قوله تعالى : ولقد همت به وهم بها روي عن : " الحسن " . وقيل : هما جميعا بالشهوة ؛ [ ص: 385 ] لأن الهم بالشيء مقاربته من غير مواقعة . والدليل على أن هم همت به بالعزيمة وهم بها من جهة الشهوة ولم يعزم يوسف بها لم يكن من جهة العزيمة ، وإنما كان من جهة دواعي الشهوة قوله : معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي وقوله : كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين فكان ذلك إخبارا ببراءة ساحته من العزيمة على المعصية . وقيل : إن ذلك على التقديم والتأخير ، ومعناه : لولا أن رأى برهان ربه هم بها ؛ وذلك لأن جواب " لولا " لا يجوز أن يتقدمه ؛ لأنهم لا يجيزون أن نقول : " قد أتيتك لولا زيد " وجائز أن يكون على تقديره تقديم " لولا " . قوله تعالى : لولا أن رأى برهان ربه قال ، ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير : " رأى صورة ومجاهد يعقوب عاضا على أنامله " وقال : " نودي يا قتادة يوسف أنت مكتوب في الأنبياء وتعمل عمل السفهاء " وروي عن : " أنه رأى الملك " . وقال ابن عباس : " هو ما علمه من الدلالة على عقاب الزنا " . محمد بن كعب