الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى : ويحلفون بالله إنهم لمنكم الحلف تأكيد الخبر بذكر المعظم على منهاج والله ، وبالله والحروف الموضوعة للقسم واليمين ، إلا أن الحلف من إضافة الخبر إلى المعظم وقوله : ويحلفون بالله إخبار عنهم باليمين بالله ، وجائز أن يكون أراد الخبر عن المستقبل في أنهم سيحلفون بالله . وقول القائل : أحلف بالله ، هو يمين بمنزلته لو حذف ذكر الحلف ، وقال بالله ؛ لأنه بمنزلة قوله : { أنا حالف بالله } إلا أن يريد به العدة فلا يكون يمينا ، فهو ينصرف على المعنى ، والظاهر منه إيقاع الحلف بهذا القول كقولك { أنا أعتقد الإسلام } ، ويحتمل العدة . وأما قوله { بالله } فهو إيقاع لليمين ، وإن كان فيه إضمار { أحلف بالله } أو { قد حلفت بالله } . وقيل : إنما حذف ذكر الحلف ليدل على وقوع الحلف ، ويزول احتمال العدة كما حذف في { والله لأفعلن } ليدل أن القائل حالف لا واعد . وقوله تعالى : إنهم لمنكم معناه في الإيمان والطاعة والدين والملة ، فأكذبهم الله تعالى . والإضافة منهم جائزة إذا كان على دينهم كما قال : والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض و المنافقون والمنافقات [ ص: 322 ] بعضهم من بعض فنسب بعضهم إلى بعض لاتفاقهم في الدين والملة .

التالي السابق


الخدمات العلمية