الرابعة والثلاثون بعد المائة . 
وبأن أزواجه كن عونا له -صلى الله عليه وسلم- . 
روى  البزار  عن  أبي هريرة  رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :  "فضلت على الأنبياء لخصلتين ،  كان شيطاني كافرا ، فأعانني الله عليه فأسلم ، ونسيت الخصلة الأخرى"  . 
وروى  البيهقي   وأبو نعيم  عن  ابن عمر ،  قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :  "فضلت على آدم بخصلتين :  كان شيطاني كافرا فأعانني الله تعالى عليه حتى أسلم ، وكن أزواجي عونا لي ، وكان شيطان آدم كافرا وزوجته عونا له على خطيئته"  . 
وروى  ابن عساكر  عن  أبي هريرة  مثله . 
وروى  مسلم  عن  ابن مسعود  رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :  "ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن ، وقرينه من الملائكة" قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : "وإياي ، ولكن أعانني الله عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير"  . 
وروى  ابن عساكر  عن عبد الرحمن بن زيد   -رضي الله عنه- أن آدم   -صلى الله عليه وسلم- ذكر محمدا  رسول الله ، فقال : "إن أفضل ما فضل به علي ابني صاحب البعير ، أن زوجته عون له على دينه ، وكانت زوجتي عونا لي على الخطيئة" . 
قال في الروضة : ويفضل زوجاته على سائر النساء . 
قال السبكي  في الحلبيات : المراد بسائر : الباقي لا الجميع لئلا يلزم تفضيلهن على أنفسهن ، لأنهن من جملة النساء ، والذي يحمل السؤال التردد بين مجموع الباقي وبين كل فرد منه وجه الإكمال أن النساء جمع معرف وهو محتمل لذلك ، إذ دلالة العموم ترجيح كل فرد على فرد ، وكذا الاحتمالات في زوجاته ، لأنه جمع مضاف ، والظاهر الحمل على كل فرد من المفضل والمفضل عليه ، ولأنه نص في جانب المفضل عليه وهو : لستن كأحد من النساء إن اتقيتن   [الأحزاب 32] وعبارة القاضي  رضي الله عنه : قال الحسن :  نساؤه أفضل نساء العالمين .   [ ص: 325 ] 
والمتولي :  نساؤه خير نساء هذه الأمة المذكورة يحتملهما . والآية محتملة أيضا لظاهر العموم ، وقد يحتج له بأن هذه أمة خير الأمم ، فنساؤها خير نساء الأمم ، والتفضيل على الأفضل تفضيل على من دونه بطريق الأولى . 
وفي هذا بحث من جهة أن التفضيل تحمله هذه الأمة ، وتفضيل الجملة على الجملة لا يقتضي تفضيل كل فرد على كل فرد ، فقد يكون في الجملة المفضولة واحد أفضل من كل فرد في الجملة الفاضلة ، ويكون في باقي الجملة الفاضلة أفراد كثيرة مجموعها أفضل من باقي الجملة المفضولة ، أو من كلها ، إذا فهمت هذا فانظر إلى الآية الكريمة تجدها اقتضت التفضيل على كل فرد لا على الجملة ، فإن حملناها على العموم اقتضت تفضيل نسائه عليه الصلاة والسلام على كل فرد من جميع النساء ، فيلزم أن لا يكون في واحد من النساء المتقدمة . 
				
						
						
