الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                مسألة

                                                                                                                الأجر في التكاليف على قدر النصب إذا اتحد النوع احترازا من التصدق بالمال العظيم مع الشهادتين ، وهما أعظم بما لا يتقارب ، وشذ عن القاعدة قوله عليه السلام في الوزغة : " من قتلها في المرة الأولى فله مائة حسنة ، ومن قتلها في المرة الثانية فله سبعون " ، فكثرت المشقة ونقص الأجر ، وسببه أن الأجر إنما هو على تفاوت المصالح لا على تفاوت المشاق ، فإن الله تعالى لم يطلب من العباد مشقتهم ، وعذابهم ، وإنما طلب جلب المصالح ودفع المفاسد ، وإنما قال عليه السلام : " أفضل العبادة أجهدها ، وأجرك على قدر نصبك " لأن الفعل إذا لم يكن مشقا كان حظ النفس فيه كثيرا فيقل الإخلاص فيه ، وإذا كثرت مشقته قل حظ النفس فيتيسر الإخلاص وكثرة الثواب ، فالثواب في الحقيقة مرتب على مراتب الإخلاص لا على مراتب المشقة .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية