الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8917 - من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد (حم 3 حب) عن سعيد بن زيد- (ح)

التالي السابق


(من قتل دون ماله) أي عنده، و "دون" في الأصل ظرف مكان بمعنى أسفل وتحت، استعملت هنا بمعنى "لأجل" التي للسببية توسعا مجازا؛ لأن الذي يقاتل على ماله كأنه يجعله خلفه أو تحته ثم يقاتل عليه، ذكره جمع (فهو شهيد) أي في حكم الآخرة لا الدنيا، أي له ثواب كثواب شهيد مع ما بين الثوابين من التفاوت، وذلك لأنه محق في القتال ومظلوم بطلبه منه (ومن قتل دون دمه) أي في الدفع عن نفسه (فهو شهيد، ومن قتل دون دينه) أي في نصرة دين الله والذب عنه، وفي قتال المرتدين (فهو شهيد، ومن قتل دون أهله) أي في الدفع عن بضع حليلته أو قريبته (فهو شهيد) أي في حكم الآخرة لا الدنيا؛ لأن المؤمن بإسلامه محترم ذاتا ودما وأهلا ومالا، فإذا أريد شيء منه من ذلك جاز له الدفع عنه أو وجب على الخلاف المعروف، لكن إنما يدفعه دفع الصائل فلا يصعد إلى رتبة وهو يرى ما دونه كافيا كما هو مقرر في الفروع، فإذا أدى قتاله لقتله فهو هدر

(حم 3 حب) والقضاعي (عن سعيد بن زيد) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: من قتل في سبيل الله، قال: إن شهداء أمتي إذن لقليل، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ فذكره، قال المصنف: وهو متواتر.



الخدمات العلمية