الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8741 - من ستر أخاه المسلم في الدنيا فلم يفضحه ستره الله يوم القيامة (حم) عن رجل- (صح)

التالي السابق


(من ستر أخاه المسلم في الدنيا) في قبيح فعله وقوله (فلم يفضحه) بأن اطلع منه على ما يشينه في دينه أو عرضه أو ماله أو أهله فلم يهتكه ولم يكشفه بالتحدث، ولم يرفعه الحاكم بالشرط المار (ستره الله يوم القيامة) أي لم يفضحه على رؤوس الخلائق بإظهار عيوبه وذنوبه، بل يسهل حسابه ويترك عقابه لأن الله حيي كريم، وستر العورة من الحياء والكرم، ففيه تخلق بخلق الله، والله يحب التخلق بأخلاقه، ودعي عثمان إلى قوم على ريبة، فانطلق ليأخذهم فتفرقوا، فلم يدركهم، فأعتق رقبة شكرا لله تعالى أن لا يكون جرى على يديه خزي مسلم

(حم عن رجل) من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقضية تصرف المصنف أن ذا مما لم يخرج في أحد الصحيحين وليس كذلك، بل هو في البخاري في المظالم والإكراه، ومسلم في الأدب، ولفظهما: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة، ولفظ البخاري : من ستر على مسلم ..... إلخ، فليس فيما آثره إلا زيادة قوله "في الدنيا" وهو صفة كاشفة، فليس بعذر في العدول عما في الصحيحين عندهم، وممن رواه أيضا من الستة الترمذي في الحدود عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: ستره الله في الدنيا والآخرة، وكذا أبو داود والنسائي في الرجم، فضرب المؤلف عن ذلك كله صفحا واقتصاره على أحمد غير جيد، على أن فيه عند أحمد مع كون صحابيه مجهولا مسلم بن أبي الدبال عن أبي سنان المدني، قال الهيثمي: ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.



الخدمات العلمية