الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
م30 - ثم اختلفوا : في كيفية الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم في قدر ما يجزئ منها ، فاختار الشافعي ، وأحمد (في إحدى روايتيه ) : «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد » .

إلا أن النطق الذي اختاره الشافعي ليس فيه : «وعلى آل إبراهيم » إلى ذكر البركة ، والرواية الأخرى عن أحمد : «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم [ ص: 176 ] إنك حميد مجيد » ، وهي التي اختارها الخرقي ، وأما مذهب أبي حنيفة في اختياره من ذلك فلم يوجد إلا ما ذكره محمد بن الحسن في كتاب الحج له ، فقال : هو أن يقول : اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين ، إنك حميد مجيد » .

وقال محمد بن الحسن : حدثنا مالك بن أنس بنحو ذلك .

وقال مالك : العمل عندنا على ذلك أنه نقص من ذلك ، ولم يقل فيه : «كما صليت على إبراهيم » ولكنه قال : «كما صليت على آل إبراهيم في العالمين ، إنك حميد مجيد » .

وأما الأخرى فأقل ما يجزئ عند الشافعي من ذلك أن يقول : «اللهم صل على محمد » .

واختلف : أصحاب الشافعي في «الآل » فلهم فيه وجهان : أحدهما أنه لا تجب الصلاة عليهم ، وعليه أكثر أصحابه ، والوجه الثاني : أنه تجب الصلاة عليهم .

وظاهر كلام أحمد أن الواجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حسب ، كمذهب الشافعي .

وقال أبو حامد (من أصحاب أحمد ) : قدر الإجزاء أنه تجب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وعلى آل إبراهيم ، والبركة على محمد وعلى آل محمد وآل إبراهيم لأجل الحديث الذي أخذ به أحمد .

التالي السابق


الخدمات العلمية