الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ويشرب في ثلاثة أنفاس يحمد الله في أواخرها ويسمي الله في أوائلها ويقول في آخر النفس الأول : " الحمد لله "، وفي الثاني : " رب العالمين " وفي الثالث يزيد : " الرحمن الرحيم " فهذا قريب من عشرين أدبا في حالة الأكل والشرب دلت عليها الأخبار والآثار .

،

التالي السابق


(ويشرب في ثلاثة أنفاس) ، فقد روى أحمد والستة من حديث أنس: كان إذا شرب تنفس ثلاثا ويقول: " هو أهنأ وأمرأ وأبرأ".

(يحمد الله في أواخرها ويسمي الله في أوائلها) وهذا هو المراد بما رواه الترمذي في الشمائل وابن السني والطبراني من حديث ابن مسعود رفعه: " كان يتنفس في الإناء ثلاثا"، أي: بأن يشرب ثم يزيله عن فمه، ويتنفس ثم يشرب، ثم يفعل كذلك، فإذا أخره حمد الله، يفعل ذلك ثلاث مرات .

وفي الغيلانيات من حديث ابن مسعود رفعه: " كان إذا شرب تنفس في الإناء ثلاثا يحمد على كل نفس ويشكر عند آخرهن".

وأما ما ورد من النهي عن التنفس [ ص: 224 ] في الإناء، فالمراد به في جوف الإناء، وذلك لأنه يغير الماء إما لتغير الفم بمأكول أو ترك سواك، أو لأن النفس يصعد بخار المعدة، وفي الشرب من غير تنفس ضرر كبير من جهة الطب، (و) يندب أن (يقول في آخر النفس الأول: " الحمد لله "، وفي الثاني يزيد: " رب العالمين " وفي الثالث يزيد: " الرحمن الرحيم ") هكذا نقله صاحب "القوت " وصاحب العوارف، (فهذا) الذي ذكرناه (قريب من عشرين أدبا في حالة الأكل والشرب، دل عليه الآثار والأخبار) ؛ ولذا قال سهل: من لم يحسن أدب الأكل لم يحسن أدب العمل. وكان بعض السلف يقول: إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيء حتى في الأكل والنوم، وكانوا يكون لأحدهم في الأكل نية صالحة، كما يكون له في الجوع نية صالحة .




الخدمات العلمية