الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم يتوجه إلى مصلاه ، ويقوم مستقبلا القبلة ، ويقول : الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا ثم يسبح عشرا ، وليحمد الله عشرا ويهلل ، عشرا ، وليقل الله أكبر ، ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة والجلال والقدرة . وليقل هذه الكلمات ؛ فإنها مأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيامه للتهجد : اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ، ولك الحمد أنت بهاء السماوات والأرض ، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ومن عليهن ، أنت الحق ومنك الحق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق والنشور حق " والنبيون حق ، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق ، اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت وأسرفت ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت " " اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم اهدني لأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت " أسألك مسألة البائس المسكين ، وأدعوك دعاء المفتقر الذليل ، فلا تجعلني بدعائك رب شقيا ، وكن بي رءوفا رحيما يا خير المسئولين ، وأكرم المعطين وقالت عائشة رضي الله عنها : " كان صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته قال : اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك ، تهدي من تشاء إلى صراط مستقيما " ، ثم يفتتح الصلاة ، ويصلي ركعتين خفيفتين ، ثم يصلي مثنى مثنى ما تيسر له ، ويختم بالوتر إن لم يكن قد صلى الوتر "

التالي السابق


( ثم يتوجه إلى مصلاه، ويقوم مستقبلا للقبلة بظاهره وباطنه، ويستفتح التهجد، ويقول: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا) مرة واحدة .

( ثم ليسبح عشرا، وليحمد عشرا، وليهلل عشرا، وليقل) بعد ذلك ( الله أكبر، ذو الملك والملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة والجلال والقدرة. وليقل هذه الكلمات؛ فإنها مأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قيامه للتهجد: اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت بهاء السموات والأرض، ولك الحمد أنت زين السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض ومن فيهن ومن عليهن، أنت الحق، ومنك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق) وفي نسخة زيادة: "والبعث حق" وفي آخره: "والنشور حق" ( "والنبيون حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت") .

قال العراقي: متفق عليه من حديث ابن عباس دون قوله: "بهاء السموات والأرض، ولك الحمد أنت زين السموات والأرض" ودون قوله: "ومن عليهن ومنك الحق" .

قلت: وروى ابن ماجه من حديث أبي موسى: "كان -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهم اغفر لي ما قدمت" فساقه، إلا أنه قال بدل "لا إله إلا أنت": "وأنت على كل شيء قدير" بزيادة في أوله: ( "اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها") .

روى أحمد بإسناد جيد من حديث عائشة "أنها فقدت النبي -صلى الله عليه وسلم- من مضجعه فلمسته بيدها، فوقعت عليه وهو ساجد، وهو يقول: رب أعط نفسي تقواها" الحديث، وقد تقدم في كتاب الدعوات .

ورواه أحمد أيضا، وعبد بن حميد، ومسلم، والنسائي، من حديث زيد بن أرقم، بزيادة في أوله وآخره: ( "اللهم اهدني لأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف) عني ( سيئها إلا أنت") رواه مسلم من حديث علي أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام إلى الصلاة قال، فذكره بلفظ: "لأحسن الأخلاق" وفيه زيادة في أوله .

قلت: ورواه الطبراني من حديث أبي أمامة بلفظ: "واهدني لصالح الأعمال والأخلاق؛ فإنه لا يهدي لصالحها إلا أنت" وفي أوله زيادة: "اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها، اللهم [ ص: 166 ] انعشني واجبرني" .

( أسألك مسألة البائس المسكين، وأدعوك دعاء المفتقر) وفي نسخة: المضطر ( الذليل، فلا تجعلني بدعائك رب شقيا، وكن بي رؤوفا رحيما يا خير المسؤولين، وأكرم المعطين) رواه الطبراني في الصغير من حديث ابن عباس أنه كان من دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشية عرفة، وقد تقدم في الحج .

( و) روى مسلم في صحيحه ( قالت عائشة -رضي الله عنها-: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل افتتح صلاته قال: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، أنت تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، ثم يفتتح الصلاة، ويصلي ركعتين خفيفتين، ثم يصلي مثنى مثنى ما تيسر له، ويختم بالوتر إن لم يكن قد صلى الوتر") وهاتان الركعتان هما تحية الطهارة، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول الآية، وفي الثانيه: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما .




الخدمات العلمية