الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                فرع

                                                                                                                قال صاحب " البيان " : قال مالك : إذا مر بقبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلم عليه ، وإن لم [ ص: 294 ] يمر به فلا ، وسئل عن الغريب يأتي قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - كل يوم ، فقال : ما هذا من الأمر ، لكن إذا أراد الخروج ، ويكره له أن يكثر المرور به ليسلم عليه لقوله عليه السلام : " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " ، وفي حديث : " اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .

                                                                                                                وصفة السلام ، قال مالك : يأتي القبر من جهة القبلة حتى إذا دنا سلم ، وصلى ، ودعا ، وانصرف ، ويذكر أبا بكر ، وعمر إن شاء ، والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره كالسلام في التشهد في الصلاة : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، والصلاة عليه كالصلاة عليه في الصلاة إلا أنه يقول ذلك بلفظ المخاطب ، ومعنى الصلاة عليه الدعاء له ، إلا أنه يخص بلفظ الصلاة دون الدعاء ، لقول الله عز وجل : ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) فتقول : اللهم صل على محمد ، ولا تقل : اللهم ارحم محمدا ، أو اغفر لمحمد ، وارض عن محمد ، ولا اللهم صل على فلان ، وتقول : اللهم ارحم فلانا ، ولا تصل على غيره إلا معه .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية