الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (51) والخطب : الأمر والشأن الذي فيه خطر . قال امرؤ القيس :


                                                                                                                                                                                                                                      2802 - وما المرء ما دامت حشاشة نفسه بمدرك أطراف الخطوب ولا آل

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 513 ] وهو في الأصل مصدر خطب يخطب ، وإنما يخطب في الأمور العظام .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : إذ راودتن هذا الظرف منصوب بقوله " خطبكن " لأنه في معنى الفعل ؛ إذ المعنى : ما فعلتن وما أردتن به في ذلك الوقت ؟

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : الآن حصحص " الآن " منصوب بما بعده ، وحصحص معناه تبين وظهر بعد خفاء ، قاله الخليل . قال بعضهم : هو مأخوذ من الحصة والمعنى : بانت حصة الحق من حصة الباطل كما تتميز حصص الأراضي وغيرها . وقيل : بمعنى ثبت واستقر . وقال الراغب : " حصحص الحق ، وذلك بانكشاف ما يغمره ، وحص وحصحص نحو : كف وكفكف وكب وكبكب ، وحصه : قطعه : إما بالمباشرة وإما بالحكم ، فمن الأول قول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      2803 - قد حصت البيضة رأسي ... ... ... ...      ... ... ... ...

                                                                                                                                                                                                                                      ومنه رجل أحص : انقطع بعض شعره ، وامرأة حصاء ، والحصة القطعة من الجملة ويستعمل استعمال النصيب . وقيل : هو من " حصحص البعير " إذا ألقى ثفناته للإناخة ، قال الشاعر : [ ص: 514 ]

                                                                                                                                                                                                                                      2804 - فحصحص في صم الصفا ثفناته     وناء بسلمى نوءة ثم صمما

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية