الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثمان وسبعين ومائة

فمن الحوادث فيها :

وثوب الحوفية بمصر بعامل الرشيد عليهم إسحاق بن سليمان ، وقتالهم إياه وتوجيه الرشيد إليه هرثمة بن أعين في عدة من القواد [مددا له ] حتى أذعن أهل الحوف ، ودخلوا في الطاعة ، وأدوا ما كان عليهم من وظائف السلطان ، وكان هرثمة إذ ذاك والي فلسطين ، فلما انقضى أمر الحوفية صرف هارون إسحاق عن مصر ، وولاها هرثمة نحوا من شهر ، ثم صرفه عنها وولاها عبد الملك بن صالح .

وفيها : كان وثوب أهل إفريقية بعبدويه الأنباري ومن معه من الجند هنالك ، فقتلوا الفضل بن روح بن حاتم ، وأخرج من كان بها من آل المهلب ، فوجه الرشيد إليهم هرثمة فرجعوا إلى الطاعة ، وكان عبدويه قد غلب على إفريقية ، وخلع السلطان فتلطف الأمير يحيى بن خالد ، وكاتبه بالترغيب في الطاعة [والترهيب والتجريد للمعصية ] فقبل الأمان ، وعاد إلى الطاعة ، فولي له يحيى .

وفيها : فوض الرشيد أموره إلى يحيى بن خالد بن برمك .

[ ص: 36 ] وفيها : خرج الوليد بن طريق الشاري بالجزيرة فقتل إبراهيم بن خازم بن خزيمة بنصيبين ، ثم مضى إلى إرمينية .

وفي هذه السنة : شخص الفضل بن يحيى إلى خراسان واليا عليها ، فأحسن السيرة بها ، وبنى المساجد والرباطات ، وغزا ما وراء النهر ، واتخذ بخراسان جندا من العجم يبلغ عددهم خمس مائة ألف ، وسماهم العباسية ، وقدم بغداد منهم عشرون ألفا فسموا ببغداد الكرنبية .

وفيها : غزا الصائفة معاوية بن زفر بن عاصم ، وغزا الشاتية سليمان بن راشد .

وفيها : حج بالناس محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي ، وهو إذ ذاك العامل على مكة .

التالي السابق


الخدمات العلمية