الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم إذا حصل الأنس بذكر الله سبحانه انقطع عن غير ذكر الله

التالي السابق


( ثم إذا حصل الأنس بذكر الله عز وجل) وألفه ألفة تامة ( انقطع عن غير الله تعالى) وعن نفسه فإنها غير الله تعالى، وهو المعبر عنه عندهم بالفناء، وكل مشهد يعتمد الحق فيه بينك وبينه ذكر الأغيار، أو ذكر نفسك، وتزعم أن ذلك قرب فليس ذلك بقرب، لكنك مجاور غير كائن في المقام؛ فإن القرب الإلهي يذهب الأكوان والأعيان إذا كنت فيه كائنا، وتحقيق هذا المقام أن البعد بعدان، بعد الحقائق وبعد المسافات، فبعد المسافات يتصور بعد القرب، وأما بعد الحقائق فلا يتبدل أبدا، فإذا أقامك الحق في مشهد، وأشهدك نفسك فأنت في عين البعد؛ لأنك كون، وأين الكون من الحق؟! فبينهما البعد البعيد، لكن لك حقيقة المجاورة المعنوية، وهي أنه ليس بينك وبينه تعالى أمر زائد، كما ليس بين الجوهرين المتجاورين حيز ثالث، ولله المثل الأعلى، ولا يكون في هذا المقام إلا المحققون .




الخدمات العلمية