الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9143 - المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا (ق ت ن) عن أبي موسى - (صح)

التالي السابق


(المؤمن للمؤمن) اللام فيه للجنس، والمراد: بعض المؤمنين لبعض (كالبنيان) أي الحائط، لا يتقوى في أمر دينه ودنياه إلا بمعرفة أخيه، كما أن بعض البنيان يقوى ببعضه (يشد بعضه بعضا) بيان لوجه التشبيه، و "بعضا" منصوب بنزع الخافض، أو مفعول "يشد"، وتتمته كما في البخاري : ثم شبك بين أصابعه، أي يشد بعضهم بعضا مثل هذا الشد، فوقع التشبيك تشبيها لتعاضد المؤمنين بعضهم ببعض، كما أن البنيان الممسك بعضه ببعض يشد بعضه بعضا، وذلك لأن أقواهم لهم ركن، وضعيفهم مستند لذلك الركن القوي، فإذا والاه قوي بما بباطنه ويعاتبه، ذكره الحرالي، وفيه تفضيل الاجتماع على الانفراد، ومدح الاتصال على الانفصال، فإن البنيان إذا تفاصل بطل، وإذا اتصل ثبت الانتفاع به بكل ما يراد منه

[تنبيه] قال الراغب: إنه لما صعب على كل أحد أن يحصل لنفسه أدنى ما يحتاج إليه إلا بمعاونة عدة له، فلقمة طعام لو عددنا تعب تحصيلها من زرع وطحن وخبز وصناع آلاتها لصعب حصره، فلذلك قيل: الإنسان مدني بالطبع، ولا يمكنه التفرد عن الجماعة بعيشه، بل يفتقر بعضهم لبعض في مصالح الدارين، وعلى ذلك نبه بهذا الحديث

(ق) في الأدب (ت ن) كلهم (عن أبي موسى) الأشعري.



الخدمات العلمية