الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 471 ] ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون .

[66] ها أنتم . قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، ونافع : بتسهيل الهمزة بين بين، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، وابن كثير، وابن عامر، ويعقوب : بتحقيق الهمزة بعد الألف، وروي عن ورش (هآنتم) مدا بلا همزة، وعنه وجه ثان: (هأنتم) بهمزة مقصورة بين الهاء والنون، مثل سألتم، وروي عن قنبل كالوجه الثاني عن ورش، أصلها: (أأنتم) قلبت الهمزة الأولى هاء; كقولهم: هرقت وأرقت.

هؤلاء أصله: أولاء، دخلت عليه هاء التنبيه، وهو في موضع النداء، يعني: يا هؤلاء! أنتم.

حاججتم جادلتم.

فيما لكم به علم أي: فيما علمتموه من التوراة والإنجيل من أمر موسى وعيسى. [ ص: 472 ]

فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم من أمر إبراهيم، وليس في كتابكم ذكره; لأنه قبلكم؟ أي: أنتم تجادلون فيما علمتم وفيما لم تعلموه.

والله يعلم وأنتم لا تعلمون وأنتم جاهلون به.

التالي السابق


الخدمات العلمية