الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون .

[79] ما كان لبشر يعني: محمدا - صلى الله عليه وسلم -.

أن يؤتيه الله الكتاب يعني: القرآن.

والحكم الفهم والعلم.

والنبوة المنزلة الرفيعة بالإنباء.

ثم يقول نصبا عطفا على يؤتيه .

للناس كونوا عبادا لي من دون الله نزلت لما قال أبو رافع القرظي من اليهود، والرئيس من نصارى أهل نجران للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا محمد! تريد أن [ ص: 481 ] نعبدك ونتخذك ربا، فقال: "معاذ الله أن نأمر بعبادة غير الله، ما بذلك بعثني الله، وما بذلك أمرني"، فأنزل الله الآية، والبشر: جميع بني آدم.

ولكن كونوا ربانيين علماء بالله فقهاء.

بما كنتم أي: بما أنتم; كقوله تعالى: من كان في المهد صبيا [مريم: 29]; أي: من هو في المهد.

تعلمون الكتاب قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف : (تعلمون) بضم التاء وفتح العين وكسر اللام مشددة; أي: تعلمون غيركم، وقرأ الباقون: بالتخفيف مع فتح التاء واللام وإسكان العين، من العلم; لقوله:

وبما كنتم تدرسون تقرؤون.

التالي السابق


الخدمات العلمية