الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
م8 - واختلفوا : في المستحاضة ، فقال أبو حنيفة : ترد إلى عادتها إن كانت لها عادة ، وإن كانت لا عادة لها فلا اعتبار بالتمييز بحال ، بل تجلس أقل الحيض عنده ، إذا كانت ناسية لعادتها .

وقال مالك : لا اعتبار بالعادة ، والاعتبار بالتمييز ، فإن كانت مميزة ردت إليه ، وإن [ ص: 109 ] لم يكن لها تمييز لم تحض أصلا وصلت أبدا ، وهذا في الشهر الثاني والثالث ، فأما في الشهر الأول فعنده روايتان ، إحداهما : أنها تجلس أكثر الحيض عنده ، والثانية : تجلس أيامها المعروفة وتطهر بعد ذلك بثلاثة أيام ، وتغتسل وتصلي .

وظاهر مذهب الشافعي : أنه إن كان لها تمييز وعادة ، قدم التمييز على العادة ، وإن عدم التمييز ردت إلى العادة ، فإن عدما معا صارت مبتدأة ، وقد مضى حكمها .

وقال أحمد : إذا كانت لها عادة وتمييز ردت إلى العادة ، فإن عدمت العادة ردت إلى التمييز ، فإن عدما معا فعنه روايتان : إحداهما : تجلس أقل الحيض عنده ، والأخرى تجلس غالب عادات النساء ستا أو سبعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية