الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الوجه الثالث : أن يبقى بعده ولدا صالحا يدعو له كما ورد في الخبر أن جميع عمل ابن آدم منقطع إلا ثلاثا؛ فذكر الولد الصالح .

وفي الخبر : " إن الأدعية تعرض على الموتى على أطباق من نور .

" وقول القائل : إن الولد ربما لم يكن صالحا لا يؤثر ، فإنه مؤمن والصلاح هو ، الغالب على أولاد ذوي الدين لا سيما إذا عزم على تربيته وحمله على الصلاح

التالي السابق


(الوجه الثالث: أن يبقى بعده ولد صالح يدعو له كما ورد في الخبر) الذي تقدم ذكره ما معناه (أن جميع عمل ابن آدم منقطع إلا) من (ثلاث) ؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له، (وفي الخبر: " إن الأدعية تعرض على الموتى على أطباق من نور ") . قال العراقي : رويناه في الأربعين المشهورة من رواية أبي هدبة عن أنس في الصدقة عن الميت، وأبو هدبة كذاب. اهـ .

وهذا يفهم منه إيصال ثواب الأدعية للموتى مطلقا، وأن الميت ينتفع بدعاء الغير سواء كان ولده أو غيره، هذا من باب الاستدلال بالأعم، وفيه تحريض الولد على الدعاء. (وقول القائل: إن الولد ربما لا يكون صالحا) ، وقد ورد التقييد به في الخبر، فهذا القول (لا يؤثر، فإنه مؤمن على كل حال، فالصالح هو الغالب على أولاد ذوي الدين لا سيما إذا عزم على ترتيبه وحمله على الصلاح) فهو السبب في صلاحه وإرشاده إلى الهدى، وإذا قلنا: إن المراد بالصالح المسلم لم يحتج إلى تأويل .




الخدمات العلمية