27262_22132مَنْ كَانَ مُؤْتَمَنًا عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ مَقْبُولُ الْقَوْلِ فِيهِ ، مِنْ نَحْوِ الْوَدَائِعِ وَالْعَوَارِيِّ وَالْمُضَارَبَاتِ وَنَحْوِهَا ؛ لِأَنَّهُ حِينَ أَنْبَأَ عَنْ وُجُوبِ التَّصْدِيقِ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ الْقُرْآنُ عَنِ الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ سَمَّاهُ أَمِينًا عَلَيْهَا ، وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ أَنَّ الْأَمِينَ مَقْبُولُ الْقَوْلِ فِيمَا اؤْتُمِنَ فِيهِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=283فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَلَمَّا جَعَلَهُ أَمِينًا فِيهِ وَعَظَهُ بِتَرْكِ الْبَخْسِ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48وَمُهَيْمِنًا فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : " هُوَ الْكِتَابُ ، وَفِيهِ إِخْبَارٌ بِأَنَّ الْقُرْآنَ مُهَيْمِنٌ عَلَى الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ شَاهِدٌ عَلَيْهَا " . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : " أَرَادَ بِهِ النَّبِيَّ " صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ يَدُلُّ عَلَى نَسْخِ التَّخْيِيرِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ بَيَانِهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=49وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ يَدُلُّ عَلَى بُطْلَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=8745_26215قَوْلِ مَنْ يَرُدُّهُمْ إِلَى الْكَنِيسَةِ أَوِ الْبِيعَةِ لِلِاسْتِحْلَافِ ، لِمَا فِيهِ مِنْ تَعْظِيمِ الْمَوْضِعِ وَهُمْ يَهْوَوْنَ ذَلِكَ ؛ وَقَدْ نَهَى اللَّهُ تَعَالَى عَنِ اتِّبَاعِ أَهْوَائِهِمْ . وَيَدُلُّ عَلَى بُطْلَانِ قَوْلِ مَنْ يَرُدُّهُمْ إِلَى دِينِهِمْ لِمَا فِيهِ مِنَ اتِّبَاعِ أَهْوَائِهِمْ وَالِاعْتِدَادِ بِأَحْكَامِهِمْ ، وَلِأَنَّ رَدَّهُمْ إِلَى أَهْلِ دِينِهِمْ إِنَّمَا هُوَ رَدٌّ لَهُمْ لِيَحْكُمُوا فِيهِمْ بِمَا هُوَ كُفْرٌ بِاَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ إِذْ كَانَ حُكْمُهُمْ بِمَا يَحْكُمُونَ بِهِ كُفْرًا بِاَللَّهِ وَإِنْ كَانَ مُوَافِقًا لَمَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ؛ لِأَنَّهُمْ مَأْمُورُونَ بِتَرْكِهِ وَاتِّبَاعِ شَرِيعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا الشِّرْعَةُ وَالشَّرِيعَةُ وَاحِدٌ ، وَمَعْنَاهَا الطَّرِيقُ إِلَى الْمَاءِ الَّذِي فِيهِ الْحَيَاةُ ، فَسَمَّى الْأُمُورَ الَّتِي تُعُبِّدَ اللَّهُ بِهَا مِنْ جِهَةِ السَّمْعِ شَرِيعَةً وَشِرْعَةً لِإِيصَالِهَا الْعَامِلِينَ بِهَا إِلَى الْحَيَاةِ الدَّائِمَةِ فِي النَّعِيمِ الْبَاقِي قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48وَمِنْهَاجًا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ : " سُنَّةً وَسَبِيلًا " .
وَيُقَالُ طَرِيقٌ نَهْجٌ إِذَا كَانَ وَاضِحًا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : " وَأَرَادَ بِقَوْلِهِ : "شِرْعَةً" الْقُرْآنَ ؛ لِأَنَّهُ لِجَمِيعِ النَّاسِ " وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ شَرِيعَةُ التَّوْرَاةِ وَشَرِيعَةُ الْإِنْجِيلِ وَشَرِيعَةُ الْقُرْآنِ " . وَهَذَا يَحْتَجُّ بِهِ مَنْ نَفَى لُزُومَ شَرَائِعِ مَنْ قَبْلَنَا إِيَّانَا وَإِنْ لَمْ يَثْبُتْ نَسْخُهَا لِإِخْبَارِهِ بِأَنَّهُ
[ ص: 98 ] جَعَلَ لِكُلِّ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا . وَلَيْسَ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى مَا قَالُوا ؛ لِأَنَّ مَا كَانَ شَرِيعَةً
لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَلَمْ يُنْسَخْ إِلَى أَنْ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ صَارَتْ شَرِيعَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ فِيمَا سَلَفَ شَرِيعَةً لِغَيْرِهِ ؛ فَلَا دَلَالَةَ فِي الْآيَةِ عَلَى اخْتِلَافِ أَحْكَامِ الشَّرَائِعِ . وَأَيْضًا فَلَا يَخْتَلِفُ أَحَدٌ فِي تَجْوِيزِ أَنْ يَتَعَبَّدَ اللَّهُ رَسُولَهُ بِشَرِيعَةٍ مُوَافِقَةٍ لِشَرَائِعِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، فَلَمْ يَنْفِ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا أَنْ تَكُونَ شَرِيعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُوَافِقَةً لِكَثِيرٍ مِنْ شَرَائِعِ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ .
وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ ، فَالْمُرَادُ فِيمَا نُسِخَ مِنْ شَرَائِعِ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَتَعَبَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَيْرِهَا ، فَكَانَ لِكُلٍّ مِنْكُمْ شِرْعَةٌ غَيْرُ شِرْعَةِ الْآخَرِ . قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : " لَجَعَلَكُمْ عَلَى الْحَقِّ " ، وَهَذِهِ مَشِيئَةُ الْقُدْرَةِ عَلَى إِجْبَارِهِمْ عَلَى الْقَوْلِ بِالْحَقِّ ، وَلَكِنَّهُ لَوْ فَعَلَ لَمْ يَسْتَحِقُّوا ثَوَابًا ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَقَالَ قَائِلُونَ : " مَعْنَاهُ : وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى شَرِيعَةٍ وَاحِدَةٍ فِي دَعْوَةِ جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ " .