الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ويكره له الجماع في ثلاث ليال من الشهر : الأول ، والآخر ، والنصف .

يقال : إن الشيطان يحضر الجماع في هذه الليالي ، ويقال : إن الشياطين يجامعون فيها وروي كراهة ، ذلك : عن علي ، ومعاوية ، وأبي هريرة ، رضي الله عنهم .

ومن العلماء من استحب الجماع يوم الجمعة وليلته ، تحقيقا لأحد التأويلين ، من قوله صلى الله عليه وسلم : رحم الله من غسل واغتسل .. الحديث ....

ثم إذا قضى وطره فليتمهل على أهله حتى تقضي هي أيضا نهمتها فإن إنزالها ربما يتأخر فيهيج شهوتها ، ثم القعود عنها إيذاء لها والاختلاف في طبع الإنزال يوجب التنافر مهما كان الزوج سابقا إلى الإنزال والتوافق في وقت الإنزال ألذ عندها ليشتغل الرجل بنفسه عنها ، فإنها ربما تستحي .

التالي السابق


(ويكره له الجماع في ثلاث ليال من الشهر: الأول، والآخر، والنصف، يقال: إن الشياطين تحضر الجماع في هذه الليالي، ويقال: إن الشياطين يجامعون فيها، ويروى كراهية ذلك: عن علي، ومعاوية، وأبي هريرة، رضي الله عنهم) كذا نقله صاحب القوت .

(ومن العلماء من استحب الجماع يوم الجمعة، تحقيقا لأحد التأويلين، من قوله -صلى الله عليه وسلم-: رحم الله من غسل واغتسل... الحديث) أي: غسل أهله، كذا في القوت، وقد تقدم في الباب الخامس من الصلاة بلفظ: رحم الله من بكر وابتكر، وغسل واغتسل، إلخ. رواه أصحاب السنن، من حديث أوس بن أوس: من غسل يوم الجمعة، واغتسل، وبكر، وابتكر، الحديث... وتقدم الكلام عليه هناك .

(ثم إذا قضى وطره) من الجماع (فليتمهل على أهله) ويتوقف (حتى تقضي أيضا نهمتها) أي: حاجتها، كما قضى هو نهمته (فإن إنزالها ربما يتأخر) بعد إنزال الرجل (فتهيج أيضا شهوتها، ثم القعود عنها إيذاء بها) وسبب لكراهتها للرجل، فإن علم أنها قد سبقت بالشهوة لم يحتج إلى توقف (والاختلاف في طبع الإنزال يوجب التنافر) من المرأة، والكراهة (مهما كان الزوج سابقا إلى الإنزال) ; ولذا كان بعض العلماء لا يتأخر عن المرأة حتى يستأمرها، وهذا التنافر الذي ذكره هو الأكثر بين الزوجين، وما كل رجل يدري سببه (والتوافق) بينهما (في وقت الإنزال ألذ عندها) وأرفق ما يكون إليها، وأحبه (ليشتغل الرجل بنفسه عنها، فإنها ربما تستحي) أي: إنزالها، إذا كان الرجل قد فرغ من وطره، وهذا يوجد قليلا; لأنه قد يكون المرأة من طبعها بطؤ الإنزال، والرجل من طبعه سرعته، فلا يتوافقان، وهذا هو المضر لها، وأما إذا كان بالعكس، فالأمر سهل، غاية ما يترتب: أن المرأة يحصل لها سؤم بعد إنزالها، وتستثقل الزوج، ولكن تصبر، والدواء النافع لمن كان سريع الإنزال، والمرأة بطيئة، ما قدمنا أولا، أنه لا يقدم على الجماع إلا بعد تبسط مقدماته، من كلام، وعض في الخدين، ودغدغة الثديين، وتمريسهما، ومص الشفتين، واللسان، وضمها إلى صدره مرارا، وهو في أثناء ذلك يحك فرجها بذكره، من غير إنزال، ويفاخذها، ويتمكن منها تمكنا كليا، ثم يمر ببطنه على بطنها، مع الغمز في الفخذين تارة، وتارة في الخاصرتين، وتارة في الظهر، حتى إذا رأى أنه تغير لونها، واحمرت عيناها، وصارت تلازم الرجل، وتهتز من تحت، أولج ذكره قليلا، قليلا، مع التدريج، حتى ينتهي إلى الآخر، فينزل مرة واحدة، ثم يتحرك بعد الإنزال، من غير إخراجه، فمع هذه الهيئة لا تبقى المرأة ولو كانت بطيئة إلا أنزلت، فيكون سببا للإحبال، واللذة. والأقوياء يملكون أنفسهم عند الإنزال، فلا ينزلون إلا عند قصدهم، وهؤلاء لا كلام معهم، والله يؤتي ما يشاء لمن يشاء، وقد يكون سبب التنافر بينهما: قصر الذكر، وطول فم الرحم، فلا تشبع المرأة حينئذ من الجماع، ولا تلتذ، وقد يكون بالعكس، فإنه بطول ذكره يدفع فم الرحم دفعا كليا، فيضرها ذلك، فيحصل التنافر، وتأبى الجماع غالبا .




الخدمات العلمية