الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( كما ) ( هـ ) فيه " أنه مر على أبواب دور مستفلة فقال : اكموها " وفي رواية " أكيموها " أي استروها لئلا تقع عيون الناس عليها . والكمو : الستر .

                                                          وأما " أكيموها " فمعناه ارفعوها لئلا يهجم السيل عليها ، مأخوذ من الكومة ، وهي الرملة المشرفة .

                                                          ( هـ ) وفي حديث حذيفة " للدابة ثلاث خرجات ثم تنكمي " أي : تستتر .

                                                          ومنه " قيل للشجاع : كمي " لأنه استتر بالدرع .

                                                          والدابة : هي دابة الأرض التي هي من أشراط الساعة .

                                                          ومنه حديث أبي اليسر " فجئته فانكمى مني ثم ظهر " .

                                                          وقد تكرر ذكر " الكمي " في الحديث ، وجمعه : كماة .

                                                          وفيه " من حلف بملة غير ملة الإسلام كاذبا فهو كما قال " هو أن يقول الإنسان في يمينه : إن كان كذا وكذا فأنا كافر ، أو يهودي ، أو نصراني ، أو برئ من الإسلام ، ويكون كاذبا في قوله ، فإنه يصير إلى ما قاله من الكفر وغيره .

                                                          [ ص: 202 ] وهذا وإن كان ينعقد به يمين عند أبي حنيفة ، فإنه لا يوجب إلا كفارة اليمين .

                                                          وأما الشافعي فلا يعده يمينا ، ولا كفارة فيه عنده .

                                                          * وفي حديث الرؤية فإنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر قد يخيل إلى بعض السامعين أن الكاف كاف التشبيه للمرئي ، وإنما هي للرؤية ، وهي فعل الرائي . ومعناه : أنكم ترون ربكم رؤية ينزاح معها الشك ، كرؤيتكم القمر ليلة البدر ، لا ترتابون فيه ولا تمترون .

                                                          وهذا الحديث والذي قبله ليس هذا موضعهما ; لأن الكاف زائدة على " ما " ، وإنما ذكرناهما لأجل لفظهما .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية