مسألة
nindex.php?page=treesubj&link=24422_19980الرغبة ، والرهبة لغير الله تعالى إن أريد بها خوف الظلمة ، أو السباع ، أو الغلاء ، أو الأمراض إن سلط الله تعالى بعض ذلك ، فهذا لا ينهى عنه ، وقد يؤمر به كما أمرنا أن لا نقدم على الوباء ، وأن نفر من المجذوم فرارنا من الأسد ، وإن أريد بها أنا نخاف الأسباب ، والخلق من حيث هم هم بحيث نعصي الله تعالى لأجلهم فهذا حرام ، وهو معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ) ، قال أرباب المعاني : فتنة الناس مؤلمة وعذاب الله كذلك ،
[ ص: 254 ] فالشبه واقع ، فلم أنكر التشبيه ؟ وأجابوا بأن عذاب الله تعالى حاث على طاعته ، ومانع من مخالفته ، هذا وضعه ، فمن أوذي في طاعة الله أي بسببها فجعل ذلك حاثا على طاعة الخلق في موافقتهم على ترك الطاعة ، وملابسة المعصية فهذا جعل فتنة الناس كعذاب الله ، فاستحق الذم في إيقاع الشبه بينهما من هذا الوجه .
مَسْأَلَةٌ
nindex.php?page=treesubj&link=24422_19980الرَّغْبَةٌ ، وَالرَّهْبَةُ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى إِنْ أُرِيدَ بِهَا خَوْفُ الظُّلْمَةِ ، أَوِ السِّبَاعِ ، أَوِ الْغَلَاءِ ، أَوِ الْأَمْرَاضِ إِنْ سَلَّطَ اللَّهُ تَعَالَى بَعْضَ ذَلِكَ ، فَهَذَا لَا يُنْهَى عَنْهُ ، وَقَدْ يُؤْمَرُ بِهِ كَمَا أُمِرْنَا أَنْ لَا نَقْدَمَ عَلَى الْوَبَاءِ ، وَأَنْ نَفِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَنَا مِنَ الْأَسَدِ ، وَإِنْ أُرِيدَ بِهَا أَنَّا نَخَافُ الْأَسْبَابَ ، وَالْخَلْقَ مِنْ حَيْثُ هُمْ هُمْ بِحَيْثُ نَعْصِي اللَّهَ تَعَالَى لِأَجْلِهِمْ فَهَذَا حَرَامٌ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ) ، قَالَ أَرْبَابُ الْمَعَانِي : فِتْنَةُ النَّاسِ مُؤْلِمَةٌ وَعَذَابُ اللَّهِ كَذَلِكَ ،
[ ص: 254 ] فَالشَّبَهُ وَاقِعٌ ، فَلِمَ أُنْكِرَ التَّشْبِيهُ ؟ وَأَجَابُوا بِأَنَّ عَذَابَ اللَّهِ تَعَالَى حَاثٌّ عَلَى طَاعَتِهِ ، وَمَانِعٌ مِنْ مُخَالَفَتِهِ ، هَذَا وَضْعُهُ ، فَمَنْ أُوذِيَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَيْ بِسَبَبِهَا فَجَعَلَ ذَلِكَ حَاثًّا عَلَى طَاعَةِ الْخَلْقِ فِي مُوَافَقَتِهِمْ عَلَى تَرْكِ الطَّاعَةِ ، وَمُلَابَسَةِ الْمَعْصِيَةِ فَهَذَا جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ، فَاسْتَحَقَّ الذَّمَّ فِي إِيقَاعِ الشَّبَهِ بَيْنَهُمَا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .