سورة الأنفال
بسم الله الرحمن الرحيم
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11943أبو بكر رحمة الله عليه : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء : الأنفال الغنائم . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رواية أخرى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء أن الأنفال ما يصل إلى المسلمين عن المشركين بغير قتال من دابة أو عبد أو متاع ، فذلك للنبي صلى الله عليه وسلم يضعه حيث يشاء . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : إن
nindex.php?page=treesubj&link=24470_8493_8490_8488الأنفال الخمس الذي جعله الله لأهل الخمس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : كانت الأنفال من السرايا التي تتقدم أمام الجيش الأعظم .
والنفل في اللغة الزيادة على المستحق ، ومنه النافلة وهي التطوع ؛ وهو عندنا إنما يكون قبل إحراز الغنيمة فأما بعده فلا يجوز إلا من الخمس ، وذلك بأن يقول للسرية : لكم الربع بعد الخمس أو الربع حيز من الجميع قبل
[ ص: 223 ] الخمس ، أو يقول : من أصاب شيئا فهو له ، على وجه التحريض على القتال والتضرية على العدو ؛ أو يقول : من قتل قتيلا فله سلبه وأما بعد إحراز الغنيمة فغير جائز أن ينفل من نصيب الجيش ، ويجوز له أن ينفل من الخمس .
nindex.php?page=treesubj&link=8489وقد اختلف في سبب نزول الآية ، فروي عن
nindex.php?page=hadith&LINKID=682373سعد قال : أصبت يوم بدر سيفا ، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : نفلنيه فقال : ضعه من حيث أخذت فنزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يسألونك عن الأنفال قال : فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : اذهب وخذ سيفك . وروى
معاوية بن صالح عن
علي بن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يسألونك عن الأنفال قال :
nindex.php?page=treesubj&link=8489 { الأنفال الغنائم التي كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ليس لأحد فيها شيء ، ثم أنزل الله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=28979_24578_28723_30772_30781_31045_31050_8489nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول الآية } ؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : أخبرني بذلك
سليمان عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وغيرهما أن
النبي صلى الله عليه وسلم نفل يوم بدر أنفالا مختلفة وقال : من أخذ شيئا فهو له فاختلف الصحابة فقال بعضهم نحو ما قلنا ، وقال آخرون : نحن حمينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا ردءا لكم ، قال : فلما اختلفنا وساءت أخلاقنا انتزعه الله من أيدينا فجعله إلى رسوله فقسمه عن الخمس ، وكان في ذلك تقوى وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاح ذات البين لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول قال
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=711177ليرد قوي المسلمين على ضعيفهم .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن
أبي صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=687969لم تحل الغنيمة لقوم سود الرءوس قبلكم ، كانت تنزل نار من السماء فتأكلها فلما كان يوم بدر أسرع الناس في الغنائم ، فأنزل الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا قد ذكر في حديث
عبادة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم
بدر قبل القتال :
من أخذ شيئا فهو له ومن قتل قتيلا فله كذا ويقال إن هذا غلط ، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم
حنين :
nindex.php?page=hadith&LINKID=37018من قتل قتيلا فله سلبه وذلك لأنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665380لم تحل الغنائم لقوم سود الرءوس غيركم وأن قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يسألونك عن الأنفال نزلت بعد
nindex.php?page=treesubj&link=8489حيازة غنائم بدر ، فعلمنا أن رواية من روى أن النبي صلى الله عليه وسلم نفلهم ما أصابوا قبل القتال غلط ؛ إذ كانت إباحتها إنما كانت بعد القتال . ومما يدل على غلطه أنه قال :
من أخذ شيئا فهو له ومن قتل قتيلا فله كذا ثم قسمها بينهم بالسواء ؛ وذلك لأنه غير جائز على النبي صلى الله عليه وسلم خلف الوعد ولا استرجاع ما جعله لإنسان وأخذه منه وإعطاؤه غيره ؛ والصحيح
[ ص: 224 ] أنه لم يتقدم من النبي صلى الله عليه وسلم قول في الغنائم قبل القتال ، فلما فرغوا من القتال تنازعوا في الغنائم فأنزل الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يسألونك عن الأنفال فجعل أمرها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أن يجعلها لمن شاء ، فيقسمها بينهم بالسواء ، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه على ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، فجعل الخمس لأهله المسلمين في الكتاب ، والأربعة الأخماس للغانمين ، وبين النبي صلى الله عليه وسلم سهم الفارس والراجل ، وبقي حكم النفل قبل إحراز الغنيمة بأن يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=37018من قتل قتيلا فله سلبه ومن أصاب شيئا فهو له ومن
nindex.php?page=treesubj&link=8435_24470_8493الخمس وما شذ من المشركين من غير قتال فكل ذلك كان نفلا للنبي صلى الله عليه وسلم يجعله لمن يشاء ؛ وإنما وقع النسخ في النفل بعد إحراز الغنيمة من غير الخمس . ويدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=8435قسمة غنائم بدر إنما كانت على الوجه الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم قسمتها لا على قسمتها الآن أن النبي صلى الله عليه وسلم قسمها بينهم بالسواء ولم يخرج منها الخمس ، ولو كانت مقسومة قسمة الغنائم التي استقر عليها الحكم لعزل الخمس لأهله ولفضل الفارس على الراجل ؛ وقد كان في الجيش فرسان أحدهما للنبي صلى الله عليه وسلم والآخر
للمقداد قسما الجميع بينهم بالسوية علمنا أن قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قل الأنفال لله والرسول قد اقتضى تفويض أمرها إليه ليعطيها من يرى ، ثم نسخ
nindex.php?page=treesubj&link=8493النفل بعد إحراز الغنيمة وبقي حكمه قبل إحرازها على جهة تحريض الجيش والتضرية على العدو وما لم يوجف عليه المسلمون وما لا يحتمل القسم ومن الخمس على ما شاء ويدل على أن غلط الرواية في أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر :
من أصاب شيئا فهو له وأنه نفل القاتل وغيره ما حدثنا
محمد بن بكر قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد بن السري عن
أبي بكر عن
عاصم عن
nindex.php?page=showalam&ids=17092مصعب بن سعد عن أبيه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=674284جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر بسيف فقلت : يا رسول الله إن الله قد شفى صدري اليوم من العدو فهب لي هذا السيف فقال : إن هذا السيف ليس لي ولا لك ، فذهبت وأنا أقول يعطاه اليوم من لم يبل بلائي ؛ فبينا أنا ؛ إذ جاءني الرسول فقال : أجب فظننت أنه نزل في شيء بكلامي ، فجئت فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : إنك سألتني هذا السيف وليس هو لي ولا لك وإن الله قد جعله لي فهو لك ثم قرأ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن له ولا لسعد قبل نزول سورة الأنفال ، وأخبر أنه لما جعله الله له آثره به ؛ وفي ذلك دليل على فساد رواية من روى أن النبي صلى الله عليه وسلم نفلهم قبل القتال وقال من أخذ شيئا فهو له .
قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=28979_29723_30539_30769_34190_31022_8493nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم [ ص: 225 ] في هذه القصة ضروب من دلائل النبوة ، أحدها : إخباره إياهم بأن إحدى الطائفتين لهم ، وهي عير قريش التي كانت فيها أموالهم وجيشهم الذين خرجوا لحمايتها ، فكان وعده على ما وعده وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم يعني أن المؤمنين كانوا يودون الظفر لما فيها من الأموال وقلة المقاتلة وذلك لأنهم خرجوا مستخفين غير مستعدين للحرب ؛ لأنهم لم يظنوا أن
قريشا تخرج لقتالهم وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين وهو إنجاز موعده لهم في قطع دابر الكافرين وقتلهم .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=9فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=10وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم فوجد مخبر هذه الأخبار على ما أخبر به ، فكان من طمأنينة قلوب المؤمنين ما أخبر به . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11إذ يغشيكم النعاس أمنة منه فألقى عليهم النعاس في الوقت الذي يطير فيه النعاس بإظلال العدو عليهم بالعدة والسلاح وهم أضعافهم . ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به يعني من الجنابة ؛ لأن فيهم من كان احتلم وهو رجز الشيطان لأنه من وسوسته في المنام
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وليربط على قلوبكم بما صار في قلوبهم من الأمنة والثقة بموعود الله
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11ويثبت به الأقدام يحتمل من وجهين : أحدهما : صحة البصيرة والأمن والثقة الموجبة لثبات الأقدام ، والثاني : أن موضعهم كان رملا دهسا لا تثبت فيه الأقدام فأنزل الله تعالى من المطر ما لبد الرمل وثبت عليه الأقدام ؛ وقد روي ذلك في التفسير .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم أي أنصركم
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فثبتوا الذين آمنوا وذلك يحتمل وجهين :
أحدهما : إلقاؤهم إلى المؤمنين بالخاطر والتنبيه أن الله سينصرهم على الكافرين فيكون ذلك سببا لثباتهم وتحزبهم على الكفار ، ويحتمل أن يكون التثبيت إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سينصره والمؤمنين فيخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك المؤمنين فيدعوهم ذلك إلى الثبات ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ كفا من تراب ورمى به وجوههم فانهزموا ولم يبق منهم أحد إلا دخل من ذلك التراب في عينيه . وعنى بذلك أن الله بلغ بذلك التراب وجوههم وعيونهم ؛ إذ لم يكن في وسع أحد من المخلوقين أن يبلغ ذلك التراب عيونهم من الموضع الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم . وهذه كلها من دلائل النبوة ومنها وجود مخبرات هذه الأخبار على ما أخبر به ، فلا يجوز أن يتفق مثلها تخرصا وتخمينا . ومنها ما أنزل من المطر الذي لبد الرمل حتى
[ ص: 226 ] ثبتت أقدامهم عليه وصاروا وبالا على عدوهم ؛ لأن في الخبر أن أرضهم صارت وحلا حتى منعهم من المسير . ومنها الطمأنينة التي صارت في قلوبهم بعد كراهتهم للقاء الجيش . ومنها النعاس الذي وقع عليهم في الحال التي يطير فيها النعاس . ومنها رميه للتراب وهزيمة الكفار به .
سُورَةُ اَلْأَنْفَالِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11943أَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٌ : الْأَنْفَالُ الْغَنَائِمُ . وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رِوَايَةٌ أُخْرَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ أَنَّ الْأَنْفَالَ مَا يَصِلُ إِلَى الْمُسْلِمِينَ عَنِ الْمُشْرِكِينَ بِغَيْرِ قِتَالٍ مِنْ دَابَّةٍ أَوْ عَبْدٍ أَوْ مَتَاعٍ ، فَذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضُعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ . وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=24470_8493_8490_8488الْأَنْفَالَ الْخُمُسُ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لِأَهْلِ الْخُمُسِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : كَانَتِ الْأَنْفَالُ مِنَ السَّرَايَا الَّتِي تَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْجَيْشِ الْأَعْظَمِ .
وَالنَّفَلُ فِي اللُّغَةِ الزِّيَادَةُ عَلَى الْمُسْتَحَقِّ ، وَمِنْهُ النَّافِلَةُ وَهِيَ التَّطَوُّعُ ؛ وَهُوَ عِنْدَنَا إِنَّمَا يَكُونُ قَبْلَ إِحْرَازِ الْغَنِيمَةِ فَأَمَّا بَعْدَهُ فَلَا يَجُوزُ إِلَّا مِنَ الْخُمُسِ ، وَذَلِكَ بِأَنْ يَقُولَ لِلسَّرِيَّةِ : لَكُمُ الرُّبُعُ بَعْدَ الْخُمُسِ أَوِ الرُّبُعُ حِيزَ مِنَ الْجَمِيعِ قَبْلَ
[ ص: 223 ] الْخُمُسِ ، أَوْ يَقُولَ : مَنْ أَصَابَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ ، عَلَى وَجْهِ التَّحْرِيضِ عَلَى الْقِتَالِ وَالتَّضْرِيَةِ عَلَى الْعَدُوِّ ؛ أَوْ يَقُولَ : مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ وَأَمَّا بَعْدَ إِحْرَازِ الْغَنِيمَةِ فَغَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يُنَفِّلَ مِنْ نَصِيبِ الْجَيْشِ ، وَيَجُوزُ لَهُ أَنْ يُنَفِّلَ مِنَ الْخُمُسِ .
nindex.php?page=treesubj&link=8489وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي سَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ ، فَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=hadith&LINKID=682373سَعْدٍ قَالَ : أَصَبْتُ يَوْمَ بَدْرٍ سَيْفًا ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : نَفِّلْنِيهِ فَقَالَ : ضَعْهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَ فَنَزَلَتْ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قَالَ : فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : اذْهَبْ وَخُذْ سَيْفَكَ . وَرَوَى
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=8489 { الْأَنْفَالُ الْغَنَائِمُ الَّتِي كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا شَيْءٌ ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28979_24578_28723_30772_30781_31045_31050_8489nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ الْآيَةُ } ؛ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ
سُلَيْمَانُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=63عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُمَا أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَّلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَنْفَالًا مُخْتَلِفَةً وَقَالَ : مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ فَاخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَحْوَ مَا قُلْنَا ، وَقَالَ آخَرُونَ : نَحْنُ حَمَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنَّا رِدْءًا لَكُمْ ، قَالَ : فَلَمَّا اخْتَلَفْنَا وَسَاءَتْ أَخْلَاقُنَا انْتَزَعَهُ اللَّهُ مِنْ أَيْدِينَا فَجَعَلَهُ إِلَى رَسُولِهِ فَقَسَمَهُ عَنِ الْخُمُسِ ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ تَقْوَى وَطَاعَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=63عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=711177لِيَرُدَّ قَوِيُّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ضَعِيفِهِمْ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=687969لَمْ تَحِلَّ الْغَنِيمَةُ لِقَوْمٍ سُودِ الرُّءُوسِ قَبْلَكُمْ ، كَانَتْ تَنْزِلُ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُهَا فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ أَسْرَعَ النَّاسُ فِي الْغَنَائِمِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا قَدْ ذُكِرَ فِي حَدِيثِ
عُبَادَةَ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ
بَدْرٍ قَبْلَ الْقِتَالِ :
مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ وَمَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ كَذَا وَيُقَالُ إِنَّ هَذَا غَلَطٌ ، وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ
حُنَيْنٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=37018مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665380لَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِقَوْمٍ سُودِ الرُّءُوسِ غَيْرِكُمْ وَأَنَّ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ نَزَلَتْ بَعْدَ
nindex.php?page=treesubj&link=8489حِيَازَةِ غَنَائِمِ بَدْرٍ ، فَعَلِمْنَا أَنَّ رِوَايَةَ مَنْ رَوَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَهُمْ مَا أَصَابُوا قَبْلَ الْقِتَالِ غَلَطٌ ؛ إِذْ كَانَتْ إِبَاحَتُهَا إِنَّمَا كَانَتْ بَعْدَ الْقِتَالِ . وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى غَلَطِهِ أَنَّهُ قَالَ :
مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ وَمَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ كَذَا ثُمَّ قَسَمَهَا بَيْنَهُمْ بِالسَّوَاءِ ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفُ الْوَعْدِ وَلَا اسْتِرْجَاعُ مَا جَعَلَهُ لِإِنْسَانٍ وَأَخْذُهُ مِنْهُ وَإِعْطَاؤُهُ غَيْرَهُ ؛ وَالصَّحِيحُ
[ ص: 224 ] أَنَّهُ لَمْ يَتَقَدَّمْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلٌ فِي الْغَنَائِمِ قَبْلَ الْقِتَالِ ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الْقِتَالِ تَنَازَعُوا فِي الْغَنَائِمِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ فَجَعَلَ أَمْرَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنْ يَجْعَلَهَا لِمَنْ شَاءَ ، فَيَقْسِمَهَا بَيْنَهُمْ بِالسَّوَاءِ ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ عَلَى مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ ، فَجَعَلَ الْخُمُسَ لِأَهْلِهِ الْمُسْلِمِينَ فِي الْكِتَابِ ، وَالْأَرْبَعَةَ الْأَخْمَاسَ لِلْغَانِمِينَ ، وَبَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمَ الْفَارِسِ وَالرَّاجِلِ ، وَبَقِيَ حُكْمُ النَّفْلِ قَبْلَ إِحْرَازِ الْغَنِيمَةِ بِأَنْ يَقُولَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=37018مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ وَمَنْ أَصَابَ شَيْئَا فَهُوَ لَهُ وَمِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=8435_24470_8493الْخُمُسِ وَمَا شَذَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ فَكُلُّ ذَلِكَ كَانَ نَفْلًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْعَلُهُ لِمَنْ يَشَاءُ ؛ وَإِنَّمَا وَقَعَ النَّسْخُ فِي النَّفْلِ بَعْدَ إِحْرَازِ الْغَنِيمَةِ مِنْ غَيْرِ الْخُمُسِ . وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=8435قِسْمَةَ غَنَائِمِ بَدْرٍ إِنَّمَا كَانَتْ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي جَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِسْمَتَهَا لَا عَلَى قِسْمَتِهَا الْآنَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَهَا بَيْنَهُمْ بِالسَّوَاءِ وَلَمْ يُخْرِجْ مِنْهَا الْخُمُسَ ، وَلَوْ كَانَتْ مَقْسُومَةً قِسْمَةَ الْغَنَائِمِ الَّتِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهَا الْحُكْمُ لِعَزْلِ الْخُمُسِ لِأَهْلِهِ وَلِفَضْلِ الْفَارِسِ عَلَى الرَّاجِلِ ؛ وَقَدْ كَانَ فِي الْجَيْشِ فَرَسَانِ أَحَدُهُمَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْآخَرُ
لِلْمِقْدَادِ قَسَمَا الْجَمِيعَ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ عَلِمْنَا أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ قَدِ اقْتَضَى تَفْوِيضَ أَمْرِهَا إِلَيْهِ لَيُعْطِيَهَا مَنْ يَرَى ، ثُمَّ نُسِخَ
nindex.php?page=treesubj&link=8493النَّفَلُ بَعْدَ إِحْرَازِ الْغَنِيمَةِ وَبَقِيَ حُكْمُهُ قَبْلَ إِحْرَازِهَا عَلَى جِهَةِ تَحْرِيضِ الْجَيْشِ وَالتَّضْرِيَةِ عَلَى الْعَدُوِّ وَمَا لَمْ يُوجِفْ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ وَمَا لَا يَحْتَمِلُ الْقَسْمَ وَمِنَ الْخُمُسِ عَلَى مَا شَاءَ وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ غَلَطَ الرِّوَايَةِ فِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ :
مَنْ أَصَابَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ وَأَنَّهُ نَفَلَ الْقَاتِلَ وَغَيْرَهُ مَا حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17259هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ عَنْ
أَبِي بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17092مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=674284جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ بِسَيْفٍ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ شَفَى صَدْرِي الْيَوْمَ مِنَ الْعَدُوِّ فَهَبْ لِي هَذَا السَّيْفَ فَقَالَ : إِنَّ هَذَا السَّيْفَ لَيْسَ لِي وَلَا لَكَ ، فَذَهَبْتُ وَأَنَا أَقُولُ يُعْطَاهُ الْيَوْمَ مَنْ لَمْ يُبْلِ بَلَائِي ؛ فَبَيْنَا أَنَا ؛ إِذْ جَاءَنِي الرَّسُولُ فَقَالَ : أَجِبْ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ نَزَلَ فِي شَيْءٍ بِكَلَامِي ، فَجِئْتُ فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّكَ سَأَلْتَنِي هَذَا السَّيْفَ وَلَيْسَ هُوَ لِي وَلَا لَكَ وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَهُ لِي فَهُوَ لَكَ ثُمَّ قَرَأَ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَا لِسَعْدٍ قَبْلَ نُزُولِ سُورَةِ الْأَنْفَالِ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَمَّا جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ آثَرَهُ بِهِ ؛ وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى فَسَادِ رِوَايَةِ مَنْ رَوَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَّلَهُمْ قَبْلَ الْقِتَالِ وَقَالَ مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28979_29723_30539_30769_34190_31022_8493nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ [ ص: 225 ] فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ ضُرُوبٌ مِنْ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ ، أَحَدُهَا : إِخْبَارُهُ إِيَّاهُمْ بِأَنَّ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ لَهُمْ ، وَهِيَ عِيرُ قُرَيْشٍ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا أَمْوَالُهُمْ وَجَيْشُهُمُ الَّذِينَ خَرَجُوا لِحِمَايَتِهَا ، فَكَانَ وَعْدُهُ عَلَى مَا وَعَدَهُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ يَعْنِي أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ كَانُوا يَوَدُّونَ الظَّفَرَ لِمَا فِيهَا مِنَ الْأَمْوَالِ وَقِلَّةِ الْمُقَاتَلَةِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ خَرَجُوا مُسْتَخْفِينَ غَيْرَ مُسْتَعِدِّينَ لِلْحَرْبِ ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَظُنُّوا أَنَّ
قُرَيْشًا تَخْرُجُ لِقِتَالِهِمْ وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ وَهُوَ إِنْجَازُ مَوْعِدِهِ لَهُمْ فِي قَطْعِ دَابِرِ الْكَافِرِينَ وَقَتْلِهِمْ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=9فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=10وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ فَوُجِدَ مُخْبِرُ هَذِهِ الْأَخْبَارِ عَلَى مَا أَخْبَرَ بِهِ ، فَكَانَ مِنْ طُمَأْنِينَةِ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَخْبَرَ بِهِ . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ فَأَلْقَى عَلَيْهِمُ النُّعَاسَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي يَطِيرُ فِيهِ النُّعَاسُ بِإِظْلَالِ الْعَدُوِّ عَلَيْهِمْ بِالْعِدَّةِ وَالسِّلَاحِ وَهُمْ أَضْعَافُهُمْ . ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ يَعْنِي مِنَ الْجَنَابَةِ ؛ لِأَنَّ فِيهِمْ مَنْ كَانَ احْتَلَمَ وَهُوَ رِجْزُ الشَّيْطَانِ لِأَنَّهُ مِنْ وَسْوَسَتِهِ فِي الْمَنَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ بِمَا صَارَ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْأَمَنَةِ وَالثِّقَةِ بِمَوْعُودِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ يَحْتَمِلُ مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : صِحَّةُ الْبَصِيرَةِ وَالْأَمْنِ وَالثِّقَةِ الْمُوجِبَةِ لِثَبَاتِ الْأَقْدَامِ ، وَالثَّانِي : أَنَّ مَوْضِعَهُمْ كَانَ رَمْلًا دَهْسًا لَا تَثْبُتُ فِيهِ الْأَقْدَامُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْمَطَرِ مَا لَبَّدَ الرَّمْلَ وَثَبَّتَ عَلَيْهِ الْأَقْدَامَ ؛ وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ فِي التَّفْسِيرِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ أَيْ أَنْصُرُكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا وَذَلِكَ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : إِلْقَاؤُهُمْ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ بِالْخَاطِرِ وَالتَّنْبِيهِ أَنَّ اللَّهَ سَيَنْصُرُهُمْ عَلَى الْكَافِرِينَ فَيَكُونُ ذَلِكَ سَبَبًا لِثَبَاتِهِمْ وَتَحَزُّبِهِمْ عَلَى الْكُفَّارِ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ التَّثْبِيتُ إِخْبَارَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ سَيَنْصُرُهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَيُخْبِرُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ الْمُؤْمِنِينَ فَيَدْعُوهُمْ ذَلِكَ إِلَى الثَّبَاتِ ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ وَرَمَى بِهِ وُجُوهَهُمْ فَانْهَزَمُوا وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَ مِنْ ذَلِكَ التُّرَابِ فِي عَيْنَيْهِ . وَعَنَى بِذَلكَ أَنَّ اللَّهَ بَلَغَ بِذَلكَ التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ وَعُيُونَهُمْ ؛ إِذْ لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِ أَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ أَنْ يَبْلُغَ ذَلِكَ التُّرَابُ عُيُونَهُمْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَهَذِهِ كُلُّهَا مِنْ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ وَمِنْهَا وُجُودُ مُخْبِرَاتِ هَذِهِ الْأَخْبَارِ عَلَى مَا أَخْبَرَ بِهِ ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُتَّفَقَ مِثْلُهَا تَخَرُّصًا وَتَخْمِينًا . وَمِنْهَا مَا أَنْزَلَ مِنَ الْمَطَرِ الَّذِي لَبَّدَ الرَّمْلَ حَتَّى
[ ص: 226 ] ثَبَتَتْ أَقْدَامُهُمْ عَلَيْهِ وَصَارُوا وَبَالًا عَلَى عَدُوِّهِمْ ؛ لِأَنَّ فِي الْخَبَرِ أَنَّ أَرْضَهُمْ صَارَتْ وَحْلًا حَتَّى مَنَعَهُمْ مِنَ الْمَسِيرِ . وَمِنْهَا الطُّمَأْنِينَةُ الَّتِي صَارَتْ فِي قُلُوبِهِمْ بَعْدَ كَرَاهَتِهِمْ لِلِقَاءِ الْجَيْشِ . وَمِنْهَا النُّعَاسُ الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهِمْ فِي الْحَالِ الَّتِي يَطِيرُ فِيهَا النُّعَاسُ . وَمِنْهَا رَمْيُهُ لِلتُّرَابِ وَهَزِيمَةُ الْكُفَّارِ بِهِ .