الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
1061 - " أشد الحرب؛ النساء؛ وأبعد اللقاء؛ الموت؛ وأشد منهما الحاجة إلى الناس " ؛ (خط)؛ عن أنس ؛ (ض).

التالي السابق


(أشد الحرب؛ النساء) ؛ أي: أشد الجهاد؛ مكابدة عشرة النساء؛ اللاتي لا يستغنى عنهن؛ لأنهن ضعيفات الأبدان؛ بذيئات اللسان؛ عظيمات الكيد والفتن؛ فإذا خادعهن الرجل - والحرب خدعة - وصبر على حيلهن؛ وخفي مكرهن؛ كان أشد من [ ص: 522 ] ملاقاة الأبطال؛ ومقاساة قتال الرجال؛ إن كيدكن عظيم ؛ وهذا التقرير بناء على أن الرواية " حرب" ؛ براء مهملة؛ وباء موحدة؛ وهو ما وقع لكثير؛ وهو الذي في مسودة المصنف بخطه؛ والذي رأيته في عدة نسخ من تاريخ الخطيب؛ وجرى عليه ابن الجوزي وغيره؛ بزاي معجمة؛ ونون؛ قال ابن الجوزي : يعني: " أشد الحزن حزن النساء" ؛ أهـ؛ وأنت إذا تأملت السياق ونظم الكلام؛ وتناسبه؛ ترى أن هذا أقعد؛ وهذا كله بناء على أن " النساء" ؛ بكسر النون؛ وأن المراد إناث بني آدم؛ ولكن رأيت في أصل صحيح مقروء على عدة من المحدثين؛ ومن تاريخ بغداد؛ أنه بفتح النون؛ وعليه فيكون المراد أشد الحزن الحزن المتأخر؛ وهو ما بعد الموت؛ (وأبعد اللقاء) ؛ بكسر اللام؛ (الموت) ؛ لأن طول الأمل وغلبته على الجبلة الإنسانية؛ يبعد عن لقاء الموت؛ ويمنيه طول الحياة؛ بل ينسيه ذكر الموت رأسا؛ في كثير من الأحيان؛ (وأشد منهما الحاجة إلى الناس) ؛ لما في السؤال من الهوان إلى الذل؛ وأعظم منه رده بلا إجابة؛ فهو البلاء العظيم؛ الذي لا يصبر عليه إلا البهيم.

(خط)؛ في ترجمة مكي الزنجاني؛ (عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ وفيه عبد الله بن ضرار؛ قال الذهبي وغيره: قال يحيى: ليس بشيء؛ لا هو؛ ولا أبوه؛ ولا يكتب حديثهما؛ ويزيد الرقاشي متروك؛ ومن ثم قال ابن الجوزي وغيره: حديث لا يصح.



الخدمات العلمية