قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=19881_27962_29676_30454_31011_32026_32028_34513_30614_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فيه أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ الناس جميعا ما أرسله به إليهم من كتابه وأحكامه ، وأن لا يكتم منه شيئا خوفا من أحد ولا مداراة له ، وأخبر أنه إن ترك تبليغ شيء منه فهو كمن لم يبلغ شيئا ، بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67وإن لم تفعل فما بلغت رسالته فلا يستحق منزلة الأنبياء القائمين بأداء الرسالة وتبليغ الأحكام .
وأخبر تعالى أنه يعصمه من الناس حتى لا يصلوا إلى قتله ولا قهره ولا أسره ، بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67والله يعصمك من الناس وفي ذلك إخبار أنه لم يكن تقية من إبلاغ جميع ما أرسل به إلى جميع من أرسل إليهم وفيه الدلالة على بطلان قول
الرافضة في دعواهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كتم بعض المبعوثين إليهم على سبيل الخوف والتقية ؛ لأنه تعالى قد أمره بالتبليغ ، وأخبر أنه ليس عليه تقية بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67والله يعصمك من الناس وفيه دلالة على أن كل ما كان من الأحكام بالناس إليه حاجة عامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغه الكافة وأن وروده ينبغي أن يكون من طريق التواتر ، نحو
nindex.php?page=treesubj&link=23831_126_102الوضوء من مس الذكر ومن مس المرأة ومما مسته النار ونحوها ، لعموم البلوى بها ؛ فإذا لم نجد ما كان منها بهذه المنزلة واردا من طريق التواتر علمنا أن الخبر غير ثابت في الأصل ، أو تأويله ومعناه غير ما اقتضاه ظاهره من نحو الوضوء الذي هو غسل اليد دون وضوء الحدث .
وقد دل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67والله يعصمك من الناس على
nindex.php?page=treesubj&link=29629_31022صحة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ إذ كان من أخبار الغيوب التي وجد مخبرها على ما أخبر به ؛ لأنه لم يصل إليه أحد بقتل ولا قهر ولا أسر مع كثرة أعدائه المحاربين له مصالتة والقصد لاغتياله مخادعة ، نحو ما فعله
عامر بن الطفيل وأربد فلم يصلا إليه ؛ ونحو ما قصده به
عمير بن وهب الجمحي بمواطأة من
nindex.php?page=showalam&ids=90صفوان بن أمية ، فأعلمه الله إياه ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم
عمير بن وهب بما تواطأ هو
nindex.php?page=showalam&ids=90وصفوان بن أمية عليه وهما في
الحجر من اغتياله ، فأسلم
عمير وعلم أن مثله لا يكون إلا من عند الله تعالى عالم الغيب والشهادة ، ولو لم يكن ذلك من عند الله
[ ص: 107 ] لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم الناس ولا ادعى أنه معصوم من القتل والقهر من أعدائه وهو لا يأمن أن يوجد ذلك على خلاف ما أخبر به فيظهر كذبه مع غناه عن الإخبار بمثله .
وأيضا لو كانت هذه الأخبار من عند غير الله لما اتفق في جميعها وجود مخبراتها على ما أخبر به ، إذ لا يتفق مثلها في أخبار الناس إذا أخبروا عما يكون على جهة الحدس والتخمين وتعاطي علم النجوم والرزق والفأل ونحوها ، فلما اتفق جميع ما أخبر به عنه من الكائنات في المستأنف على ما أخبر به ولا تخلف شيء منها ، علمنا أنها من عند الله العالم بما كان وما يكون قبل أن يكون .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=19881_27962_29676_30454_31011_32026_32028_34513_30614_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فِيهِ أَمْرٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبْلِيغِ النَّاسِ جَمِيعًا مَا أَرْسَلَهُ بِهِ إِلَيْهِمْ مِنْ كِتَابِهِ وَأَحْكَامِهِ ، وَأَنْ لَا يَكْتُمَ مِنْهُ شَيْئًا خَوْفًا مِنْ أَحَدٍ وَلَا مُدَارَاةً لَهُ ، وَأُخْبِرَ أَنَّهُ إِنْ تَرَكَ تَبْلِيغَ شَيْءٍ مِنْهُ فَهُوَ كَمَنْ لَمْ يُبَلِّغْ شَيْئًا ، بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ فَلَا يَسْتَحِقُّ مَنْزِلَةَ الْأَنْبِيَاءِ الْقَائِمِينَ بِأَدَاءِ الرِّسَالَةِ وَتَبْلِيغِ الْأَحْكَامِ .
وَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ يَعْصِمُهُ مِنَ النَّاسِ حَتَّى لَا يَصِلُوا إِلَى قَتْلِهِ وَلَا قَهْرِهِ وَلَا أَسْرِهِ ، بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ وَفِي ذَلِكَ إِخْبَارُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ تَقِيَّةً مِنْ إِبْلَاغِ جَمِيعِ مَا أُرْسِلَ بِهِ إِلَى جَمِيعِ مَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَفِيهِ الدَّلَالَةُ عَلَى بُطْلَانِ قَوْلِ
الرَّافِضَةِ فِي دَعْوَاهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَمَ بَعْضَ الْمَبْعُوثِينَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَبِيلِ الْخَوْفِ وَالتَّقِيَّةِ ؛ لِأَنَّهُ تَعَالَى قَدْ أَمَرَهُ بِالتَّبْلِيغِ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ تَقِيَّةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا كَانَ مِنَ الْأَحْكَامِ بِالنَّاسِ إِلَيْهِ حَاجَةٌ عَامَّةٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَلَّغَهُ الْكَافَّةَ وَأَنَّ وُرُودَهُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مِنْ طَرِيقِ التَّوَاتُرِ ، نَحْوُ
nindex.php?page=treesubj&link=23831_126_102الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ وَمِنْ مَسِّ الْمَرْأَةِ وَمِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ وَنَحْوُهَا ، لِعُمُومِ الْبَلْوَى بِهَا ؛ فَإِذَا لَمْ نَجِدْ مَا كَانَ مِنْهَا بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ وَارِدًا مِنْ طَرِيقِ التَّوَاتُرِ عَلِمْنَا أَنَّ الْخَبَرَ غَيْرُ ثَابِتٍ فِي الْأَصْلِ ، أَوْ تَأْوِيلُهُ وَمَعْنَاهُ غَيْرُ مَا اقْتَضَاهُ ظَاهِرُهُ مِنْ نَحْوِ الْوُضُوءِ الَّذِي هُوَ غَسْلُ الْيَدِ دُونَ وُضُوءِ الْحَدَثِ .
وَقَدْ دَلَّ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=29629_31022صِحَّةِ نُبُوَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ إِذْ كَانَ مِنْ أَخْبَارِ الْغُيُوبِ الَّتِي وُجِدَ مُخْبَرُهَا عَلَى مَا أَخْبَرَ بِهِ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ أَحَدٌ بِقَتْلٍ وَلَا قَهْرٍ وَلَا أَسْرٍ مَعَ كَثْرَةِ أَعْدَائِهِ الْمُحَارَبِينَ لَهُ مُصَالَتَةً وَالْقَصْدِ لِاغْتِيَالِهِ مُخَادَعَةً ، نَحْوُ مَا فَعَلَهُ
عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ وَأَرْبِدُ فَلَمْ يَصِلَا إِلَيْهِ ؛ وَنَحْوُ مَا قَصَدَهُ بِهِ
عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ الْجُمَحِيُّ بِمُوَاطَأَةٍ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=90صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ ، فَأَعْلَمَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ ، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عُمَيْرَ بْنَ وَهْبٍ بِمَا تَوَاطَأَ هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=90وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ عَلَيْهِ وَهُمَا فِي
الْحَجَرِ مِنَ اغْتِيَالِهِ ، فَأَسْلَمَ
عُمَيْرٌ وَعَلِمَ أَنَّ مِثْلَهُ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
[ ص: 107 ] لَمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ وَلَا ادَّعَى أَنَّهُ مَعْصُومٌ مِنَ الْقَتْلِ وَالْقَهْرِ مِنْ أَعْدَائِهِ وَهُوَ لَا يَأْمَنُ أَنْ يُوجَدَ ذَلِكَ عَلَى خِلَافِ مَا أَخْبَرَ بِهِ فَيَظْهَرَ كَذِبُهُ مَعَ غِنَاهُ عَنِ الْإِخْبَارِ بِمِثْلِهِ .
وَأَيْضًا لَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْأَخْبَارُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَمَا اتَّفَقَ فِي جَمِيعِهَا وُجُودُ مُخْبَرَاتِهَا عَلَى مَا أَخْبَرَ بِهِ ، إِذْ لَا يَتَّفِقُ مِثْلُهَا فِي أَخْبَارِ النَّاسِ إِذَا أُخْبِرُوا عَمَّا يَكُونُ عَلَى جِهَةِ الْحَدْسِ وَالتَّخْمِينِ وَتَعَاطِي عِلْمِ النُّجُومِ وَالرِّزْقِ وَالْفَأْلِ وَنَحْوِهَا ، فَلَمَّا اتَّفَقَ جَمِيعُ مَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْهُ مِنَ الْكَائِنَاتِ فِي الْمُسْتَأْنَفِ عَلَى مَا أُخْبِرَ بِهِ وَلَا تَخَلَّفَ شَيْءٌ مِنْهَا ، عَلِمْنَا أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَالِمِ بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ .