آ . (84) قوله تعالى : ولا تنقصوا    : " نقص " يتعدى لاثنين ، إلى أولهما بنفسه ، وإلى ثانيهما بحرف الجر ، وقد يحذف ، تقول : نقصت زيدا من حقه ، وهو هنا كذلك ؛ إذ المراد : ولا تنقصوا الناس من المكيال ، ويجوز أن يكون متعديا لواحد على المعنى ، والمعنى : لا تقللوا وتطففوا ، ويجوز أن يكون  " المكيال "  مفعولا أول والثاني محذوف ، وفي ذلك مبالغة ، والتقدير : ولا تنقصوا المكيال والميزان حقهما الذي وجب لهما وهو أبلغ في الأمر بوفائهما . 
قوله : محيط  صفة لليوم ، ووصف به من قولهم : أحاط به العدو ، وقوله : وأحيط بثمره   . قال  الزمخشري   : " إن وصف اليوم بالإحاطة أبلغ من وصف العذاب بها " قال : " لأن اليوم زمان يشتمل على الحوادث ، فإذا أحاط بعذابه فقد اجتمع للمعذب ما اشتمل عليه منه كما إذا أحاط بنعيمه " . 
وزعم قوم أنه جر على الجوار ، لأنه في المعنى صفة للعذاب ، والأصل : عذاب يوم محيطا . وقال آخرون : التقدير : عذاب يوم محيط عذابه . قال  أبو البقاء   : " وهو بعيد ؛ لأن محيطا قد جرى على غير من هوله ، فيجب إبراز فاعله مضافا إلى ضمير الموصوف . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					