الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
م5 - واختلفوا : في قدر الإجزاء في التيمم ، فقال أبو حنيفة في الرواية المشهورة عنه : ضربتان ، إحداهما للوجه جميعه ، والثانية : لليدين إلى المرفقين .

واختلفت الرواية عن الشافعي فقال في القديم : ضربتان ، ضربة للوجه وضربة للكفين ، وقال في الجديد : قدر الإجزاء مسح جميع الوجه ، ومسح اليدين مع المرفقين بضربتين أو بضربات .

وقال الشيخ أبو إسحاق : وذا هو المذهب ، وأنكر أبو حامد الإسفراييني القول القديم ولم يعرفه ، وقال : المنصوص هو هذا القول قديما وجديدا : كمذهب أبي حنيفة .

وقال مالك في إحدى الروايتين وأحمد : قدره ضربة للوجه والكفين ، يكون ببطون أصابعه لوجهه ، وببطون راحتيه لكفيه . [ ص: 91 ] قال الوزير : وهو أنسب وألأم بحال المسافر ، لضيق أثوابه التي يجد المشقة من إخراج ذراعيه من كميهما غالبا ، وينبغي أن يتيمم بضربتين ، وأن يحول الثانية عن الموضع الذي كان ضرب عليه أولا إلى موضع آخر من أن يكون قد تساقط من التراب الذي استعمله في ذلك المكان الأول .

وقال مالك في الرواية الأخرى كمذهب أبي حنيفة والشافعي في المشهور عنهما وينبغي للمتيمم أن ينزع خاتما إن كان في يده ، لئلا يحول الخاتم بين الصعيد ، وبين ما يماس داخل حلقة الخاتم من جلد أصبعه .

التالي السابق


الخدمات العلمية