( قرب ) * فيه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002644من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح ، لا قرب الذات والمكان ؛ لأن ذلك من صفات الأجسام ، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس .
والمراد بقرب الله من العبد قرب نعمه وألطافه منه ، وبره وإحسانه إليه ، وترادف مننه عنده ، وفيض مواهبه عليه .
( س ) ومنه الحديث :
صفة هذه الأمة في التوراة قربانهم دماؤهم القربان : مصدر من قرب يقرب ؛ أي : يتقربون إلى الله تعالى بإراقة دمائهم في الجهاد ، وكان قربان الأمم السالفة ذبح البقر والغنم والإبل .
( س ) ومنه الحديث :
الصلاة قربان كل تقي أي : أن الأتقياء من الناس يتقربون بها إلى الله ؛ أي : يطلبون القرب منه بها .
ومنه حديث الجمعة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002647من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة أي : كأنما أهدى ذلك إلى الله تعالى ، كما يهدى القربان إلى بيت الله الحرام .
[ ص: 33 ] ( هـ ) وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : "
إن كنا لنلتقي في اليوم مرارا يسأل بعضنا بعضا ، وإن نقرب بذلك إلا أن نحمد الله تعالى " قال
الأزهري : أي ما نطلب بذلك إلا حمد الله تعالى .
قال الخطابي : نقرب أي : نطلب ، والأصل فيه : طلب الماء .
* ومنه "
ليلة القرب " وهي الليلة التي يصبحون منها على الماء ، ثم اتسع فيه فقيل : فلان يقرب حاجته ؛ أي : يطلبها ، وإن الأولى هي المخففة من الثقيلة ، والثانية نافية .
ومنه الحديث :
قال له رجل : ما لي هارب ولا قارب القارب : الذي يطلب الماء ، أراد ليس لي شيء .
* ومنه حديث
علي : " وما كنت إلا كقارب ورد ، وطالب وجد "
* وفيه :
إذا تقارب الزمان وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002651اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب أراد اقتراب الساعة . وقيل : اعتدال الليل والنهار ، وتكون الرؤيا فيه صحيحة لاعتدال الزمان ، واقترب : افتعل ، من القرب ، وتقارب : تفاعل منه ، ويقال للشيء إذا ولى وأدبر : تقارب .
( هـ ) ومنه حديث
المهدي :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002652يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر أراد : يطيب الزمان حتى لا يستطال ، وأيام السرور والعافية قصيرة .
وقيل : هو كناية عن قصر الأعمار وقلة البركة .
( هـ ) وفيه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002653سددوا وقاربوا أي : اقتصدوا في الأمور كلها ، واتركوا الغلو فيها والتقصير ، يقال : قارب فلان في أموره إذا اقتصد ، وقد تكرر في الحديث .
( هـ ) وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002654أنه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فلم يرد عليه ، قال : فأخذني ما قرب وما بعد يقال للرجل إذا أقلقه الشيء وأزعجه : أخذه ما قرب وما بعد ، وما قدم وما حدث ، كأنه يفكر ويهتم في بعيد أموره وقريبها ، يعني : أيها كان سببا في الامتناع من رد السلام .
* وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002655 " لأقربن بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي : لآتينكم بما يشبهها ويقرب منها .
[ ص: 34 ] * ومنه حديثه الآخر : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002656إني لأقربكم شبها بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
* وفيه : "
من غير المطربة والمقربة فعليه لعنة الله " المقربة : طريق صغير ينفذ إلى طريق كبير ، وجمعها : المقارب . وقيل : هو من القرب ، وهو السير بالليل . وقيل : السير إلى الماء .
( هـ ) ومنه الحديث :
ثلاث لعينات : رجل عور طريق المقربة
( هـ ) وفي حديث
عمر : " ما هذه الإبل المقربة " هكذا روي بكسر الراء ، وقيل : هي بالفتح وهي التي حزمت للركوب ، وقيل : هي التي عليها رحال مقربة بالأدم ، وهو من مراكب الملوك ، وأصله من القراب .
( هـ ) وفي كتابه
nindex.php?page=showalam&ids=101لوائل بن حجر : " لكل عشرة من السرايا ما يحمل القراب من التمر " هو شبه الجراب يطرح فيه الراكب سيفه بغمده وسوطه ، وقد يطرح فيه زاده من تمر وغيره .
قال
الخطابي : الرواية بالباء هكذا ، ولا موضع لها هاهنا ، وأراه " القراف " جمع قرف ، وهي أوعية من جلود يحمل فيها الزاد للسفر ، وتجمع على قروف أيضا .
( هـ ) وفيه :
إن لقيتني بقراب الأرض خطيئة أي : بما يقارب ملأها ، وهو مصدر قارب يقارب .
( س ) وفيه :
اتقوا قراب المؤمن ؛ فإنه ينظر بنور الله وروي " قرابة المؤمن " يعني : فراسته وظنه الذي هو قريب من العلم والتحقيق ، لصدق حدسه وإصابته ، يقال : ما هو بعالم ، ولا قراب عالم ، ولا قرابة عالم ، ولا قريب عالم .
( هـ ) وفي حديث المولد : "
فخرج عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم متقربا متخصرا بالبطحاء " أي واضعا يده على قربه ؛ أي : خاصرته .
وقيل : هو الموضع الرقيق أسفل من السرة .
[ ص: 35 ] وقيل : متقربا ؛ أي : مسرعا عجلا ، ويجمع على أقراب .
ومنه قصيد
كعب بن زهير :
يمشي القراد عليها ثم يزلقه عنها لبان وأقراب زهاليل
* وفي حديث الهجرة : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002661أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي " قرب تقريبا إذا عدا عدوا دون الإسراع ، وله تقريبان ، أدنى وأعلى .
( س ) وفي حديث الدجال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002662فجلسوا في أقرب السفينة هي سفن صغار تكون مع السفن الكبار البحرية كالجنائب لها ، واحدها : قارب ، وجمعها : قوارب ، فأما أقرب فغير معروف في جمع قارب ، إلا أن يكون على غير قياس .
وقيل : أقرب السفينة أدانيها ؛ أي : ما قارب إلى الأرض منها .
( س ) وفي حديث
عمر : " إلا حامى على قرابته " أي : أقاربه . سموا بالمصدر ، كالصحابة .
( قَرُبَ ) * فِيهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002644مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا الْمُرَادُ بِقُرْبِ الْعَبْدِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى الْقُرْبُ بِالذِّكْرِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ ، لَا قُرْبُ الذَّاتِ وَالْمَكَانِ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ ، وَاللَّهُ يَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ وَيَتَقَدَّسُ .
وَالْمُرَادُ بِقُرْبِ اللَّهِ مِنَ الْعَبْدِ قُرْبُ نِعَمِهِ وَأَلْطَافِهِ مِنْهُ ، وَبِرُّهُ وَإِحْسَانُهُ إِلَيْهِ ، وَتَرَادُفُ مِنَنِهِ عِنْدَهُ ، وَفَيْضُ مَوَاهِبِهِ عَلَيْهِ .
( س ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ :
صِفَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي التَّوْرَاةِ قُرْبَانُهُمْ دِمَاؤُهُمْ الْقُرْبَانُ : مَصْدَرٌ مِنْ قَرُبَ يَقْرُبُ ؛ أَيْ : يَتَقَرَّبُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِإِرَاقَةِ دِمَائِهِمْ فِي الْجِهَادِ ، وَكَانَ قُرْبَانُ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ ذَبْحَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْإِبِلِ .
( س ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ :
الصَّلَاةُ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِيٍّ أَيْ : أَنَّ الْأَتْقِيَاءَ مِنَ النَّاسِ يَتَقَرَّبُونَ بِهَا إِلَى اللَّهِ ؛ أَيْ : يَطْلُبُونَ الْقُرْبَ مِنْهُ بِهَا .
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْجُمُعَةِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002647مَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْأُولَى فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً أَيْ : كَأَنَّمَا أَهْدَى ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، كَمَا يُهْدَى الْقُرْبَانُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ .
[ ص: 33 ] ( هـ ) وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ : "
إِنْ كُنَّا لَنَلْتَقِي فِي الْيَوْمِ مِرَارًا يَسْأَلُ بَعْضُنَا بَعْضًا ، وَإِنْ نَقْرُبُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ تَعَالَى " قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : أَيْ مَا نَطْلُبُ بِذَلِكَ إِلَّا حَمْدَ اللَّهِ تَعَالَى .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : نَقْرُبُ أَيْ : نَطْلُبُ ، وَالْأَصْلُ فِيهِ : طَلَبُ الْمَاءِ .
* وَمِنْهُ "
لَيْلَةُ الْقَرَبِ " وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يُصْبِحُونَ مِنْهَا عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ اتُّسِعَ فِيهِ فَقِيلَ : فُلَانٌ يَقْرُبُ حَاجَتَهُ ؛ أَيْ : يَطْلُبُهَا ، وَإِنَّ الْأُولَى هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، وَالثَّانِيَةُ نَافِيَةٌ .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ :
قَالَ لَهُ رَجُلٌ : مَا لِي هَارِبٌ وَلَا قَارِبٌ الْقَارِبُ : الَّذِي يَطْلُبُ الْمَاءَ ، أَرَادَ لَيْسَ لِي شَيْءٌ .
* وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَلِيٍّ : " وَمَا كُنْتُ إِلَّا كَقَارِبٍ وَرَدَ ، وَطَالِبٍ وَجَدَ "
* وَفِيهِ :
إِذَا تَقَارَبَ الزَّمَانُ وَفِي رِوَايَةٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002651اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ أَرَادَ اقْتِرَابَ السَّاعَةِ . وَقِيلَ : اعْتِدَالُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَتَكُونُ الرُّؤْيَا فِيهِ صَحِيحَةً لِاعْتِدَالِ الزَّمَانِ ، وَاقْتَرَبَ : افْتَعَلَ ، مِنَ الْقُرْبِ ، وَتَقَارَبَ : تَفَاعَلَ مِنْهُ ، وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذَا وَلَّى وَأَدْبَرَ : تَقَارَبَ .
( هـ ) وَمِنْهُ حَدِيثُ
الْمَهْدِيِّ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002652يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ حَتَّى تَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ أَرَادَ : يَطِيبُ الزَّمَانُ حَتَّى لَا يُسْتَطَالَ ، وَأَيَّامُ السُّرُورِ وَالْعَافِيَةِ قَصِيرَةٌ .
وَقِيلَ : هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ قِصَرِ الْأَعْمَارِ وَقِلَّةِ الْبَرَكَةِ .
( هـ ) وَفِيهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002653سَدِّدُوا وَقَارِبُوا أَيِ : اقْتَصِدُوا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا ، وَاتْرُكُوا الْغُلُوَّ فِيهَا وَالتَّقْصِيرَ ، يُقَالُ : قَارَبَ فُلَانٌ فِي أُمُورِهِ إِذَا اقْتَصَدَ ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ .
( هـ ) وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002654أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَقْلَقَهُ الشَّيْءُ وَأَزْعَجَهُ : أَخَذَهُ مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ ، وَمَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ ، كَأَنَّهُ يُفَكِّرُ وَيَهْتَمُّ فِي بَعِيدِ أُمُورِهِ وَقَرِيبِهَا ، يَعْنِي : أَيَّهَا كَانَ سَبَبًا فِي الِامْتِنَاعِ مِنْ رَدِّ السَّلَامِ .
* وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002655 " لَأُقَرِّبَنَّ بِكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَيْ : لَآتِيَنَّكُمْ بِمَا يُشْبِهُهَا وَيَقْرُبُ مِنْهَا .
[ ص: 34 ] * وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002656إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ شَبَهًا بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
* وَفِيهِ : "
مَنْ غَيَّرَ الْمَطْرَبَةَ وَالْمَقْرَبَةَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ " الْمَقْرَبَةُ : طَرِيقٌ صَغِيرٌ يَنْفُذُ إِلَى طَرِيقٍ كَبِيرٍ ، وَجَمْعُهَا : الْمَقَارِبُ . وَقِيلَ : هُوَ مِنَ الْقَرَبِ ، وَهُوَ السَّيْرُ بِاللَّيْلِ . وَقِيلَ : السَّيْرُ إِلَى الْمَاءِ .
( هـ ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ :
ثَلَاثٌ لَعِينَاتٌ : رَجُلٌ عَوَّرَ طَرِيقَ الْمَقْرَبَةِ
( هـ ) وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ : " مَا هَذِهِ الْإِبِلُ الْمُقْرِبَةُ " هَكَذَا رُوِيَ بِكَسْرِ الرَّاءِ ، وَقِيلَ : هِيَ بِالْفَتْحِ وَهِيَ الَّتِي حُزِمَتْ لِلرِّكُوبِ ، وَقِيلَ : هِيَ الَّتِي عَلَيْهَا رِحَالٌ مُقْرَبَةٌ بِالْأَدَمِ ، وَهُوَ مِنْ مَرَاكِبِ الْمُلُوكِ ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْقِرَابِ .
( هـ ) وَفِي كِتَابِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=101لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ : " لِكُلِّ عَشَرَةٍ مِنَ السَّرَايَا مَا يَحْمِلُ الْقِرَابُ مِنَ التَّمْرِ " هُوَ شِبْهُ الْجِرَابِ يَطْرَحُ فِيهِ الرَّاكِبُ سَيْفَهُ بِغِمْدِهِ وَسَوْطَهُ ، وَقَدْ يَطْرَحُ فِيهِ زَادَهُ مِنْ تَمْرٍ وَغَيْرِهِ .
قَالَ
الْخَطَّابِيُّ : الرِّوَايَةُ بِالْبَاءِ هَكَذَا ، وَلَا مَوْضِعَ لَهَا هَاهُنَا ، وَأَرَاهُ " الْقِرَافُ " جَمْعُ قَرْفٍ ، وَهِيَ أَوْعِيَةٌ مِنْ جُلُودٍ يُحْمَلُ فِيهَا الزَّادُ لِلسَّفَرِ ، وَتُجْمَعُ عَلَى قُرُوفٍ أَيْضًا .
( هـ ) وَفِيهِ :
إِنْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً أَيْ : بِمَا يُقَارِبُ مَلْأَهَا ، وَهُوَ مَصْدَرُ قَارَبَ يُقَارِبُ .
( س ) وَفِيهِ :
اتَّقُوا قُرَابَ الْمُؤْمِنِ ؛ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ وَرُوِيَ " قُرَابَةَ الْمُؤْمِنِ " يَعْنِي : فِرَاسَتَهُ وَظَنَّهُ الَّذِي هُوَ قَرِيبٌ مِنَ الْعِلْمِ وَالتَّحْقِيقِ ، لِصِدْقِ حَدْسِهِ وَإِصَابَتِهِ ، يُقَالُ : مَا هُوَ بِعَالِمٍ ، وَلَا قُرَابِ عَالِمٍ ، وَلَا قُرَابَةِ عَالِمٍ ، وَلَا قَرِيبِ عَالِمٍ .
( هـ ) وَفِي حَدِيثِ الْمَوْلِدِ : "
فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ أَبُو النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مُتَقَرِّبًا مُتَخَصِّرًا بِالْبَطْحَاءِ " أَيْ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى قُرْبِهِ ؛ أَيْ : خَاصِرَتِهِ .
وَقِيلَ : هُوَ الْمَوْضِعُ الرَّقِيقُ أَسْفَلَ مِنَ السُّرَّةِ .
[ ص: 35 ] وَقِيلَ : مُتَقَرِّبًا ؛ أَيْ : مُسْرِعًا عَجِلًا ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَقْرَابٍ .
وَمِنْهُ قَصِيدُ
كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ :
يَمْشِي الْقُرَادُ عَلَيْهَا ثُمَّ يُزْلِقُهُ عَنْهَا لَبَانٌ وَأَقْرَابٌ زَهَالِيلُ
* وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002661أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي " قَرَّبَ تَقْرِيبًا إِذَا عَدَا عَدْوًا دُونَ الْإِسْرَاعِ ، وَلَهُ تَقْرِيبَانِ ، أَدْنَى وَأَعْلَى .
( س ) وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1002662فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ السَّفِينَةِ هِيَ سُفُنٌ صِغَارٌ تَكُونُ مَعَ السُّفُنِ الْكِبِارِ الْبَحْرِيَّةِ كَالْجَنَائِبِ لَهَا ، وَاحِدُهَا : قَارِبٌ ، وَجَمْعُهَا : قَوَارِبُ ، فَأَمَّا أَقْرُبُ فَغَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي جَمْعِ قَارِبٍ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ .
وَقِيلَ : أَقْرُبُ السَّفِينَةِ أَدَانِيهَا ؛ أَيْ : مَا قَارَبَ إِلَى الْأَرْضِ مِنْهَا .
( س ) وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ : " إِلَّا حَامَى عَلَى قَرَابَتِهِ " أَيْ : أَقَارِبِهِ . سُمُّوا بِالْمَصْدَرِ ، كَالصَّحَابَةِ .