الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8810 - من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات (حم خد ن ك) عن أنس .

التالي السابق


(من صلى علي) أي طلب لي من الله دوام التعظيم والترقي، وقوله (واحدة) للتأكيد (صلى الله عليه بها عشر صلوات) أي رحمه وضاعف أجره بشهادة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها قال الطيبي: الصلاة من العبد طلب التعظيم والتبجيل لجناب المصطفى، ومن الله على العبد إن كان بمعنى الغفران فيكون من باب المشاكلة من حيث اللفظ لا المعنى، وإن كان بمعنى التعظيم فيكون من الموافقة لفظا ومعنى، وهذا هو الوجه لئلا يتكرر معنى الغفران (وحط عنه عشر خطيئات) جمع خطيئة وهي الذنب (ورفع له عشر درجات) أي رتبا عالية في الجنة، وفائدة ذكره وإن كانت الحسنة بعشر أنه سبحانه لم يجعل جزاء ذكره إلا ذكره، فكذا جعل جزاء ذكر نبيه ذكر من ذكره، ولم يكتف بذلك بل زاده الحط والرفع المذكورين، وقال الحرالي: إن صلاة الله على عباده إقباله عليهم بعطفه إخراجا لهم من حال ظلمة إلى رفعة نور هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور فصلاته عليهم إخراجهم من ظلمات ما أوقفتهم في حوب تلك الابتلاءات

[تنبيه] ذكر هنا أن الواحدة بعشرة، وفي خبر أحمد عن ابن عمرو : من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة، قال في الإتحاف: قد اختلف مقدار الثواب في هذه الأحاديث، ويجمع بأنه كان يعلم بهذا الثواب شيئا فشيئا، فكلما علم بشيء قاله

(حم خد ن) في الصلاة (ك) في الدعاء (عن أنس) بن مالك، قال الحاكم : صحيح، وأقره الذهبي ، وصححه ابن حبان ، وقال ابن حجر: رواته ثقات.



الخدمات العلمية