الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 276 ] ( و ) ذكر ( جنسه ) لا قدره لعلمه بأعلام الأرض ، وشرطه في الاختيار

التالي السابق


( قوله وذكر جنسه ) ; لأن الأجر بعض الخارج ، وإعلام جنس الأجر شرط ، ولأن بعضها أضر بالأرض ، فإذا لم يبين ، فإن البذر من رب الأرض جاز ; لأنها لا تتأكد عليه قبل إلقائه ، وعند الإلقاء يصير الأجر معلوما ، وإن من العامل لا يجوز إلا إذا عمم بأن قال تزرع ما بدا لك وإلا فسدت ، فإن زرعها تنقلب جائزة خانية وظهيرية .

وفي منية المفتي : قال إن زرعتها حنطة ، فبكذا أو شعيرا فبكذا جاز ، ولو قال على أن تزرع بعضها حنطة وبعضها شعيرا لا ( قوله لا قدره إلخ ) كذا قاله في الخانية ، ومفاد التعليل أن معرفة الأرض شرط ، لكن في الخانية أيضا : وينبغي أن يكون العامل يعرف الأرض ; لأنه إذا لم يعلم ، والأراضي متفاوتة لا يصير العمل معلوما ا . هـ تأمل .

وقد يقال : إن القدر ليس بشرط إن علمت الأرض وإلا فهو شرط ، وبه يحصل التوفيق بين ما في الخانية وما في الاختيار تأمل .




الخدمات العلمية