الكلام في قسمة الغنائم قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وقال في آية أخرى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا فروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد أن هذه الآية ناسخة لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قل الأنفال لله والرسول وذلك لأنه قد كان جعل النبي صلى الله عليه وسلم ينفل ما أحرزه بالقتال لمن شاء من الناس لا حق لأحد فيه إلا من جعله النبي صلى الله عليه وسلم له ، وأن ذلك كان يوم بدر ؛ وقد ذكرنا حديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=665374سعد في قصة السيف الذي استوهبه من النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا السيف ليس لي ولا لك ، ثم لما نزل :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قل الأنفال لله والرسول دعاه وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665374إنك سألتني هذا السيف وليس هو لي ولا لك وقد جعله الله لي وجعلته لك ، وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي [ ص: 230 ] هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13433عبد الباقي بن قانع قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15541بشر بن موسى قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16442عبد الله بن صالح قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11820أبو الأحوص عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن
أبي صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=687969كان يوم بدر تعجل ناس من المسلمين فأصابوا من الغنائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم تحل الغنائم لقوم سود الرءوس قبلكم ، كان النبي إذا غنم هو وأصحابه جمعوا غنائمهم فتنزل من السماء نار فتأكلها ، فأنزل الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا وقال : حدثنا
محمد بن بكر قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل قال : حدثنا
أبو نوح قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار قال : حدثنا
سماك الحنفي قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=660317لما كان يوم بدر فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الفداء فأنزل الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67ما كان لنبي أن يكون له أسرى إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لمسكم فيما أخذتم من الفداء ، ثم أحل لهم الغنائم . فأخبر في هذين الخبرين أن الغنائم إنما أحلت بعد وقعة بدر ، وهذا مرتب على قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قل الأنفال لله والرسول وأنها كانت موكولة إلى رأي النبي صلى الله عليه وسلم .
فهذه الآية أول آية أبيحت بها الغنائم على جهة تخيير النبي صلى الله عليه وسلم في إعطائها من رأى ، ثم نزل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا وأن فداء الأسارى كان بعد نزول قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قل الأنفال لله والرسول وإنما كان النكير عليهم في
nindex.php?page=treesubj&link=8399_8418أخذ الفداء من الأسرى بديا ، ولا دلالة فيه على أن الغنائم لم تكن قد أحلت قبل ذلك على الوجه الذي جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه جائز أن تكون الغنائم مباحة وفداء الأسرى محظورا ، وكذلك يقول
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة إنه لا تجوز
nindex.php?page=treesubj&link=8399مفاداة أسرى المشركين . ويدل على أن الجيش لم يكونوا استحقوا
nindex.php?page=treesubj&link=8435_8418قسمة الغنيمة بينهم يوم
بدر إلا بجعل النبي ذلك لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخمس غنائم
بدر ولم يبين سهام الفارس والراجل إلى أن نزل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه فجعل بهذه الآية أربعة أخماس الغنيمة للغانمين والخمس للوجوه المذكورة ونسخ به ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم من الأنفال إلا ما كان شرطه قبل إحراز الغنيمة ، نحو أن يقول : من أصاب شيئا فهو له ، ومن قتل قتيلا فله سلبه ؛ لأن ذلك لم ينتظمه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء إذ لم يحصل ذلك غنيمة لغير آخذه أو قاتله .
وقد اختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=8493_8435النفل بعد إحراز الغنيمة . [ ص: 231 ] ذكر الخلاف فيه
قال أصحابنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري : { لا نفل بعد إحراز الغنيمة إنما النفل أن يقول : من قتل قتيلا فله سلبه ومن أصاب شيئا فهو له } . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : { في رسول الله أسوة حسنة ، كان ينفل في البدأة الربع وفي الرجعة الثلث } . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : { يجوز أن ينفل بعد إحراز الغنيمة على وجه الاجتهاد } . قال الشيخ : ولا خلاف في جواز النفل قبل إحراز الغنيمة ، نحو أن يقول : من أخذ شيئا فهو له ومن قتل قتيلا فله سلبه ، وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=200حبيب بن مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل في بدأته الربع وفي رجعته الثلث بعد الخمس . فأما
nindex.php?page=treesubj&link=8490التنفيل في البدأة فقد ذكرنا اتفاق الفقهاء عليه ، وأما قوله :
nindex.php?page=treesubj&link=24012في الرجعة الثلث ، فإنه يحتمل وجهين :
أحدهما : ما يصيب السرية في الرجعة بأن يقول لهم : ما أصبتم من شيء فلكم الثلث بعد الخمس ؛ ومعلوم أن ذلك ليس بلفظ عموم في سائر الغنائم وإنما هي حكاية فعل النبي صلى الله عليه وسلم في شيء بعينه لم يبين كيفيته ، وجائز أن يكون معناه ما ذكرناه من قوله للسرية في الرجعة وجعل لهم في الرجعة أكثر مما جعله في البدأة ؛ لأن في الرجعة يحتاج إلى حفظ الغنائم وإحرازها ويكون من حواليهم الكفار متأهبين مستعدين للقتال لانتشار الخبر بوقوع الجيش إلى أرضهم .
والوجه الآخر : أنه جائز أن يكون ذلك بعد إحراز الغنيمة ، وكان ذلك في الوقت الذي كانت الغنيمة كلها للنبي صلى الله عليه وسلم فجعلها لمن شاء منهم ، وذلك منسوخ بما ذكرنا .
فإن قيل : ذكر في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=200حبيب بن مسلمة الثلث بعد الخمس ، فهذا يدل على أن ذلك كان بعد قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه قيل له : لا دلالة فيه على ما ذكرت ؛ لأنه لم يذكر أنه الخمس المستحق لأهله من جملة الغنيمة بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41فأن لله خمسه وجائز أن يكون ذلك على خمس من الغنيمة لا فرق بينه وبين الثلث والنصف ولما احتمل حديث
nindex.php?page=showalam&ids=200حبيب بن مسلمة ما وصفنا لم يجز الاعتراض به على ظاهر قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه إذ كان قوله ذلك يقتضي إيجاب الأربعة الأخماس للغانمين اقتضاءه إيجاب
nindex.php?page=treesubj&link=24578الخمس لأهله المذكورين ، فمتى أحرزت الغنيمة فقد ثبت حق الجميع فيها بظاهر الآية ، فغير جائز أن يجعل شيء منها لغيره على غير مقتضى الآية إلا بما يجوز بمثله تخصيص الآية . وحدثنا
محمد بن بكر قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد قال : حدثنا
يحيى عن
عبيد الله قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=653993بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فبلغت سهامنا اثني [ ص: 232 ] عشر بعيرا ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا ، فبين في هذا الحديث سهمان الجيش وأخبر أن النفل لم يكن من جملة الغنيمة وإنما كان بعد السهمان وذلك من الخمس .
ويدل على أن النفل بعد إحراز الغنيمة لا يجوز إلا من الخمس ما حدثنا
محمد بن بكر قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود قال : حدثنا
الوليد بن عتبة قال : حدثنا
الوليد قال : حدثنا
عبد الله بن العلاء أنه سمع
أبا سلام بن الأسود يقول ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عبسة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=674297صلى بنا رسول الله إلى بعير من المغنم ، فلما سلم أخذ وبرة من جنب البعير ثم قال : ولا يحل لي من غنائمكم مثل هذا إلا الخمس والخمس مردود فيكم ، فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن جائز التصرف إلا في الخمس من الغنائم وأن الأربعة الأخماس للغانمين ، وفي ذلك دليل على أن ما أحرز من الغنيمة فهو لأهلها ولا يجوز التنفيل منه .
وفي هذا الحديث دليل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=24470_24469_8435ما لا قيمة له ولا يتمانعه الناس من نحو النواة والتبنة والخرق التي يرمى بها يجوز للإنسان أن يأخذه وينفله ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ وبرة من جنب بعير من المغنم وقال : { لا يحل لي من غنائمكم مثل هذا } يعني في أن يأخذه لنفسه وينتفع به أو يجعله لغيره دون جماعتهم ؛ إذ لم تكن لتلك الوبرة قيمة .
فإن قيل فقد قال :
لا يحل لي مثل هذا قيل له : إنما أراد : مثل هذا فيما يتمانعه الناس لا ذاك بعينه ؛ لأنه قد أخذه . ويدل على ما ذكرنا ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15804خالد الحذاء عن
عبد الله بن شقيق عن رجل من
بلقين ذكر قصة قال :
قلنا : يا رسول الله ما تقول في هذا المال ؟ قال : خمسه لله وأربعة أخماسه للجيش قال : قلت : هل أحق أحد به من أحد ؟ قال : لو انتزعت سهمك من جنبك لم تكن بأحق به من أخيك المسلم وروى
أبو عاصم النبيل عن
وهب أبي خالد الحمصي قال : حدثتني
nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة عن أبيها
nindex.php?page=showalam&ids=143العرباض بن سارية أن
nindex.php?page=hadith&LINKID=697373النبي صلى الله عليه وسلم أخذ وبرة فقال : ما لي فيكم هذه ما لي فيه إلا الخمس ، فأدوا الخيط والمخيط فإنه عار ونار وشنار على صاحبه يوم القيامة .
وحدثنا
محمد بن بكر قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17173موسى بن إسماعيل حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15741حماد عن
nindex.php?page=showalam&ids=12563محمد بن إسحاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، ذكر غنائم
هوازن وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=674242ثم دنا النبي صلى الله عليه وسلم من بعير فأخذ وبرة من سنامه ثم قال : يا أيها الناس إنه ليس لي من هذا الفيء شيء ولا هذا ورفع أصبعيه : إلا الخمس والخمس مردود عليكم ، فأدوا الخيط والمخيط ، فقام رجل في يده كبة من شعر فقال : أخذت هذه لأصلح بها بردة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك فقال : أما إذ بلغت ما أرى فلا أرب لي فيها ، ونبذها . [ ص: 233 ] فهذه الأخبار موافقة لظاهر الكتاب ، فهو أولى مما يخالفه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=200حبيب بن مسلمة مع احتمال حديثه للتأويل الذي وصفناه ، وجمعنا يمنع أن يكون في الأربعة الأخماس حق لغير الغانمين ويخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيها أنه لا حق له فيها .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين : أن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك كان مع
عبيد الله بن أبي بكرة في غزاة فأصابوا سبيا ، فأراد
عبيد الله أن يعطي
nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا من السبي قبل أن يقسم ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : لا ، ولكن اقسم ثم أعطني من الخمس فقال
عبيد الله : لا ، إلا من جميع الغنائم فأبى
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن يقبل وأبى
عبيد الله أن يعطيه من الخمس . وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13433عبد الباقي بن قانع قال : حدثنا
إبراهيم بن عبد الله : حدثنا
حجاج : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15741حماد عن
محمد بن عمرو عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أنه قال : { لا نفل بعد النبي صلى الله عليه وسلم } قال الشيخ أيده الله : يجوز أن يريد به من جملة الغنيمة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد كانت له الأنفال ثم نسخ بآية القسمة وهذا مما يحتج به لصحة مذهبنا لأن ظاهره يقتضي أن لا يكون لأحد نفل بعد النبي صلى الله عليه وسلم في عموم الأحوال ، إلا أنه قد قامت الدلالة في أن
nindex.php?page=treesubj&link=24470_8564_8567الإمام إذا قال من قتل قتيلا فله سلبه أنه يصير ذلك له بالاتفاق ، فخصصناه وبقي الباقي على مقتضاه في أنه إذا لم يقل ذلك الإمام فلا شيء له ، وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال : كان الناس يعطون النفل من الخمس .
فإن قيل : قد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين صناديد العرب عطايا نحو
الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن والزبرقان بن بدر وأبي سفيان بن حرب nindex.php?page=showalam&ids=90وصفوان بن أمية ، ومعلوم أنه لم يعطهم ذلك من سهمه من الغنيمة وسهمه من الخمس ؛ إذ لم يكن يتسع لهذه العطايا لأنه أعطى كل واحد من هؤلاء وغيرهم مائة من الإبل ، ولم يكن ليعطيهم من بقية سهام الخمس سوى سهمه لأنها للفقراء ولم يكونوا هؤلاء فقراء ، فثبت أنه أعطاهم من جملة الغنيمة ، ولما لم يستأذنهم فيه ، دل على أنه أعطاهم على وجه النفل وأنه قد كان له أن ينفل قيل له : إن هؤلاء القوم كانوا من المؤلفة قلوبهم ، وقد جعل الله تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=3146للمؤلفة قلوبهم سهما من الصدقات ، وسبيل الخمس سبيل الصدقة لأنه مصروف إلى الفقراء كالصدقات المصروفة إليهم ، فجائز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أعطاهم من جملة الخمس كما يعطيهم من الصدقات .
وقد اختلف في سلب القتيل ، فقال أصحابنا
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري : { السلب من غنيمة الجيش إلا أن يكون الأمير قال من قتل قتيلا فله سلبه } وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : { السلب للقاتل وإن لم يقل الأمير } قال الشيخ أيده الله : قوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء [ ص: 234 ] يقتضي وجوب
nindex.php?page=treesubj&link=8557_8556الغنيمة لجماعة الغانمين ، فغير جائز لأحد منهم الاختصاص بشيء منها دون غيره .
فإن قيل : ينبغي أن يدل على
nindex.php?page=treesubj&link=8557_8556أن السلب غنيمة قيل له : " غنمتم " هي التي جازوها باجتماعهم وتوازرهم على القتال وأخذ الغنيمة ، فلما كان قتله لهذا القتيل وأخذه سلبه بتظافر الجماعة وجب أن يكون غنيمة ، ويدل عليه أنه لو أخذ سلبه من غير قتل لكان غنيمة ؛ إذ لم يصل إلى أخذه إلا بقوتهم ، وكذلك من لم يقاتل وكان قائما في الصف ردءا لهم مستحق الغنيمة ويصير غانما ؛ لأن بظهره ومعاضدته حصلت وأخذت ، وإذا كان كذلك وجب أن يكون السلب غنيمة فيكون كسائر الغنائم ويدل عليه أيضا قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا والسلب مما غنمه الجماعة فهو لهم ويدل على ذلك من جهة السنة ما حدثنا
أحمد بن خالد الجزوري : حدثنا
محمد بن يحيى : حدثنا
محمد بن المبارك وهشام بن عمار قالا : حدثنا
عمرو بن واقد عن
nindex.php?page=showalam&ids=17184موسى بن يسار عن
nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول عن
قتادة بن أبي أمية قال : نزلنا
دابق وعلينا
nindex.php?page=showalam&ids=5أبو عبيدة بن الجراح ، فبلغ
حبيب بن مسلم أن صاحب
قبرص قد خرج يريد طريق
أذربيجان معه زبرجد وياقوت ولؤلؤ وديباج ، فخرج في جبل حتى قتله في الدرب وجاء بما كان معه إلى
عبيدة ، فأراد أن يخمسه فقال
حبيب : يا
أبا عبيدة لا تحرمني رزقا رزقنيه الله فإن رسول صلى الله عليه وسلم الله جعل السلب للقاتل ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل : مهلا يا حبيب إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=68075إنما للمرء ما طابت به نفس إمامه . فقوله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=68075إنما للمرء ما طابت به نفس إمامه يقتضي حظر ما لم تطب نفس إمامه ، فمن لم تطب نفس إمامه لم يحل له السلب ، لا سيما وقد أخبر معاذ أن ذلك في شأن السلب .
فإن قيل : قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة منهم
أبو قتادة nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة وسمرة بن جندب وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=37018من قتل قتيلا فله سلبه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=6201وعوف بن مالك وخالد بن الوليد : أن
nindex.php?page=hadith&LINKID=910448النبي صلى الله عليه وسلم جعل السلب للقاتل وهذا يدل على معنيين :
أحدهما : أنه يقتضي أن يستحق القاتل السلب ، والثاني : أنه فسر أن معنى قوله في حديث
معاذ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=68075إنما للمرء ما طابت به نفس إمامه أن نفسه قد طابت للقاتل بذلك وهو إمام الأئمة . قيل له : قوله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=67960ليس للمرء إلا ما طابت به نفس إمامه المفهوم منه أميره الذي يلزمه طاعته ، وكذلك عقل
معاذ وهو راوي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو أراد بذلك نفسه لقال إنما للمرء ما طابت به نفسي ، فهذا الذي ذكره هذا السائل تأويل ساقط لا معنى له .
وأما الأخبار المروية في أن السلب للقاتل فإنما
[ ص: 235 ] ذلك كلام خرج على الحال التي حض فيها للقتال ، وكان يقول ذلك تحريضا لهم وتضرية على العدو ، كما روي أنه قال :
من أصاب شيئا فهو له ، وكما حدثنا
أحمد بن خالد الجزوري : حدثنا
محمد بن يحيى الدهاني : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17173موسى بن إسماعيل : حدثنا
غالب بن حجرة قال : حدثتني
أم عبد الله وهي ابنة
الملقام بن التلب عن أبيها عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
من أتى بمول فله سلبه ؛ ومعلوم أن ذلك حكم مقصور على الحال في تلك الحرب خاصة ؛ إذ لا خلاف أنه لا يستحق السلب بأخذه موليا ، كقوله يوم فتح
مكة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=674550من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن دخل بيته فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن . ويدل على أن السلب غير مستحق للقاتل إلا أن يكون قد قال الأمير من قتل قتيلا فله سلبه ، ما حدثنا
محمد بن بكر قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو عن
عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك الأشجعي قال : خرجت مع
nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة في غزوة
مؤتة ورافقني مددي من أهل
اليمن ليس معه غير سيفه ، فنحر رجل من المسلمين جزورا ، فسأله المددي طائفة من جلده ، فأعطاه إياه ، فاتخذه كهيئة الدرق ، ومضينا فلقينا جموع
الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب وسلاح مذهب ، فجعل الرومي يغري بالمسلمين وقعد له المددي خلف صخرة ، فمر به الرومي فعرقب فرسه وخر وعلاه فقتله وحاز فرسه وسلاحه ، فلما فتح الله عز وجل للمسلمين بعث إليه
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد فأخذ منه السلب ؛ قال
عوف : فأتيته فقلت : يا
خالد أما علمت
nindex.php?page=hadith&LINKID=26661أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل ؟ فقال : بلى ولكن استكثرته ، فقلت : لتردنه إليه أو لأعرفنكها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أن يرد عليه ؛ قال
عوف :
nindex.php?page=hadith&LINKID=703717فاجتمعنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا خالد ما حملك على ما صنعت ؟ قال : يا رسول الله استكثرته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا خالد رد عليه ما أخذت منه قال عوف : فقلت : دونك يا خالد ألم أف لك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما ذاك ؟ فأخبرته ، قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا خالد لا ترد عليه هل أنتم تاركو أمرائي لكم صفوة أمرهم وعليهم كدره . حدثنا
محمد بن بكر قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل قال : حدثنا
الوليد قال : سألت
ثورا عن هذا الحديث ، فحدثني عن
خالد بن معدان عن
nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير عن
nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك الأشجعي نحوه . فلما
nindex.php?page=hadith&LINKID=66873قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا خالد لا ترد عليه دل ذلك على
[ ص: 236 ] أن السلب غير مستحق للقاتل ؛ لأنه لو استحقه لما جاز أن يمنعه ، ودل ذلك على أن قوله بديا ادفعه إليه لم يكن على جهة الإيجاب وإنما كان على وجه النفل ، وجائز أن يكون ذلك من الخمس ويدل عليه ما روى
يوسف الماجشون قال : حدثني
صالح بن إبراهيم عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف nindex.php?page=hadith&LINKID=652908أن معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح قتلا أبا جهل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كلاكما قتله وقضى بسلبه
لمعاذ بن عمرو . فلما قضى به لأحدهما مع إخباره أنهما قتلاه دل على أنهما لم يستحقاه بالقتل ، ألا ترى أنه لو قال من قتل قتيلا فله سلبه ثم قتله رجلان استحقا السلب نصفين ؟ فلو كان القاتل مستحقا للسلب لوجب أن يكون لو وجد قتيل لا يعرف قاتله أن لا يكون سلبه من جملة الغنيمة بل يكون لقطة لأن له مستحقا بعينه ، فلما اتفق الجميع على أن
nindex.php?page=treesubj&link=8557_8556سلب من لم يعرف قاتله في المعركة من جملة الغنيمة دل على أن القاتل لا يستحقه . وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : { إن القاتل لا يستحق
nindex.php?page=treesubj&link=8565السلب في الإدبار وإنما يستحقه في الإقبال } ، فالأثر الوارد في السلب لم يفرق بين حال الإقبال والإدبار . فإن احتج بالخبر فقد خالفه ، وإن احتج بالنظر فالنظر يوجب أن يكون غنيمة للجميع لاتفاقهم على أنه إذا
nindex.php?page=treesubj&link=8565قتله في حال الإدبار لم يستحقه وكان غنيمة ، والمعنى الجامع بينهما أنه قتله بمعاونة الجميع ولم يتقدم من الأمير قول في استحقاقه .
ويدل على أن القاتل إنما يستحقه إذا تقدم من الأمير قول قبل إحراز الغنيمة أنه لو
nindex.php?page=treesubj&link=8565_8567قال : من قتل قتيلا فله سلبه ، ثم قتله مقبلا أو مدبرا استحق سلبه ولم يختلف حال الإقبال والإدبار ، فلو كان السلب مستحقا بنفس القتل لما اختلف حكمه في حال الإدبار والإقبال . وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في قتيل
nindex.php?page=showalam&ids=70البراء بن مالك أنا كنا لا نخمس السلب وأن سلب
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء قد بلغ مالا ولا أرانا إلا خامسيه .
واختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=8569_8496_8498الأمير إذا قال : من أصاب شيئا فهو له ، فقال أصحابنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي : { هو كما قال ولا خمس فيه } ، وكره
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أن يقول من أصاب شيئا فهو له لأنه قتال بجعل وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : { يخمس ما أصابه إلا سلب المقتول } . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11943أبو بكر : لما اتفقوا على جواز أن يقول : من أصاب شيئا فهو له ، وأنه يستحق وجب أن لا خمس فيه وأن لا يجوز قطع حقوق أهل الخمس عنه كما جاز قطع حقوق سائر الغانمين عنه . وأيضا فإن قوله : من أصاب شيئا فهو له بمنزلة
nindex.php?page=treesubj&link=8567_8554_8569من قتل قتيلا فله سلبه ، فلما لم يجب في السلب الخمس إذا قال الأمير ذلك كذلك سائر الغنيمة . وأيضا فإن الله تعالى إنما أوجب الخمس فيما صار غنيمة لهم بقوله تعالى :
[ ص: 237 ] nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وهذا لم يصر غنيمة لهم لأن قول الأمير في ذلك جائز على الجيش ، فلما لم يصر غنيمة لهم وجب أن لا خمس فيه .
الْكَلَامُ فِي قِسْمَةِ الْغَنَائِمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا فَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَاسِخَةٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ قَدْ كَانَ جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَفِّلُ مَا أَحْرَزَهُ بِالْقِتَالِ لِمَنْ شَاءَ مِنَ النَّاسِ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ فِيهِ إِلَّا مَنْ جَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ ، وَأَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ ؛ وَقَدْ ذَكَرْنَا حَدِيثَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=665374سَعْدٍ فِي قِصَّةِ السَّيْفِ الَّذِي اسْتَوْهَبَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذَا السَّيْفُ لَيْسَ لِي وَلَا لَكَ ، ثُمَّ لَمَّا نَزَلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ دَعَاهُ وَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665374إِنَّكَ سَأَلْتَنِي هَذَا السَّيْفَ وَلَيْسَ هُوَ لِي وَلَا لَكَ وَقَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ لِي وَجَعَلْتُهُ لَكَ ، وَحَدِيثَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي [ ص: 230 ] هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَا حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13433عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15541بِشْرُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16442عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11820أَبُو الْأَحْوَصِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=687969كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ تَعَجَّلَ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَصَابُوا مِنَ الْغَنَائِمِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِقَوْمٍ سُودِ الرُّءُوسِ قَبْلَكُمْ ، كَانَ النَّبِيُّ إِذَا غَنِمَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ جَمَعُوا غَنَائِمَهُمْ فَتَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ نَارٌ فَتَأْكُلُهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا وَقَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو نُوحٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16585عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=660317لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفِدَاءَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى إِلَى قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ مِنَ الْفِدَاءِ ، ثُمَّ أَحَلَّ لَهُمُ الْغَنَائِمَ . فَأَخْبَرَ فِي هَذَيْنِ الْخَبَرَيْنِ أَنَّ الْغَنَائِمَ إِنَّمَا أُحِلَّتْ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ ، وَهَذَا مُرَتَّبٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ وَأَنَّهَا كَانَتْ مَوْكُولَةً إِلَى رَأْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَهَذِهِ الْآيَةُ أَوَّلُ آيَةٍ أُبِيحَتْ بِهَا الْغَنَائِمُ عَلَى جِهَةِ تَخْيِيرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِعْطَائِهَا مَنْ رَأَى ، ثُمَّ نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا وَأَنَّ فِدَاءَ الْأُسَارَى كَانَ بَعْدَ نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ وَإِنَّمَا كَانَ النَّكِيرُ عَلَيْهِمْ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=8399_8418أَخْذِ الْفِدَاءِ مِنَ الْأَسْرَى بَدِيًّا ، وَلَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى أَنَّ الْغَنَائِمَ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُحِلَّتْ قَبْلَ ذَلِكَ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي جُعِلَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ لِأَنَّهُ جَائِزٌ أَنْ تَكُونَ الْغَنَائِمُ مُبَاحَةً وَفِدَاءُ الْأَسْرَى مَحْظُورًا ، وَكَذَلِكَ يَقُولُ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبُو حَنِيفَةَ إِنَّهُ لَا تَجُوزُ
nindex.php?page=treesubj&link=8399مُفَادَاةُ أَسْرَى الْمُشْرِكِينَ . وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْجَيْشَ لَمْ يَكُونُوا اسْتَحَقُّوا
nindex.php?page=treesubj&link=8435_8418قِسْمَةَ الْغَنِيمَةِ بَيْنَهُمْ يَوْمَ
بَدْرٍ إِلَّا بِجَعْلِ النَّبِيِّ ذَلِكَ لَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُخَمِّسْ غَنَائِمَ
بَدْرٍ وَلَمْ يُبَيِّنْ سِهَامَ الْفَارِسِ وَالرَّاجِلِ إِلَى أَنْ نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ فَجَعَلَ بِهَذِهِ الْآيَةِ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسِ الْغَنِيمَةِ لِلْغَانِمِينَ وَالْخُمُسَ لِلْوُجُوهِ الْمَذْكُورَةِ وَنَسَخَ بِهِ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْفَالِ إِلَّا مَا كَانَ شَرَطَهُ قَبْلَ إِحْرَازِ الْغَنِيمَةِ ، نَحْوَ أَنْ يَقُولَ : مَنْ أَصَابَ شَيْئَا فَهُوَ لَهُ ، وَمَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَنْتَظِمْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ لَمْ يَحْصُلْ ذَلِكَ غَنِيمَةً لِغَيْرِ آخِذِهِ أَوْ قَاتِلِهِ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=8493_8435النَّفَلِ بَعْدَ إِحْرَازِ الْغَنِيمَةِ . [ ص: 231 ] ذِكْرُ الْخِلَافِ فِيهِ
قَالَ أَصْحَابُنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ : { لَا نَفَلَ بَعْدَ إِحْرَازِ الْغَنِيمَةِ إِنَّمَا النَّفَلُ أَنْ يَقُولَ : مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ وَمَنْ أَصَابَ شَيْئَا فَهُوَ لَهُ } . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13760الْأَوْزَاعِيُّ : { فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ، كَانَ يُنَفِّلُ فِي الْبَدْأَةِ الرُّبُعَ وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثَ } . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ : { يَجُوزُ أَنْ يُنَفِّلَ بَعْدَ إِحْرَازِ الْغَنِيمَةِ عَلَى وَجْهِ الِاجْتِهَادِ } . قَالَ الشَّيْخُ : وَلَا خِلَافَ فِي جَوَازِ النَّفَلِ قَبْلَ إِحْرَازِ الْغَنِيمَةِ ، نَحْوُ أَنْ يَقُولَ : مَنْ أَخَذَ شَيْئَا فَهُوَ لَهُ وَمَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ ، وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=200حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَّلَ فِي بَدْأَتِهِ الرُّبُعَ وَفِي رَجْعَتِهِ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ . فَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=8490التَّنْفِيلُ فِي الْبَدْأَةِ فَقَدْ ذَكَرْنَا اتِّفَاقَ الْفُقَهَاءِ عَلَيْهِ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=24012فِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثُ ، فَإِنَّهُ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : مَا يُصِيبُ السَّرِيَّةَ فِي الرَّجْعَةِ بِأَنْ يَقُولَ لَهُمْ : مَا أَصَبْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَلَكُمُ الثُّلُثُ بَعْدَ الْخُمُسِ ؛ وَمَعْلُومٌ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِلَفْظِ عُمُومٍ فِي سَائِرِ الْغَنَائِمِ وَإِنَّمَا هِيَ حِكَايَةُ فِعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ بِعَيْنِهِ لَمْ يُبَيِّنْ كَيْفِيَّتَهُ ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِهِ لِلسَّرِيَّةِ فِي الرَّجْعَةِ وَجَعَلَ لَهُمْ فِي الرَّجْعَةِ أَكْثَرَ مِمَّا جَعَلَهُ فِي الْبَدْأَةِ ؛ لِأَنَّ فِي الرَّجْعَةِ يَحْتَاجُ إِلَى حِفْظِ الْغَنَائِمِ وَإِحْرَازِهَا وَيَكُونُ مِنْ حَوَالَيْهِمُ الْكُفَّارُ مُتَأَهِّبِينَ مُسْتَعِدِّينَ لِلْقِتَالِ لِانْتِشَارِ الْخَبَرِ بِوُقُوعِ الْجَيْشِ إِلَى أَرْضِهِمْ .
وَالْوَجْهُ الْآخَرُ : أَنَّهُ جَائِزٌ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بَعْدَ إِحْرَازِ الْغَنِيمَةِ ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَتِ الْغَنِيمَةُ كُلُّهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَهَا لِمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ ، وَذَلِكَ مَنْسُوخٌ بِمَا ذَكَرْنَا .
فَإِنْ قِيلَ : ذُكِرَ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=200حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الثُّلُثُ بَعْدَ الْخُمُسِ ، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بَعْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ قِيلَ لَهُ : لَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى مَا ذَكَرْتُ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ الْخُمُسُ الْمُسْتَحِقُّ لِأَهْلِهِ مِنْ جُمْلَةِ الْغَنِيمَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ عَلَى خُمُسٍ مِنَ الْغَنِيمَةِ لَا فَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الثُّلُثِ وَالنِّصْفِ وَلَمَّا احْتَمَلَ حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=200حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ مَا وَصَفْنَا لَمْ يَجُزِ الِاعْتِرَاضُ بِهِ عَلَى ظَاهِرِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ إِذْ كَانَ قَوْلُهُ ذَلِكَ يَقْتَضِي إِيجَابَ الْأَرْبَعَةِ الْأَخْمَاسِ لِلْغَانِمِينَ اقْتِضَاءَهُ إِيجَابَ
nindex.php?page=treesubj&link=24578الْخُمُسِ لِأَهْلِهِ الْمَذْكُورِينَ ، فَمَتَى أُحْرِزَتِ الْغَنِيمَةُ فَقَدْ ثَبَتَ حَقُّ الْجَمِيعِ فِيهَا بِظَاهِرِ الْآيَةِ ، فَغَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يُجْعَلَ شَيْءٌ مِنْهَا لِغَيْرِهِ عَلَى غَيْرِ مُقْتَضَى الْآيَةِ إِلَّا بِمَا يَجُوزُ بِمِثْلِهِ تَخْصِيصُ الْآيَةِ . وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17072مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=17191نَافِعٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=653993بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ فَبَلَغَتْ سِهَامُنَا اثْنَيْ [ ص: 232 ] عَشَرَ بَعِيرًا وَنَفَّلَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا بَعِيرًا ، فَبَيَّنَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ سُهْمَانَ الْجَيْشِ وَأَخْبَرَ أَنَّ النَّفَلَ لَمْ يَكُنْ مِنْ جُمْلَةِ الْغَنِيمَةِ وَإِنَّمَا كَانَ بَعْدَ السُّهْمَانِ وَذَلِكَ مِنَ الْخُمُسِ .
وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ النَّفَلَ بَعْدَ إِحْرَازِ الْغَنِيمَةِ لَا يَجُوزُ إِلَّا مِنَ الْخُمُسِ مَا حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا سَلَّامِ بْنِ الْأَسْوَدِ يَقُولُ ، قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=81عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=674297صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَى بَعِيرٍ مِنَ الْمَغْنَمِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَخَذَ وَبَرَةً مِنْ جَنْبِ الْبَعِيرِ ثُمَّ قَالَ : وَلَا يَحِلُّ لِي مِنْ غَنَائِمِكُمْ مِثْلُ هَذَا إِلَّا الْخُمُسُ وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ فِيكُمْ ، فَأَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ جَائِزَ التَّصَرُّفِ إِلَّا فِي الْخُمُسِ مِنَ الْغَنَائِمِ وَأَنَّ الْأَرْبَعَةَ الْأَخْمَاسَ لِلْغَانِمِينَ ، وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَا أُحْرِزَ مِنَ الْغَنِيمَةِ فَهُوَ لِأَهْلِهَا وَلَا يَجُوزُ التَّنْفِيلُ مِنْهُ .
وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=24470_24469_8435مَا لَا قِيمَةَ لَهُ وَلَا يَتَمَانَعُهُ النَّاسُ مِنْ نَحْوِ النَّوَاةِ وَالتَّبِنَةِ وَالْخِرَقِ الَّتِي يُرْمَى بِهَا يَجُوزُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَأْخُذَهُ وَيُنَفِّلَهُ ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ وَبَرَةً مِنْ جَنْبِ بَعِيرٍ مِنَ الْمَغْنَمِ وَقَالَ : { لَا يَحِلُّ لِي مِنْ غَنَائِمِكُمْ مِثْلُ هَذَا } يَعْنِي فِي أَنْ يَأْخُذَهُ لِنَفْسِهِ وَيَنْتَفِعَ بِهِ أَوْ يَجْعَلَهُ لِغَيْرِهِ دُونَ جَمَاعَتِهِمْ ؛ إِذْ لَمْ تَكُنْ لِتِلْكَ الْوَبَرَةِ قِيمَةٌ .
فَإِنْ قِيلَ فَقَدْ قَالَ :
لَا يَحِلُّ لِي مِثْلُ هَذَا قِيلَ لَهُ : إِنَّمَا أَرَادَ : مِثْلُ هَذَا فِيمَا يَتَمَانَعُهُ النَّاسُ لَا ذَاكَ بِعَيْنِهِ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ أَخَذَهُ . وَيَدُلُّ عَلَى مَا ذَكَرْنَا مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15804خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ
بُلْقِينَ ذَكَرَ قِصَّةً قَالَ :
قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي هَذَا الْمَالِ ؟ قَالَ : خُمُسُهُ لِلَّهِ وَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهِ لِلْجَيْشِ قَالَ : قُلْتُ : هَلْ أَحَقُّ أَحَدٍ بِهِ مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالَ : لَوِ انْتَزَعْتُ سَهْمَكَ مِنْ جَنْبِكَ لَمْ تَكُنْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنْ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ وَرَوَى
أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ عَنْ
وَهْبٍ أَبِي خَالِدٍ الْحِمْصِيِّ قَالَ : حَدَّثَتْنِي
nindex.php?page=showalam&ids=10583أُمُّ حَبِيبَةَ عَنْ أَبِيهَا
nindex.php?page=showalam&ids=143الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ أَنَّ
nindex.php?page=hadith&LINKID=697373النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ وَبَرَةً فَقَالَ : مَا لِي فِيكُمْ هَذِهِ مَا لِي فِيهِ إِلَّا الْخُمُسُ ، فَأَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ فَإِنَّهُ عَارٌ وَنَارٌ وَشَنَارٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17173مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15741حَمَّادٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12563مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16709عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ، ذَكَرَ غَنَائِمَ
هَوَازِنَ وَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=674242ثُمَّ دَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعِيرٍ فَأَخَذَ وَبَرَةً مِنْ سَنَامِهِ ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَيْسَ لِي مِنْ هَذَا الْفَيْءِ شَيْءٌ وَلَا هَذَا وَرَفَعَ أُصْبُعَيْهِ : إِلَّا الْخُمُسُ وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ ، فَأَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ ، فَقَامَ رَجُلٌ فِي يَدِهِ كُبَّةٌ مِنْ شَعَرٍ فَقَالَ : أَخَذْتُ هَذِهِ لِأُصْلِحَ بِهَا بُرْدَةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكَ فَقَالَ : أَمَّا إِذْ بَلَغَتْ مَا أَرَى فَلَا أَرَبَ لِي فِيهَا ، وَنَبَذَهَا . [ ص: 233 ] فَهَذِهِ الْأَخْبَارُ مُوَافِقَةٌ لِظَاهِرِ الْكِتَابِ ، فَهُوَ أَوْلَى مِمَّا يُخَالِفُهُ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=200حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ مَعَ احْتِمَالِ حَدِيثِهِ لِلتَّأْوِيلِ الَّذِي وَصَفْنَاهُ ، وَجَمْعُنَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ فِي الْأَرْبَعَةِ الْأَخْمَاسِ حَقٌّ لِغَيْرِ الْغَانِمِينَ وَيُخْبِرُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لَهُ فِيهَا .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16972مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ : أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ مَعَ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ فِي غَزَاةٍ فَأَصَابُوا سَبْيًا ، فَأَرَادَ
عُبَيْدُ اللَّهِ أَنْ يُعْطِيَ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسًا مِنَ السَّبْيِ قَبْلَ أَنْ يُقَسِّمَ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٌ : لَا ، وَلَكِنِ اقْسِمْ ثُمَّ أَعْطِنِي مِنَ الْخُمُسِ فَقَالَ
عُبَيْدُ اللَّهِ : لَا ، إِلَّا مِنْ جَمِيعِ الْغَنَائِمِ فَأَبَى
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٌ أَنْ يَقْبَلَ وَأَبَى
عُبَيْدُ اللَّهِ أَنْ يُعْطِيَهُ مِنَ الْخُمُسِ . وَحَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13433عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15741حَمَّادٌ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ قَالَ : { لَا نَفَلَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ } قَالَ الشَّيْخُ أَيَّدَهُ اللَّهُ : يَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ مِنْ جُمْلَةِ الْغَنِيمَةِ ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَتْ لَهُ الْأَنْفَالُ ثُمَّ نُسِخَ بِآيَةِ الْقِسْمَةِ وَهَذَا مِمَّا يُحْتَجُّ بِهِ لِصِحَّةِ مَذْهَبِنَا لِأَنَّ ظَاهِرَهُ يَقْتَضِي أَنْ لَا يَكُونَ لِأَحَدٍ نَفَلٌ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمُومِ الْأَحْوَالِ ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ قَامَتِ الدَّلَالَةُ فِي أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=24470_8564_8567الْإِمَامَ إِذَا قَالَ مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ أَنَّهُ يَصِيرُ ذَلِكَ لَهُ بِالِاتِّفَاقِ ، فَخَصَّصْنَاهُ وَبَقِيَ الْبَاقِي عَلَى مُقْتَضَاهُ فِي أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ الْإِمَامُ فَلَا شَيْءَ لَهُ ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : كَانَ النَّاسُ يُعْطَوْنَ النَّفَلَ مِنَ الْخُمُسِ .
فَإِنْ قِيلَ : قَدْ أَعْطَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ صَنَادِيدَ الْعَرَبِ عَطَايَا نَحْوَ
الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ وَعُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ وَالزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ nindex.php?page=showalam&ids=90وَصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَمْ يُعْطِهِمْ ذَلِكَ مِنْ سَهْمِهِ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَسَهْمِهِ مِنَ الْخُمُسِ ؛ إِذْ لَمْ يَكُنْ يَتَّسِعُ لِهَذِهِ الْعَطَايَا لِأَنَّهُ أَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ وَغَيْرِهِمْ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ ، وَلَمْ يَكُنْ لِيُعْطِيَهُمْ مِنْ بَقِيَّةِ سِهَامِ الْخُمُسِ سِوَى سَهْمِهِ لِأَنَّهَا لِلْفُقَرَاءِ وَلَمْ يَكُونُوا هَؤُلَاءِ فُقَرَاءَ ، فَثَبَتَ أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ مِنْ جُمْلَةِ الْغَنِيمَةِ ، وَلَمَّا لَمْ يَسْتَأْذِنْهُمْ فِيهِ ، دَلَّ عَلَى أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ عَلَى وَجْهِ النَّفَلِ وَأَنَّهُ قَدْ كَانَ لَهُ أَنْ يُنَفِّلَ قِيلَ لَهُ : إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ كَانُوا مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=3146لِلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ سَهْمًا مِنَ الصَّدَقَاتِ ، وَسَبِيلُ الْخُمُسِ سَبِيلُ الصَّدَقَةِ لِأَنَّهُ مَصْرُوفٌ إِلَى الْفُقَرَاءِ كَالصَّدَقَاتِ الْمَصْرُوفَةِ إِلَيْهِمْ ، فَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُمْ مِنْ جُمْلَةِ الْخُمُسِ كَمَا يُعْطِيهِمْ مِنَ الصَّدَقَاتِ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي سَلَبِ الْقَتِيلِ ، فَقَالَ أَصْحَابُنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكٌ nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ : { السَّلَبُ مِنْ غَنِيمَةِ الْجَيْشِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ الْأَمِيرُ قَالَ مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ } وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13760الْأَوْزَاعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15124وَاللَّيْثُ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ : { السَّلَبُ لِلْقَاتِلِ وَإِنْ لَمْ يَقُلِ الْأَمِيرُ } قَالَ الشَّيْخُ أَيَّدَهُ اللَّهُ : قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ [ ص: 234 ] يَقْتَضِي وُجُوبَ
nindex.php?page=treesubj&link=8557_8556الْغَنِيمَةِ لِجَمَاعَةِ الْغَانِمِينَ ، فَغَيْرُ جَائِزٍ لِأَحَدٍ مِنْهُمُ الِاخْتِصَاصُ بِشَيْءٍ مِنْهَا دُونَ غَيْرِهِ .
فَإِنْ قِيلَ : يَنْبَغِي أَنْ يَدُلَّ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=8557_8556أَنَّ السَّلَبَ غَنِيمَةٌ قِيلَ لَهُ : " غَنِمْتُمْ " هِيَ الَّتِي جازُوهَا بِاجْتِمَاعِهِمْ وَتَوَازُرِهِمْ عَلَى الْقِتَالِ وَأَخْذِ الْغَنِيمَةِ ، فَلَمَّا كَانَ قَتْلُهُ لِهَذَا الْقَتِيلِ وَأَخْذُهُ سَلَبَهُ بِتَظافُرِ الْجَمَاعَةِ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ غَنِيمَةً ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَوْ أَخَذَ سَلَبَهُ مِنْ غَيْرِ قَتْلٍ لَكَانَ غَنِيمَةً ؛ إِذْ لَمْ يَصِلْ إِلَى أَخْذِهِ إِلَّا بِقُوَّتِهِمْ ، وَكَذَلِكَ مَنْ لَمْ يُقَاتِلْ وَكَانَ قَائِمًا فِي الصَّفِّ رِدْءًا لَهُمْ مُسْتَحِقُّ الْغَنِيمَةِ وَيَصِيرُ غَانِمًا ؛ لِأَنَّ بِظَهْرِهِ وَمُعَاضَدَتِهِ حَصَلَتْ وَأُخِذَتْ ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ السَّلَبُ غَنِيمَةً فَيَكُونَ كَسَائِرِ الْغَنَائِمِ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَيْضًا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا وَالسَّلَبُ مِمَّا غَنِمَهُ الْجَمَاعَةُ فَهُوَ لَهُمْ وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ جِهَةِ السُّنَّةِ مَا حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْجَزُورِيُّ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَا : حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17184مُوسَى بْنِ يَسَارٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17134مَكْحُولٍ عَنْ
قَتَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ : نَزَلْنَا
دَابِقَ وَعَلَيْنَا
nindex.php?page=showalam&ids=5أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، فَبَلَغَ
حَبِيبَ بْنَ مُسْلِمٍ أَنَّ صَاحِبَ
قُبْرُصَ قد خَرَجَ يُرِيدُ طَرِيقَ
أَذْرَبِيجَانَ مَعَهُ زَبَرْجَدُ وَيَاقُوتٌ وَلُؤْلُؤٌ وَدِيبَاجٌ ، فَخَرَجَ فِي جَبَلٍ حَتَّى قَتَلَهُ فِي الدَّرْبِ وَجَاءَ بِمَا كَانَ مَعَهُ إِلَى
عُبَيْدَةَ ، فَأَرَادَ أَنْ يُخَمِّسَهُ فَقَالَ
حَبِيبٌ : يَا
أَبَا عُبَيْدَةَ لَا تَحْرِمْنِي رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللَّهُ فَإِنَّ رَسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُ جَعَلَ السَّلَبَ لِلْقَاتِلِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : مَهْلًا يَا حَبِيبُ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=68075إِنَّمَا لِلْمَرْءِ مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُ إِمَامِهِ . فَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=68075إِنَّمَا لِلْمَرْءِ مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُ إِمَامِهِ يَقْتَضِي حَظْرَ مَا لَمْ تَطِبْ نَفْسُ إِمَامِهِ ، فَمَنْ لَمْ تَطِبْ نَفْسُ إِمَامِهِ لَمْ يَحِلَّ لَهُ السَّلَبُ ، لَا سِيَّمَا وَقَدْ أَخْبَرَ مُعَاذٌ أَنَّ ذَلِكَ فِي شَأْنِ السَّلَبِ .
فَإِنْ قِيلَ : قَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ
أَبُو قَتَادَةَ nindex.php?page=showalam&ids=55وَطَلْحَةُ وَسَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ وَغَيْرُهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=37018مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=119سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=6201وَعَوْفُ بْنُ مَالِكٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ : أَنَّ
nindex.php?page=hadith&LINKID=910448النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ السَّلَبَ لِلْقَاتِلِ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى مَعْنَيَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ يَقْتَضِي أَنْ يَسْتَحِقَّ الْقَاتِلُ السَّلَبَ ، وَالثَّانِي : أَنَّهُ فَسَّرَ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ فِي حَدِيثِ
مُعَاذٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=68075إِنَّمَا لِلْمَرْءِ مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُ إِمَامِهِ أَنَّ نَفْسَهُ قَدْ طَابَتْ لَلْقَاتِلِ بِذَلِكَ وَهُوَ إِمَامُ الْأَئِمَّةِ . قِيلَ لَهُ : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=67960لَيْسَ لِلْمَرْءِ إِلَّا مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُ إِمَامِهِ الْمَفْهُومُ مِنْهُ أَمِيرُهُ الَّذِي يَلْزَمُهُ طَاعَتُهُ ، وَكَذَلِكَ عَقَلَ
مُعَاذٌ وَهُوَ رَاوِي ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ أَرَادَ بِذَلِكَ نَفْسَهُ لَقَالَ إِنَّمَا لِلْمَرْءِ مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسِي ، فَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ هَذَا السَّائِلُ تَأْوِيلٌ سَاقِطٌ لَا مَعْنَى لَهُ .
وَأَمَّا الْأَخْبَارُ الْمَرْوِيَّةُ فِي أَنَّ السَّلَبَ لَلْقَاتِل فَإِنَّمَا
[ ص: 235 ] ذَلِكَ كَلَامٌ خَرَجَ عَلَى الْحَالِ الَّتِي حَضَّ فِيهَا لِلْقِتَالِ ، وَكَانَ يَقُولُ ذَلِكَ تَحْرِيضًا لَهُمْ وَتَضْرِيَةً عَلَى الْعَدُوِّ ، كَمَا رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ :
مَنْ أَصَابَ شَيْئَا فَهُوَ لَهُ ، وَكَمَا حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْجَزُورِيِّ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الدَّهَّانِيُّ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17173مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ : حَدَّثَنَا
غَالِبُ بْنُ حُجْرَةَ قَالَ : حَدَّثَتْنِي
أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ ابْنَةُ
الْمِلْقَامِ بْنِ التَّلِبِّ عَنْ أَبِيهَا عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
مَنْ أَتَى بِمُوَلٍّ فَلَهُ سَلَبُهُ ؛ وَمَعْلُومٌ أَنَّ ذَلِكَ حُكْمٌ مَقْصُورٌ عَلَى الْحَالِ فِي تِلْكَ الْحَرْبِ خَاصَّةً ؛ إِذْ لَا خِلَافَ أَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ السَّلَبَ بِأَخْذِهِ مُوَلِّيًا ، كَقَوْلِهِ يَوْمَ فَتْحِ
مَكَّةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=674550مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ وَمَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَمَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ . وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ السَّلَبَ غَيْرُ مُسْتَحِقٍّ لِلْقَاتِلِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ قَالَ الْأَمِيرُ مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ ، مَا حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16230صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=6201عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=138زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي غَزْوَةِ
مُؤْتَةَ وَرَافَقَنِي مَدَدِيٌّ مِنْ أَهْلِ
الْيَمَنِ لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُ سَيْفِهِ ، فَنَحَرَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَزُورًا ، فَسَأَلَهُ الْمَدَدِيُّ طَائِفَةً مِنْ جِلْدِهِ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، فَاتَّخَذَهُ كَهَيْئَةِ الدَّرَقِ ، وَمَضَيْنَا فَلَقِينَا جُمُوعَ
الرُّومِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ لَهُ أَشْقَرَ عَلَيْهِ سَرْجٌ مُذَهَّبٌ وَسِلَاحٌ مُذَهَّبٌ ، فَجَعَلَ الرُّومِيُّ يُغْرِي بِالْمُسْلِمِينَ وَقَعَدَ لَهُ الْمَدَدِيُّ خَلْفَ صَخْرَةٍ ، فَمَرَّ بِهِ الرُّومِيُّ فَعَرْقَبَ فَرَسَهُ وَخَرَّ وَعَلَاهُ فَقَتَلَهُ وَحَازَ فَرَسَهُ وَسِلَاحَهُ ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُسْلِمِينَ بَعَثَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَأَخَذَ مِنْهُ السَّلَبَ ؛ قَالَ
عَوْفٌ : فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : يَا
خَالِدُ أَمَا عَلِمْتَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=26661أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالسَّلَبِ لِلْقَاتِلِ ؟ فَقَالَ : بَلَى وَلَكِنِ اسْتَكْثَرْتُهُ ، فَقُلْتُ : لَتَرُدَّنَّهُ إِلَيْهِ أَوْ لِأُعَرِّفَنَّكَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبَى أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ ؛ قَالَ
عَوْفٌ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=703717فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّةَ الْمَدَدِيِّ وَمَا فَعَلَ خَالِدٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا خَالِدُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَكْثَرْتُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا خَالِدُ رُدَّ عَلَيْهِ مَا أَخَذْتُ مِنْهُ قَالَ عَوْفٌ : فَقُلْتُ : دُونَكَ يَا خَالِدُ أَلَمْ أَفِ لَكَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا ذَاكَ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ ، قَالَ : فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا خَالِدُ لَا تَرُدَّ عَلَيْهِ هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو أُمَرَائِي لَكُمْ صَفْوَةُ أَمْرِهِمْ وَعَلَيْهِمْ كَدِرِهِ . حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ قَالَ : سَأَلْتُ
ثَوْرًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ ، فَحَدَّثَنِي عَنْ
خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15622جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=6201عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ نَحْوَهُ . فَلَمَّا
nindex.php?page=hadith&LINKID=66873قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا خَالِدُ لَا تَرُدَّ عَلَيْهِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى
[ ص: 236 ] أَنَّ السَّلَبَ غَيْرُ مُسْتَحِقٍّ لِلْقَاتِلِ ؛ لِأَنَّهُ لَوِ اسْتَحَقَّهُ لَمَا جَازَ أَنْ يَمْنَعَهُ ، وَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ بَدِيًّا ادْفَعْهُ إِلَيْهِ لَمْ يَكُنْ عَلَى جِهَةِ الْإِيجَابِ وَإِنَّمَا كَانَ عَلَى وَجْهِ النَّفَلِ ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنَ الْخُمُسِ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رَوَى
يُوسُفُ الْمَاجِشُونُ قَالَ : حَدَّثَنِي
صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=38عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=652908أَنَّ مُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ قَتَلَا أَبَا جَهْلٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كِلَاكُمَا قَتَلَهُ وَقَضَى بِسَلَبِهِ
لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرٍو . فَلَمَّا قَضَى بِهِ لِأَحَدِهِمَا مَعَ إِخْبَارِهِ أَنَّهُمَا قَتَلَاهُ دَلَّ عَلَى أَنَّهُمَا لَمْ يَسْتَحِقَّاهُ بِالْقَتْلِ ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَوْ قَالَ مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ ثُمَّ قَتَلَهُ رَجُلَانِ اسْتَحَقَّا السَّلَبَ نِصْفَيْنِ ؟ فَلَوْ كَانَ الْقَاتِلُ مُسْتَحِقًّا لِلسَّلَبِ لَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ لَوْ وُجِدَ قَتِيلٌ لَا يُعْرَفُ قَاتِلُهُ أَنْ لَا يَكُونَ سَلَبُهُ مِنْ جُمْلَةِ الْغَنِيمَةِ بَلْ يَكُونُ لُقَطَةً لِأَنَّ لَهُ مُسْتَحِقًّا بِعَيْنِهِ ، فَلَمَّا اتَّفَقَ الْجَمِيعُ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=8557_8556سَلَبَ مَنْ لَمْ يُعْرَفُ قَاتِلُهُ فِي الْمَعْرَكَةِ مِنْ جُمْلَةِ الْغَنِيمَةِ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْقَاتِلَ لَا يَسْتَحِقُّهُ . وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : { إِنَّ الْقَاتِلَ لَا يَسْتَحِقُّ
nindex.php?page=treesubj&link=8565السَّلَبَ فِي الْإِدْبَارِ وَإِنَّمَا يَسْتَحِقُّهُ فِي الْإِقْبَالِ } ، فَالْأَثَرُ الْوَارِدُ فِي السَّلَبِ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ حَالِ الْإِقْبَالِ وَالْإِدْبَارِ . فَإِنِ احْتُجَّ بِالْخَبَرِ فَقَدْ خَالَفَهُ ، وَإِنِ احْتُجَّ بِالنَّظَرِ فَالنَّظَرُ يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ غَنِيمَةً لِلْجَمِيعِ لَاتِّفَاقِهِمْ عَلَى أَنَّهُ إِذَا
nindex.php?page=treesubj&link=8565قَتَلَهُ فِي حَالَ الْإِدْبَارِ لَمْ يَسْتَحِقَّهُ وَكَانَ غَنِيمَةً ، وَالْمَعْنَى الْجَامِعُ بَيْنَهُمَا أَنَّهُ قَتَلَهُ بِمُعَاوَنَةِ الْجَمِيعِ وَلَمْ يَتَقَدَّمْ مِنَ الْأَمِيرِ قَوْلٌ فِي اسْتِحْقَاقِهِ .
وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقَاتِلَ إِنَّمَا يَسْتَحِقُّهُ إِذَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَمِيرِ قَوْلٌ قَبْلَ إِحْرَازِ الْغَنِيمَةِ أَنَّهُ لَوْ
nindex.php?page=treesubj&link=8565_8567قَالَ : مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ ، ثُمَّ قَتَلَهُ مُقْبِلًا أَوْ مُدْبِرًا اسْتَحَقَّ سَلَبَهُ وَلَمْ يَخْتَلِفْ حَالُ الْإِقْبَالِ وَالْإِدْبَارِ ، فَلَوْ كَانَ السَّلَبُ مُسْتَحِقًّا بِنَفْسِ الْقَتْلِ لَمَا اخْتَلَفَ حُكْمُهُ فِي حَالِ الْإِدْبَارِ وَالْإِقْبَالِ . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ فِي قَتِيلِ
nindex.php?page=showalam&ids=70الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّا كُنَّا لَا نُخَمِّسُ السَّلَبَ وَأَنَّ سَلَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ قَدْ بَلَغَ مَالًا وَلَا أُرَانَا إِلَّا خَامِسِيهِ .
وَاخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=8569_8496_8498الْأَمِيرِ إِذَا قَالَ : مَنْ أَصَابَ شَيْئَا فَهُوَ لَهُ ، فَقَالَ أَصْحَابُنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13760وَالْأَوْزَاعِيُّ : { هُوَ كَمَا قَالَ وَلَا خُمُسَ فِيهِ } ، وَكَرِهَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ أَنْ يَقُولَ مَنْ أَصَابَ شَيْئَا فَهُوَ لَهُ لِأَنَّهُ قِتَالٌ بِجُعْلٍ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : { يُخَمِّسُ مَا أَصَابَهُ إِلَّا سَلَبَ الْمَقْتُولِ } . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11943أَبُو بَكْرٍ : لَمَّا اتَّفَقُوا عَلَى جَوَازِ أَنْ يَقُولَ : مَنْ أَصَابَ شَيْئَا فَهُوَ لَهُ ، وَأَنَّهُ يَسْتَحِقُّ وَجَبَ أَنْ لَا خُمُسَ فِيهِ وَأَنْ لا يَجُوزَ قَطْعُ حُقُوقِ أَهْلِ الْخُمُسِ عَنْهُ كَمَا جَازَ قَطْعُ حُقُوقِ سَائِرِ الْغَانِمِينَ عَنْهُ . وَأَيْضًا فَإِنَّ قَوْلَهُ : مَنْ أَصَابَ شَيْئَا فَهُوَ لَهُ بِمَنْزِلَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=8567_8554_8569مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ ، فَلَمَّا لَمْ يَجِبْ فِي السَّلَبِ الْخُمُسُ إِذَا قَالَ الْأَمِيرُ ذَلِكَ كَذَلِكَ سَائِرُ الْغَنِيمَةِ . وَأَيْضًا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا أَوْجَبَ الْخُمُسَ فِيمَا صَارَ غَنِيمَةً لَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
[ ص: 237 ] nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَهَذَا لَمْ يَصِرْ غَنِيمَةً لَهُمْ لِأَنَّ قَوْلَ الْأَمِيرِ فِي ذَلِكَ جَائِزٌ عَلَى الْجَيْشِ ، فَلَمَّا لَمْ يَصِرْ غَنِيمَةً لَهُمْ وَجَبَ أَنْ لَا خُمُسَ فِيهِ .