الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال ( وشبه العمد عند أبي حنيفة أن يتعمد الضرب بما ليس بسلاح ولا ما أجري مجرى السلاح ) وقال أبو يوسف ومحمد وهو قول الشافعي : إذا ضربه بحجر عظيم أو بخشبة عظيمة فهو عمد

وشبه العمد أن يتعمد ضربه بما لا يقتل به غالبا ; لأنه يتقاصر معنى العمدية باستعمال آلة صغيرة لا يقتل بها غالبا لما أنه يقصد بها غيره كالتأديب ونحوه فكان شبه العمد ، ولا يتقاصر باستعمال آلة لا تلبث ; لأنه لا يقصد به إلا القتل كالسيف فكان عمدا موجبا للقود

[ ص: 211 ] وله قوله عليه الصلاة والسلام { ألا إن قتيل خطأ العمد قتيل السوط والعصا ، وفيه مائة من الإبل } ولأن الآلة غير موضوعة للقتل ولا مستعملة فيه ; إذ لا يمكن استعمالها على غرة من المقصود قتله ، وبه يحصل القتل غالبا فقصرت العمدية نظرا إلى الآلة ، فكان شبه العمد كالقتل بالسوط والعصا الصغيرة

التالي السابق


الخدمات العلمية