السادس : في غريب ما سبق .  
«يا أمتاه» : أصله يا أمه والهاء للسكت فأضيفت إليها ألف الاستغاثة فأبدلت تاء ، ثم زيدت هاء السكت بعد الألف . ووقع في كلام  الخطابي  إذا نادوا قالوا يا أمه عند السكت وعند الوصل «يا أمتا» . فإذا تفجعوا للندبة قالوا : «يا أمتاه» والهاء للسكت . وتعقبه الكرماني  بأن قول  مسروق :  «يا أمتاه» ليس للندبة ، إذ ليس هو تفجعا عليها . قال الحافظ :  وهو كما قال . 
قف شعري : قام من الفزع لما حصل عندها من هيبة الله واعتقدته من تنزيهه واستحالة وقوع ذلك . قال النضر - بالنون والضاد المعجمة - ابن شميل - بضم الشين المعجمة وفتح الميم وسكون التحتية وباللام : القف - بفتح القاف وتشديد الفاء - كالقشعريرة ، وأصله القبض والاجتماع لأن الجلد ينقبض عند الفزع فيقوم الشعر لذلك . 
«أين أنت من ثلاث» ، أي كيف يغيب فهمك عن هذه الثلاث وكان ينبغي أن يكون مستحضرها ومعتقد الكذب ممن يدعي وقوعها . 
«الفرية» بالكسر : الكذب وجمعها فرى كعنب . 
ذكر أدلة القول الثاني 
تقدم حديث مسروق عن  ابن عباس  وكعب .  وروى  النسائي  بإسناد صحيح عن طريق عكرمة  عن  ابن عباس  قال : أتعجبون أن الخلة تكون لإبراهيم  والكلام لموسى  والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم  ؟ ورواه  ابن خزيمة  بلفظ : «إن الله اصطفى إبراهيم  بالخلة» . إلى آخره . وروى  ابن إسحاق  عن عبد الله بن أبي سلمة  أن  ابن عمر  أرسل إلى  ابن عباس  رضي الله عنهم يسأله : هل رأى محمد  ربه؟ فأرسل إليه أن نعم . 
				
						
						
