الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 8 ] ( قبل ) ( هـ ) في حديث آدم عليه السلام : إن الله خلقه بيده ثم سواه قبلا وفي رواية : إن الله كلمه قبلا أي : عيانا ومقابلة ، لا من وراء حجاب ، ومن غير أن يولي أمره أو كلامه أحدا من ملائكته .

                                                          ( هـ ) وفيه : " كان لنعله قبالان " القبال : زمام النعل ، وهو السير الذي يكون بين الإصبعين . وقد أقبل نعله وقابلها .

                                                          ( هـ ) * ومنه الحديث : قابلوا النعال أي : اعملوا لها قبالا . ونعل مقبلة إذا جعلت لها قبالا ، ومقبولة إذا شددت قبالها .

                                                          ( هـ ) وفيه : نهى أن يضحى بمقابلة أو مدابرة هي التي يقطع من طرف أذنها شيء ثم يترك معلقا كأنه زنمة ، واسم تلك السمة القبلة والإقبالة .

                                                          ( هـ ) وفي صفة الغيث : " أرض مقبلة وأرض مدبرة " أي : وقع المطر فيها خططا ولم يكن عاما .

                                                          وفيه : " ثم يوضع له القبول في الأرض " هو بفتح القاف : المحبة والرضا بالشيء وميل النفس إليه .

                                                          ( هـ ) وفي حديث الدجال : ورأى دابة يواريها شعرها أهدب القبال يريد كثرة الشعر في قبالها . القبال : الناصية والعرف ؛ لأنهما اللذان يستقبلان الناظر ، وقبال كل شيء وقبله : أوله وما استقبلك منه .

                                                          ( هـ ) وفي أشراط الساعة : " وأن يرى الهلال قبلا " . أي : يرى ساعة ما يطلع ، لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب ، وهو بفتح القاف والباء .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : " إن الحق بقبل " . أي : واضح لك حيث تراه .

                                                          [ ص: 9 ] ( س ) وفي حديث صفة هارون عليه السلام : في عينيه قبل هو إقبال السواد على الأنف ، وقيل : هو ميل كالحول .

                                                          * ومنه حديث أبي ريحانة : " إني لأجد في بعض ما أنزل من الكتب : الأقبل القصير القصرة ، صاحب العراقين ، مبدل السنة ، يلعنه أهل السماء والأرض ، ويل له ثم ويل له " الأقبل : من القبل الذي كأنه ينظر إلى طرف أنفه .

                                                          وقيل : هو الأفحج ، وهو الذي تتدانى صدور قدميه ويتباعد عقباهما .

                                                          ( هـ ) وفيه : " رأيت عقيلا يقبل غرب زمزم " أي : يتلقاها فيأخذها عند الاستقاء .

                                                          ( هـ ) ومنه : " قبلت القابلة الولد تقبله " إذا تلقته عند ولادته من بطن أمه .

                                                          ( س ) وفيه : طلقوا النساء لقبل عدتهن وفي رواية : في قبل طهرهن أي : في إقباله وأوله ، [ و ] حين يمكنها الدخول في العدة والشروع فيها ، فتكون لها محسوبة ، وذلك في حالة الطهر ، يقال : كان ذلك في قبل الشتاء أي : إقباله .

                                                          ( س ) وفي حديث المزارعة : " يستثنى ما على الماذيانات ، وأقبال الجداول " الأقبال : الأوائل والرءوس ، جمع قبل ، والقبل أيضا : رأس الجبل والأكمة ، وقد يكون جمع قبل - بالتحريك - وهو الكلأ في مواضع من الأرض . والقبل أيضا : ما استقبلك من الشيء .

                                                          ( س ) وفي حديث ابن جريج : " قلت لعطاء : محرم قبض على قبل امرأته ، فقال : إذا وغل إلى ما هنالك فعليه دم " القبل بضمتين : خلاف الدبر ، وهو الفرج من الذكر والأنثى . وقيل : هو للأنثى خاصة ، ووغل إذا دخل .

                                                          ( س ) وفيه : نسألك من خير هذا اليوم وخير ما قبله وخير ما بعده ، ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما قبله وشر ما بعده مسألة خير زمان مضى : هو قبول الحسنة التي قدمها فيه ، والاستعاذة منه : هي طلب العفو عن ذنب قارفه فيه ، والوقت وإن مضى فتبعته باقية .

                                                          [ ص: 10 ] ( س ) وفي حديث ابن عباس : إياكم والقبالات فإنها صغار وفضلها ربا هو أن يتقبل بخراج أو جباية أكثر مما أعطى ، فذلك الفضل ربا ، فإن تقبل وزرع فلا بأس . والقبالة - بالفتح - : الكفالة ، وهي في الأصل مصدر : قبل إذا كفل . وقبل - بالضم - إذا صار قبيلا ؛ أي : كفيلا .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ابن عمر : ما بين المشرق والمغرب قبلة أراد به المسافر إذا التبست عليه قبلته ، فأما الحاضر فيجب عليه التحري والاجتهاد ، وهذا إنما يصح لمن كانت القبلة في جنوبه أو في شماله

                                                          ويجوز أن يكون أراد به قبلة أهل المدينة ونواحيها ؛ فإن الكعبة جنوبها ، والقبلة في الأصل : الجهة .

                                                          ( س ) وفيه : " أنه أقطع بلال بن الحارث معادن القبلية ، جلسيها وغوريها " القبلية : منسوبة إلى قبل - بفتح القاف والباء - وهي ناحية من ساحل البحر ، بينها وبين المدينة خمسة أيام .

                                                          وقيل : هي من ناحية الفرع ، وهو موضع بين نخلة والمدينة . هذا هو المحفوظ في الحديث .

                                                          * وفي كتاب الأمكنة : " معادن القلبة " بكسر القاف وبعدها لام مفتوحة ثم باء .

                                                          * وفي حديث الحج : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي أي : لو عن لي هذا الرأي الذي رأيته آخرا وأمرتكم به في أول أمري ، لما سقت الهدي معي وقلدته وأشعرته ، فإنه إذا فعل ذلك لا يحل حتى ينحر ، ولا ينحر إلا يوم النحر ، فلا يصح له فسخ الحج بعمرة ، ومن لم يكن معه هدي فلا يلتزم هذا ، ويجوز له فسخ الحج .

                                                          وإنما أراد بهذا القول تطييب قلوب أصحابه ؛ لأنه كان يشق عليهم أن يحلوا وهو محرم ، فقال لهم ذلك لئلا يجدوا في أنفسهم ، وليعلموا أن الأفضل لهم قبول ما دعاهم إليه ، وأنه لولا الهدي لفعله .

                                                          * وفي حديث الحسن : " سئل عن مقبلة من العراق " المقبل بضم الميم وفتح الباء : مصدر أقبل يقبل إذا قدم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية