الثانية والتسعون : وبإباحة الكنز إذا أدوا زكاته .  
الثالثة والتسعون : وبأنه أحل لهم كثيرا مما شدد على من قبلهم . 
الرابعة والتسعون : 
وبأنه لم يجعل عليهم في الدين من حرج ، قال الله سبحانه وتعالى : وما جعل عليكم في الدين من حرج   [الحج 78] وقال -عز وجل- : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر   [البقرة 185] . 
روى  الإمام أحمد  عن حذيفة -رضي الله عنه- قال : سجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما ، فلم يرفع ، حتى ظننا أن نفسه قد قبضت فيها ، فلما رفع قال : "إن ربي استشارني في أمتي" الحديث ، وفيه "وأحل لنا كثيرا مما شدد على من قبلنا ، ولم يجعل علينا في الدين من حرج ، فلم أجد لي شكرا إلا هذه السجدة"  .  [ ص: 358 ] 
وروى  الفريابي ،  عن كعب   -رضي الله عنه- قال : أعطيت هذه الأمة ثلاث خصال ، لم يعطهن إلا الأنبياء ، كان النبي يقال له : بلغ ولا حرج ، وأنت شهيد على قومك ، وادع أجبك ، وقال لهذه الأمة : وما جعل عليكم في الدين من حرج   [الحج 78] وقال : لتكونوا شهداء على الناس   [البقرة 143] وقال : ادعوني أستجب لكم   [غافر 60] . 
الخامسة والتسعون : وبإباحة أكل الإبل .  
السادسة والتسعون : والنعام . 
السابعة والتسعون : وحمار الوحش . 
الثامنة والتسعون : والأوز . 
التاسعة والتسعون : والبط . 
المائة : وجميع السمك الذي لا قشر عليه . 
الحادية بعد المائة : والشحوم . 
الثانية بعد المائة : والدم الذي ليس بمسفوح ، كالكبد ، والطحال ، والعروق . 
الثالثة بعد المائة : وبرفع المؤاخذة عنهم بالخطأ ، والنسيان . 
الرابعة بعد المائة : وما استكرهوا عليه . 
الخامسة بعد المائة : والإصر الذي كان على الأمم قبلهم . 
السادسة بعد المائة : وحديث النفس ، قال الله تعالى : ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا   [البقرة 286] وقال تعالى : ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم   [الأعراف 157] . 
روى  الفريابي  في تفسيره عن محمد بن كعب   -رضي الله عنه- قال : ما بعث من نبي ، ولا أرسل من رسول ، أنزل عليهم الكتاب ، إلا أنزل الله عليه هذه الآية : وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله   [البقرة 284] فكانت الأمم تأتي على أنبيائها ، ورسلها ، ويقولون : نؤاخذ بما تحدث به أنفسنا ، ولم تعمل جوارحنا ، فيكفرون ، ويضلون ، فلما نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- اشتد على المسلمين ما اشتد على الأمم قبلهم ، فقالوا : يا رسول الله أنؤاخذ بما نحدث به أنفسنا ولم تعمل جوارحنا ؟ قال : "نعم ، فاسمعوا ، وأطيعوا ، واطلبوا إلى ربكم" ، فذلك قوله تعالى : آمن الرسول   [البقرة 285] الآية ، فوضع الله عنهم حديث النفس ، إلا ما عملت الجوارح .  
وروى  مسلم ،   والترمذي  عنه نحوه ، بدون ذكر الأنبياء والأمم .  [ ص: 359 ] 
وروى  الإمام أحمد ،   وابن حبان   والحاكم   وابن ماجه  عن  ابن عباس  قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :  "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"  . 
وروى  سفيان بن عيينة ،  والستة ، عن  أبي هريرة   -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :  "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به"  . 
الإصر : الثقل والمشقة ، لأنه يأصر صاحبه أي يحبسه عن الحس لثقله . 
السابعة بعد المائة : وبأن من هم بسيئة فلم يعملها ، لم تكتب سيئة ، بل تكتب حسنة ، فإن عملها كتبت سيئة .  
