الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي خبر آخر : " إن الأطفال يجتمعون في موقف القيامة عند عرض الخلائق للحساب فيقال للملائكة : اذهبوا بهؤلاء إلى الجنة فيقفون على باب الجنة ، فيقال لهم : مرحبا بذراري المسلمين ادخلوا لا حساب عليكم ، فيقولون : فأين آباؤنا وأمهاتنا فيقول ؟ الخزنة : إن آباءكم وأمهاتكم ليسوا مثلكم إنه كانت لهم ذنوب وسيئات فهم يحاسبون عليها ويطالبون .

قال : فيتضاغون ويضجون على أبواب الجنة ضجة واحدة فيقول الله سبحانه وهو أعلم بهم : ما هذه الضجة ؟ فيقولون : ربنا أطفال المسلمين قالوا : لا ندخل الجنة إلا مع آبائنا ، فيقول الله تعالى تخللوا الجمع فخذوا بأيدي آبائهم فأدخلوهم الجنة .

وقال صلى الله عليه وسلم : " من مات له اثنان من الولد فقد احتظر بحظار من النار .

"
وقال صلى الله عليه وسلم : " من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم . قيل : يا رسول الله واثنان ؟ قال : واثنان .

"

التالي السابق


(وفي خبر آخر: " إن الأطفال يجمعون في موقف) يوم القيامة (عند عرض الخلائق للحساب فيقال للملائكة: اذهبوا بهؤلاء إلى الجنة فيقفون على باب الجنة، فيقال لهم: مرحبا ذراري المسلمين ادخلوا) الجنة (لا حساب عليكم، فيقولون: فأين آباؤنا وأمهاتنا ؟ فتقول لهم الخزنة: إن آباءكم ليسوا مثلكم إنه كانت لهم ذنوب وسيئات فهم يحاسبون ويطالبون) بها (قال: فيتضاغون) أي: يتصايحون (ويضجون على باب الجنة ضجة واحدة فيقول الله سبحانه) للملائكة (وهو أعلم بهم: ما هذه الضجة ؟ فيقولون:) يا (ربنا أطفال المسلمين قالوا: لا ندخل الجنة إلا مع آبائنا، فيقول الله تعالى) للملائكة: (تخللوا الجمع) أي: ادخلوا في خللهم (فخذوا بأيدي آبائهم فأدخلوهم الجنة) معهم"، هكذا أورده صاحب "القوت " بطوله، وقال في أوله: وروينا في خبر غريب فساقه، وقال العراقي : لم أجد له أصلا يعتمد عليه .

(وقال -صلى الله عليه وسلم-: " من مات له اثنان من الولد فقد احتضر بحظار من النار") الحظار: بالكسر جمع حظيرة اسم لما حظر به الغنم وغيرها من الشجر ليمنعها ويحفظها، وقد حظرها حظرا من باب قتل، واحتضرها عملها .

قال العراقي : رواه البزار والطبري من حديث زهير بن أبي علقمة: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، إنه مات لي اثنان سوى هذا فقال: " لقد احتضرت من دون النار بحظار شديد ". ولمسلم من حديث أبي هريرة . وفي المرأة التي قالت: دفنت ثلاثة قال: " لقد احتظرت من دون النار بحظار شديد من النار". اهـ .

قلت: حديث زهير بن أبي علقمة رواه أيضا البغوي والباوردي وابن قانع وأبو مسعود الرازي في مسنده، والضياء، وحديث أبي هريرة رواه النسائي أيضا .

(وقال -صلى الله عليه وسلم-: " من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم. قيل: يا رسول الله واثنان ؟ قال: واثنان") هكذا هو في "القوت ". قال العراقي : رواه البخاري من حديث أنس دون ذكر الاثنين، وهو عند أحمد بهذه الزيادة من حديث معاذ، وهو متفق عليه من حديث أبي سعيد بلفظ: " أيما امرأة " بنحو منه. اهـ .

قلت: وبهذه الزيادة رواه أحمد أيضا من حديث محمود بن لبيد، عن جابر مرفوعا بلفظ: "من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة. قالوا: يا رسول الله واثنان ؟ قال: واثنان". رواه كذلك البخاري في الأدب المفرد، وابن حبان والضياء، وقد روي قوله: " أدخله الله الجنة بفضل رحمته " من حديث أبي ثعلب الأشجعي وقال غيره: " من مات له ولدان في الإسلام أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهما". رواه ابن سعد، وأحمد، والبغوي، والباوردي، والطبراني. ويروى عن عبد الرحمن بن بشير الأنصاري رفعه: " من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم يرد النار إلا عابر سبيل "، يعني: الجواز على الصراط. رواه الطبراني في الكبير. وعن أنس مرفوعا: " من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حجابا من النار". رواه أبو عوانة في الصحيح. ورواه الدارقطني في الأفراد عن الزبير بن العوام. وأما حديث أبي سعيد الذي أشار إليه العراقي فلفظه: " أيما امرأة مات لها ثلاثة كن لها حجابا من النار ".




الخدمات العلمية