الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9139 - المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء (حم ق ت هـ) عن ابن عمر (حم م) عن جابر (حم ق) عن أبي هريرة (م هـ) عن أبي موسى - (صح)

[ ص: 251 ]

التالي السابق


[ ص: 251 ] (المؤمن يأكل في معى) بكسر الميم مقصور: مصران (واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء) قيل: ذا خاص بمعاء رجل قيل هو نضلة الغفاري، وقيل غيره، فاللام عهدية، وقيل عام، وهو تمثيل لكون المؤمن يأكل بقدر ما يمسك رمقه ويقوى به على الطاعة، فكأنه يأكل في معاء واحد، والكافر لشدة حرصه كأنه يأكل في أمعاء كثيرة، فالسبعة للتكثير، قال القرطبي : وهذا أرجح، أو المؤمن يأكل للضرورة، والكافر يأكل للشهوة، أو المؤمن يقل حرصه وشرهه على الطعام، ويبارك له في مأكله ومشربه فيشبع من قليل، والكافر شديد الحرص لا يطمح بصره إلا للمطاعم والمشارب كالأنعام، فمثل ما بينهما من التفاوت كما بين من يأكل في وعاء ومن يأكل في سبعة، وهذا باعتبار الأعم الأغلب، ولعلك إن وجدت مسلما أكولا، ولو فحصت وجدت من الكفار من تفضل نهمته أضعافا مضاعفة، وقيل: أراد بالسبعة صفات سبعا: الحرص والشره وبعد الأمل والطمع وسوء الطبع والحسد وحب السمن، وقيل: شهوات الطعام سبع: شهوة النفس، وشهوة العين، وشهوة الفم، وشهوة الأذن، وشهوة الأنف، وشهوة الجوع وهي الضرورة، وهي التي يأكل بها المؤمن، قال بعض الصحابة: وددت لو جعل رزقي في حصاة ألوكها حتى أموت، أو المراد المؤمن الكامل الإيمان؛ لأن شدة خوفه وكثرة تفكره تمنعه من استيفاء شهوته، أو المؤمن يسمي فلا يشركه الشيطان فيكفيه القليل، بخلاف الكافر، وقال ابن العربي: السبعة كناية عن الحواس الخمس والشهوة والحاجة، وفيه حث على التقلل من الدنيا والزهد والقناعة بما تيسر، وقد كان العقلاء في الجاهلية والإسلام يمتدحون بقلة الأكل ويذمون كثرته، وقال الغزالي: المعاء كناية عن الشهوة، فشهوته سبعة أمثال شهوة المؤمن

(حم ق ت هـ عن ابن عمر) بن الخطاب (حم م عن جابر) بن عبد الله (حم ق هـ عن أبي هريرة (م هـ عن أبي موسى ) قال المصنف: والحديث متواتر.



الخدمات العلمية