الثامنة بعد المائة : ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت حسنة ، فإن عملها كتبت عشرا إلى سبعمائة ضعف .  
روى  البيهقي ،  عن  وهب بن منبه  قال : إن الله تعالى لما قرب موسى  نجيا قال : يا رب إني أجد في التوراة أمة خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله فاجعلهم أمتي قال : تلك أمة أحمد  قال : رب إني أجد في التوراة أمة أناجيلهم في صدورهم يقرءونها وكان من قبلهم يقرءون كتبهم نظرا ولا يحفظونها فاجعلهم أمتي قال : تلك أمة أحمد ،  قال : رب إني أجد في التوراة أمة يؤمنون بالكتاب الأول والآخر يقاتلون رءوس الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الكذاب فاجعلهم أمتي قال : تلك أمة أحمد  قال : رب إني أجد في التوراة أمة يأكلون صدقاتهم في بطونهم ، وكان من قبلهم إذا أخرج صدقته بعث الله عليها نارا فأكلتها فإن لم تقبل لم تأكلها النار فاجعلهم أمتي قال : تلك أمة أحمد  قال : يا رب ، إني أجد في التوراة أمة إذا هم أحدهم بسيئة لم تكتب عليه ، فإن عملها كتبت سيئة واحدة ، وإذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت حسنة ، فإن عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، فاجعلهم أمتي ، قال : تلك أمة أحمد .  
التاسعة بعد المائة : وبوضع قتل النفس عنهم في التوبة ، قال الله تعالى : وإذ قال موسى لقومه : يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل   [البقرة 54] الآية . 
روى ابن أبي حاتم ، عن  علي   -رضي الله عنه- في قصة الذين عبدوا العجل ، قالوا لموسى :  ما توبتنا ؟ قال : يقتل بعضكم بعضا ، فأخذوا السكاكين ، فجعل الرجل يقتل أخاه وأباه وأمه ، لا يبالي من قتل ، حتى قتل منهم سبعون ألفا ، فأوحى الله تعالى إلى موسى :  مرهم فليرفعوا أيديهم ، وقد غفر لمن قتل وتيب على من بقي . 
وروى  ابن أبي حاتم ،  عن الفضيل  في قوله تعالى : ولا تحمل علينا إصرا   [البقرة 286] قال : كان الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب ، قيل له : توبتك أن تقتل نفسك ، فيقتل نفسه ، فوضعت الآصار عن هذه الأمة .  [ ص: 360 ] 
وروى  عبد بن حميد ،  عن  قتادة  في الآية قال : أمر القوم بشديدة من البلاء ، فقاموا يتشاجرون بالشفار ، ويقتل بعضهم بعضا ، حتى بلغ الله نعمته فيهم وعقوبته ، فلما بلغ ذلك سقطت الشفار من أيديهم ، وأمسك عنهم القتل ، فجعله الله تعالى للحي منهم توبة ، وللمقتول شهادة . انتهى . 
العاشرة بعد المائة : وبوضع فقء العين عنهم من النظر إلى ما لا يحل .  
الحادية عشر بعد المائة : وبوضع قرض موضع النجاسة . 
روى  الحاكم  وصححه ، عن  أبي موسى  أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :  "إن بني إسرائيل كان إذا أصاب أحدهم البول قرضه بالمقراض ، وروى  ابن أبي شيبة ،   وأبو داود   والنسائي ،   وابن ماجه ،  عن عبد الرحمن بن حسنة  أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :  "إن بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم البول قرضوه بالمقاريض  فنهاهم رجل منهم فعذب في قبره"  . 
وروى  ابن أبي شيبة  في المصنف ، عن  عائشة   -رضي الله عنها- قالت : دخلت على امرأة من اليهود ، فقالت : إن عذاب القبر من البول ، فقلت : كذبت . قالت : بلى ، إنه ليقرض منه الجلد والثوب ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "صدقت"  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					