الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                [ ص: 168 ] الباب السادس

                                                                                                                في

                                                                                                                استخراج الجذور

                                                                                                                واعلم أن في العدد ما له جذر ، وقد تقدم بيانه ، وليس في الأشياء ما له جذر ، وفي الأموال ما له جذر ، وليس في الكعاب ما له جذر ، هكذا أبدا مرتبة مجذورة ، ومرتبة غير مجذورة ، هذا بالنسبة إلى اللفظ ، لأن الشيء قد يكون غير مجذور لفظا مجذورا معنى ، فإذا ورد عليك مقدار من جنس واحد مجذور نظرت إلى عدده في ذلك الجنس ، فإن لم يكن مجذورا فالمقدار غير مجذور ، أو مجذورا فجذر ه جذر عدده من المرتبة التي إذا عددت المراتب من العدد إليها كان كعدد المراتب منها إلى مرتبة المطلوب جذر ه ، فإن أردت جذر أكثر من جنس فإن لم يكن الطرفان مجذورين فالمقدار غير مجذور ، أو مجذورين والمقدار المطلوب جذر ه من ثلاث مراتب أخذت جذري الطرفين وضربت أحدهما في الآخر مرتين ، فإن ارتفع واسطة المقدار المطلوب جذر ه فالمقدار مجذور ، وجذر الطرفين جذر ه ، وإن ارتفع أقل من الواسطة أو أكثر فالمقدار غير مجذور ، وإن كان من أكثر من ثلاث مراتب كخمسة وسبعة وتسعة وما شاكل ذلك أخذت جذر أحد الطرفين وحفظته وقسمت عليه ما في المرتبة التي تلي ذلك الطرف ( وقسمت ما بقي على المحفوظ الأول ) فما خرج أخذت نصفه وحفظته أيضا وأسقطت مربعه من المرتبة التي تلي ما يلي الطرف وقسمت ما بقي على المحفوظ الأول ، فما خرج أخذت نصفه وحفظته أيضا وجئت إلى المرتبة الرابعة من المجذور من الطرف الذي ابتدأت منه وأسقطت منها مضروب المحفوظ الثاني في [ ص: 169 ] المحفوظ الثالث مرتين ، فما بقي قسمته على المحفوظ الأول ، فما خرج أخذت نصفه وحفظته أيضا ، وتسير في هذا العمل على هذا القياس إلى أن تأتي هذه المرتبة التي هي واسطة مراتب المجذور ، فما خرج فهو جذر ه .

                                                                                                                مثاله تريد أخذ جذر أربعة أكعب كعب ، وثمانية أموال كعب ، واثني عشر مال مال ، وستة عشر كعبا ، واثني عشر مالا ، وثمانية أشياء ، وأربعة آحاد فتأخذ جذر الطرف الأعلى وهو أربعة كعب كعب تكون كعبين تحفظهما ، ثم تقسم عليهما ثمانية أموال كعب يخرج أربعة أموال ، خذ نصفها يكن مالين تحفظهما وتسقط مربعيهما من اثني عشر مال مال تبقى ثمانية أموال مال ، تقسمها على كعبين تخرج أربعة أشياء ، خذ نصفها يكن شيئين تحفظهما وتسقط من ستة عشر كعبا مضروب مالين في شيئين مرتين تبقى ثمانية أكعب ، تقسمها على كعبين يخرج أربعة أشياء ، تأخذ نصفها يكن شيئين تحفظهما ، وتسقط من ستة عشر كعبا مضروب مالين في شيئين مرتين تبقى ثمانية أكعب ، تقسمها على كعبين تخرج أربعة آحاد تأخذ نصفها يكون اثنين تضيفهما للمحفوظ وذلك جذر الجملة .

                                                                                                                واعلم أن استخراج جذر ذي الاسمين قسمت أعظم قسميه بقسمين يزيد أحدهما على الآخر مثل جذر فضل مربع أحد قسميه على مربع الآخر ، وجمعت جذريهما يكون الجذر المطلوب .

                                                                                                                مثاله كم جذر عشرة وجذر ستة وتسعين ؟ فتقسم العشرة بقسمين يزيد أحدهما على الآخر اثنين ، أعني جذر فضل مائة على ستة وتسعين وذلك أربعة وستة ، وتجمع جذريهما وذلك اثنان وجذر ستة وهو الجواب .

                                                                                                                وقد يحتاج إلى استخراج جذر مقدار مجذور في المعنى دون اللفظ ، كما إذا قيل مال مجذور إن زدت عليه جذرين يكون مجذورا ، فالمال مجذور ، ومال وشيئان غير مجذور ، فتأخذ جذره بالاستقراء وهو أن تطلب مقدارا إذا ضربته في نفسه ، وقابلت بالمرتفع ما يطلب جذر ه خرج إلى المعلوم ، وسيتضح [ ص: 170 ] هذا في ذكر المسائل الست إن شاء الله تعالى ، فتجده شيئا ونصف درهم ، تضربه في نفسه يبلغ مالا وشيئا وربع درهم ، تقابل به مالا وشيئين يخرج الشيء ربع درهم ، والمال نصف ثمن ، فيكون الجواب نصف ثمن ، وهو مجذور ، وجذر ه ربع ، فإذا زدت عليه جذريه صار نصفا ونصف ثمن ، وهو مجذور ، وجذر ه نصف وربع .

                                                                                                                تنبيه : الفرق بين الجذر والضلع أن الجذر في المربع والضلع في المكعب في المرتبة الثانية .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية