الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8848 - من عد غدا من أجله فقد أساء صحبة الموت (هب) عن أنس - (ض)

التالي السابق


(من عد) بالتشديد بلفظ المصنف (غدا من أجله فقد أساء صحبة الموت) فإن الموت مصاحب له إن لم يفجأه اليوم وافاه في غد، والقصد بهذا الحث على قصر الأمل، وأنه ينبغي للإنسان أن لا يطول أمله فيثقل عليه عمله، ويقدر قرب الموت، ويتفكر في قصر العمل، ويقول في نفسه: إني أحتمل مشقة العمل الصالح اليوم فلعلي أموت الليلة، وأصبر الليلة فلعلي أموت غدا، فإن الموت لا يهجم في وقت مخصوص، فالاستعداد له أولى من الاستعداد للدنيا، وأنت تعلم أنك لا تبقى فيها إلا أمدا قليلا، ولعله لم يبق من أجلك إلا يوم أو نفس، فقرر هذا على قلبك كل يوم، وكلف نفسك على الطاعة يوما فيوما، فإنك لو قدرت البقاء خمسين سنة وألزمتها الصبر على الطاعة نفرت واستعصت، فإن فعلت ذلك فرحت عند الموت فرحا لا آخر له، وإن سوفت وتساهلت جاء الموت في وقت لا تحتسبه، وتحسرت تحسرا لا آخر له، وعند الصباح يحمد القوم السرى ولتعلمن نبأه بعد حين وأنشد ابن أبي الدنيا :


أيا فرقة الأحباب لا بد لي منك. . . ويا دار دنيا إنني راحل عنك

ويا قصر الأيام ما لي وللمنى.
. . ويا سكرات الموت ما لي وللضحك

وما لي لا أبكي لنفسي بعبرة.
. . إذا كنت لا أبكي لنفسي فمن يبكي

ألا أي حي ليس بالموت موقنا.
. . وأي يقين منه أشبه بالشك



(هب) وكذا الخطيب (عن أنس) بن مالك، وقضية صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه وسلمه، وليس كذلك، بل إنما ذكره مقرونا ببيان حاله، فقال عقبه: هذا إسناد مجهول، وروي من وجه آخر ضعيف، اهـ. بنصه.



الخدمات العلمية