الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

3374 - أحمد بن مروان ، أبو نصر الكردي .

صاحب ديار بكر ، وميافارقين ، لقبه القادر: نصر الدولة ، فاستولى على الأمور بديار بكر وهو ابن اثنتين وعشرين سنة ، وعمر الثغور وضبطها ، وتنعم تنعما لم يسمع به عن أحد من أهل زمانه ، وملك من الجواري والمغنيات ما اشترى بعضهن بخمسة آلاف دينار ، واشترى منهن بأربعة عشر ألفا ، وملك خمسمائة سرية سوى توابعهن ، وخمسمائة خادم ، وكان يكون في مجلسه من آلات الجواهر ما تزيد قيمته على مائتي ألف دينار ، وتزوج من بنات الملوك جملة ، وكان إذا قصده عدو يقول: كم يلزمني من النفقة [على قتال هذا] فإذا قالوا: خمسون ألفا بعث بهذا القدر أو ما يقع عليه [ ص: 71 ] الاتفاق ، وقال: أدفع هذا إلى العدو وأكفه بذلك ، وآمن على عسكري من المخاطرة ، وأنفذ للسلطان طغرلبك هدايا عظيمة ، ومنها: الجبل الياقوت الذي كان لبني بويه ، وابتاعه من ورثة الملك أبي منصور بن أبي طاهر ، وأنفذ مع ذلك مائة ألف دينار عينا ، ووزر له أبو القاسم المغربي نوبتين ، ووزر له أبو نصر محمد بن محمد بن جهير ، ورجت الأسعار في زمانه ، وتظاهر الناس بالأموال ، ووفد إليه الشعراء ، وسكن عنده العلماء والزهاد ، وبلغه أن الطيور في الشتاء تخرج من الجبال إلى القرى فتصاد ، فتقدم بفتح الأهراء وأن يطرح لها من الحب ما يشبعها ، فكانت في ضيافته طول عمره .

توفي في هذه السنة عن سبع وسبعين ، وقيل: عبر الثمانين سنة ، وكانت إمارته اثنتين وخمسين سنة .

[ ص: 72 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية