الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9197 - المستبان ما قالا، فعلى البادئ منهما حتى يتعدى المظلوم (حم م ه ت) عن أبي هريرة - (صح)

التالي السابق


(المستبان) أي الذي يسب كل منهما الآخر (ما قالا) أي إثم ما قالاه من السب والشتم (فعلى البادئ منهما) لأنه السبب لتلك المخاصمة، فللمسبوب أن ينتصر ويسبه بما ليس بقذف ولا كذب كـ: يا ظالم، ولا يأثم ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل والعفو أفضل، فإن قيل: إذا لم يسكت المسبوب، وبرئ البادئ من ظلمه بوقوع التقاص، فكيف صح أن يقدر فيه إثم ما قالا؟ قلنا: إضافته بمعنى "في"، والمعنى: إثم كائن فيما قالاه. وإثم الابتداء على البادئ، ويستمر هذا الحكم (حتى يعتدي المظلوم) أي يتعدى الحد في السب، فلا يكون الإثم على البادئ فقط بل عليهما، وقيل: المراد أنه يحصل إثم ما قالا، وللبادئ أكثر من المظلوم ما لم يتعد، فيربو إثم المظلوم، وقيل: المعنى أنه إذا سبه فرد عليه كان كفافا، فإن زاد بالغضب والتعصب لنفسه كان ظالما، وكان كل منهما فاسقا

(حم م د ت عن أبي هريرة ) وفي الباب أنس وغيره.



الخدمات العلمية