nindex.php?page=treesubj&link=26490والحد في النوم أن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة ، فالاعتدال في نومه ثمان ساعات في الليل والنهار جميعا ، فإن نام هذا القدر بالليل فلا معنى للنوم بالنهار ، وإن نقص منه مقدارا استوفاه بالنهار فحسب ابن آدم إن عاش ستين سنة أن ينقص من عمره عشرون سنة ومهما نام ثمان ساعات وهو الثلث فقد نقص من عمره الثلث ، ولكن لما كان النوم غذاء الروح كما أن الطعام غذاء الأبدان .
وكما أن العلم والذكر غذاء القلب لم يمكن قطعه عنه وقدر الاعتدال هذا والنقصان منه ربما يفضي إلى اضطراب البدن إلا من يتعود السهر تدريجا فقد يمرن نفسه عليه من غير اضطراب وهذا الورد من أطول الأوراد وأمتعها للعباد وهو أحد الآصال التي ذكرها الله تعالى إذ قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=15ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال وإذا سجد لله عز وجل الجمادات فكيف يجوز أن يغفل العبد العاقل عن أنواع العبادات .
nindex.php?page=treesubj&link=26490وَالْحَدُّ فِي النَّوْمِ أَنَّ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ سَاعَةً ، فَالِاعْتِدَالُ فِي نَوْمِهِ ثَمَانُ سَاعَاتٍ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ جَمِيعًا ، فَإِنْ نَامَ هَذَا الْقَدْرَ بِاللَّيْلِ فَلَا مَعْنَى لِلنَّوْمِ بِالنَّهَارِ ، وَإِنْ نَقَصَ مِنْهُ مِقْدَارًا اسْتَوْفَاهُ بِالنَّهَارِ فَحَسْبُ ابْنِ آدَمَ إِنْ عَاشَ سِتِّينَ سَنَةً أَنْ يَنْقُصَ مِنْ عُمُرِهِ عِشْرُونَ سَنَةً وَمَهْمَا نَامَ ثَمَانِ سَاعَاتٍ وَهُوَ الثُّلُثُ فَقَدْ نَقَصَ مِنْ عُمُرِهِ الثُّلُثُ ، وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ النَّوْمُ غِذَاءَ الرُّوحِ كَمَا أَنَّ الطَّعَامَ غِذَاءُ الْأَبْدَانِ .
وَكَمَا أَنَّ الْعِلْمَ وَالذِّكْرَ غِذَاءُ الْقَلْبِ لَمْ يُمْكِنْ قَطْعُهُ عَنْهُ وَقَدْرُ الِاعْتِدَالِ هَذَا وَالنُّقْصَانُ مِنْهُ رُبَّمَا يُفْضِي إِلَى اضْطِرَابِ الْبَدَنِ إِلَّا مَنْ يَتَعَوَّدُ السَّهَرَ تَدْرِيجًا فَقَدْ يُمَرِّنُ نَفْسَهُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ اضْطِرَابٍ وَهَذَا الْوِرْدُ مِنْ أَطْوَلِ الْأَوْرَادِ وَأَمْتَعُهَا لِلْعِبَادِ وَهُوَ أَحَدُ الْآصَالِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى إِذْ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=15وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَإِذَا سَجَدَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْجَمَادَاتُ فَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَغْفُلَ الْعَبْدُ الْعَاقِلُ عَنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ .