الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين .

[135] وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا نزلت في رؤوس يهود المدينة: كعب بن الأشرف، ومالك بن الصيف، ووهب بن يهوذا، [ ص: 206 ] وأبي ياسر بن أخطب، وفي نصارى أهل نجران: السيد والعاقب وأصحابهما، وذلك أنهم خاصموا المسلمين في الدين، كل فرقة تزعم أنها أحق بدين الله، فقالت اليهود: نبينا موسى أفضل الأنبياء، وكتابنا التوراة أفضل الكتب، وديننا أفضل الأديان، وكفرت بعيسى والإنجيل، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن، وقالت النصارى: نبينا عيسى أفضل الأنبياء، وكتابنا الإنجيل أفضل الكتب، وديننا أفضل الأديان، وكفرت بمحمد والقرآن، وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين: كونوا على ديننا، فلا دين إلا ذلك، فقال الله -عز وجل-:

قل يا محمد.

بل ملة إبراهيم أي: بل نتبع ملة إبراهيم.

حنيفا نصب على الحال; أي: مائلا عن الباطل إلى الحق، وأصله من الحنف، وهو ميل وعوج يكون في القدم.

وما كان من المشركين وهذا توبيخ للكفار أهل الكتاب; لأنهم كانوا يدعون أنهم على ملته، وهم على الشرك.

التالي السابق


الخدمات العلمية