الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى : وابن السبيل هو المسافر المنقطع به ، يأخذ من الصدقة ، وإن كان له مال في بلده ؛ وكذلك روي عن مجاهد وقتادة وأبي جعفر . وقال بعض المتأخرين : { هو من يعزم على السفر ، وليس له ما يحتمل به } وهذا خطأ ؛ لأن السبيل هو الطريق ، فمن لم يحصل في الطريق لا يكون ابن السبيل ، ولا يصير كذلك بالعزيمة كما لا يكون مسافرا بالعزيمة ، وقال تعالى : ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا قال ابن عباس : هو المسافر لا يجد الماء فيتيمم فكذلك ابن السبيل هو المسافر . وجميع من يأخذ الصدقة من هذه الأصناف فإنما يأخذها صدقة بالفقر ، والمؤلفة قلوبهم ، والعاملون عليها لا يأخذونها صدقة ، وإنما تحصل الصدقة في يد الإمام للفقراء ثم يعطي الإمام المؤلفة منها لدفع أذيتهم عن الفقراء وسائر المسلمين ، ويعطيها العاملين عوضا من أعمالهم لا على أنها صدقة عليهم . وإنما قلنا ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : أمرت أن آخذ الصدقة من أغنيائكم وأردها في فقرائكم فبين أن الصدقة مصروفة إلى الفقراء ، فدل ذلك على أن أحدا لا يأخذها صدقة إلا بالفقر ، وأن الأصناف المذكورين إنما ذكروا بيانا لأسباب الفقر .

التالي السابق


الخدمات العلمية